بعد نحو أكثر من أسبوعين على التمرد الفاشل لمجموعة فاجنر العسكرية الخاصة في روسيا، يستمر الغموض حول مستقبلها، وخاصة ما يتعلق بزعيمها يفجيني بريجوجين، الذى انتهى تمرده بإعطائه فرصة الاستقرار في بيلاروسيا، لكنه لم يفعل، ليدور التساؤل حول مصير المجموعة التي كانت أبرز الفاعلين في الحرب الروسية الأوكرانية، قبل أن يخفت نجمها بعد التمرد.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قال في مقابلة نُشرت في وقت متأخر أمس الخميس، إنه عرض على مقاتلي مجموعة فاجنر، فرصة مواصلة الخدمة داخل الجيش الروسي النظامي، إلا إنه أكد أن الأمر متروك للبرلمان الروسي والحكومة، لمناقشة الإطار القانوني للمجموعات العسكرية الخاصة.
جاء عرض الرئيس الروسي على مقاتلي المجموعة "المتمردة" في اجتماع مع قادتها وبريجوجين، أواخر الشهر الماضي، وبعد خمسة أيام من التمرد الفاشل، بحسب صحيفة "كومير سانت" الروسية.
فيما كشف دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، تفاصيل الاجتماع الذي جمع "بوتين"، ورئيس مجموعة فاجنر، وقادة المجموعة، واستمع إليهم يوم 29 يونيو الماضي، بعد فشلهم في التمرد الذي شكل التحدي الأخطر على الرئيس الروسي منذ توليه السلطة في عام 1999، بحسب "رويترز".
بيسكوف، أوضح أن بوتين ظل في اجتماع لمدة 3 ساعات مع 35 شخصًا، بينهم بريجوجين وقادة وحدات فاجنر، واستمع إلى تفسيراتهم لما حدث، وعرض "خيارات العمل والقتال" المتاحة في الفترة المقبلة.
رغم اعتماد روسيا على مجموعة فاجنر في كثير من الأوقات، وخاصة في الحرب بأوكرانيا، حيث خاضت أكثر المعارك شراسة، وخاصة في مدينة باخموت التي نجحت في الاستيلاء عليها بعد معارك دامية، إلا إنه بحسب تصريحات بوتين للصحيفة: "فاجنر لا وجود لها... لا وجود لقانون خاص بالمنظمات العسكرية الخاصة".
تسليم الأسلحة للجيش الروسي
وفي لمحة أخرى عن مصير قوات فاجنر، قالت وزارة الدفاع الروسية إن المجموعة تستكمل تسليم أسلحتها إلى القوات المسلحة النظامية، وأنها سلمت حتى الآن أكثر من ألفي قطعة من المعدات، وأكثر من 2500 طن من الذخيرة.
وفي بيان نُشر الأربعاء، مصحوبًا بفيديو يظهر دبابات وصواريخ وأسلحة ثقيلة أخرى، أكدت الوزراة أن مجموعة فاجنر تسلم أسلحتها، في وقت يلتف فيه الغموض مصير المجموعة، التي كان من المقرر أن تذهب إلى بيلاروسيا بعد إنهاء التمرد.
بيلاروسيا تنتظر
وتنتظر بيلاروسيا وصول مقاتلي فاجنر إلى أراضيها، وفقًا للاتفاق المبرم بعد التمرد، وقالت وزارة الدفاع إنها تعتزم تبادل الخبرات القتالية معهم.
وبموجب الاتفاق، من المقرر أن ينتقل بريجوجين إلى مينسك، في وقت منحت فيه موسكو مقاتلي المجموعة حرية "الاختيار"، بين الانتقال إلى بيلاروسيا مع الزعيم المنفي أو الانضمام إلى القوات المسلحة الروسية.
وكشف أنطون يليزاروف، وهو قائد في مجموعة فاجنر، أن المقاتلين في عطلة حتى أوائل أغسطس المقبل، بناءً على أوامر بريجوجين، قبل الانتقال إلى بيلاروسيا.
مصير بيرجوجين
على غير عادته لم يظهر بريجوجين خلال الفترة الماضية، ولم يطلق أي منشورات عبر قناته على تليجرام، منذ ظهوره في 26 يونيو عندما دافع عن التمرد، إذ قال إنه أطلق "مسيرة العدالة" نحو موسكو للاحتجاج على الفسادة وعدم كفاءة قادة الجيش.
بايدن يحذر بريجوجين
وتعليقًا على مصير بريجوجين الذي يبقى مكانه مجهولًا بعد التمرد، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، إن تحديد ما يحدث له (بريجوجن) أمر "لا يعلمه إلا الله"، وأنه ليس متأكدًا من مكان وجوده، مضيفاً: "لو كنت مكانه سأكون حذرًا مما أتناوله من طعام، وكنت سأراقب قائمة المأكولات جيدًا".
وتابع: "لندع المزاح جانبًا، أنا لا أعرف ولا أعتقد أن أحدًا منا يعرف ما مستقبل بريجوجين في روسيا"، بحسب "سي إن إن".
أما وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، فكشفت على لسان متحدثها البريجادير جنرال باتريك رايدر، أن مجموعة فاجنر لا تشارك في عمليات عسكرية في أوكرانيا، بأي قدر من الأهمية في الوقت الحالي، بحسب "رويترز".
الموت أو السجن
فيما توقع الجنرال المتقاعد روبرت أبرامز، أن بريجوجين، قد مات أو سُجن، وحتى أن لقاءه مع الرئيس الروسي بعد التمرد قد يكون مزيفًا، وذلك في حديثه مع شبكة "إي بي سي نيوز" الأمريكية.
الجنرال الأمريكي المتقاعد، يعتقد أيضًا أن بريجوجين لن يظهر مرة أخرى علنًا، وأنه إما سيختفي وإما يُسجن، مؤكدًا أن بوتين سيتعامل معه بطريقه أو بأخرى، قائلًا إنه سيندهش بالفعل إذا رأي دليلًا على أن بوتين التقى بريجوجين.