دخل القطاع الطبي في بريطانيا، في إضراب عن العمل اعتبارًا من أمس الأربعاء، يستمر لمدة خمسة أيام وهي مدة غير مسبوقة، إذ بدأ بالأطباء المبتدئين ويليهم مستشارو هيئة الخدمات الصحية الوطنية ثم فنيو الأشعة، وسط تحذيرات من تكبد خسائر تصل إلى 100 مليون جنيه إسترليني.
وقالت هيئة الخدمات الصحية الوطنية NHS إنه مع بدء الإضراب الجديد، سيتكبد القطاع الصحي خسائر تقدر بأكثر من 100 مليون جنيه إسترليني، وأشارت إلى أن بعض الجهات التنظيمية الكبرى تكبدت خسائر تتراوح من 2.5 إلى 3 ملايين جنيه، في حين وصل إجمالي الخسارة التي تكبدتها جميع الجهات التنظيمية إلى 100 مليون جنيه إسترليني نتيجة إضرابات أبريل فقط.
وأظهرت توقعات الهيئة إن خسائر إضرابات الأطباء التي استمرت لمدة ثلاثة أيام، والتي تتمثل في تكاليف تغطية النوبات والمدفوعات للعمليات الملغاه تقدر بـ 100 مليون جنيه إسترليني في جميع صناديق الهيئة البالغ عددها 215، وفقًا لصحيفة "إندبندنت" البريطانية. ويخشى مديرو الصحة من أن يكلف الإضراب الحالي ضعف التكلفة تقريبًا.
وزارة الصحة: أمر مخيب للآمال
وقال وزير الصحة والرعاية الاجتماعية ستيف باركلي حول الإضراب القادم: "إنه أمر من المخيب للآمال أن يشهد القطاع المزيد من الإضرابات، إذ يؤثر هذا الإجراء الذي يستمر لمدة خمس أيام من قبل الأطباء المبتدئين على آلاف المرضى ويعرض حياتهم للخطر ويعرقل الجهود المبذولة لخفض قوائم انتظار.
الإضراب الأصعب على الإطلاق
وأعرب رؤساء هيئة الخدمة الصحية عن استيائهم من الأزمة الدائمة للإضرابات، محذرين من أن إضراب وانسحاب الأطباء المبتدئين سيكلف أكثر من 100 مليون جنيه إسترليني، فيما ذكر المدير الطبي بالهيئة الدكتور ستيفن باويز، أنه سيتسبب في إلغاء عشرات الآلاف من المواعيد والعمليات الخاصة بالمرضى يوميًا.
ويشعر الرؤساء بالإحباط بسبب الإضراب المستمر ويقولون إن "المستشفيات تكافح من أجل الحصول على موظفين لتغطية نوبات العمل"، في حين يتم إلغاء عشرات الآلاف من الفحوص الطبية والعمليات الجراحية كل يوم.
وحذرت مجموعة من ثلاثة مستشفيات في لندن وهي سانت جورج وإبسوم وسانت هيلير، من أن الإضراب القادم والذي سيستمر خلال عطلة نهاية الأسبوع وحتى يوم الاثنين قد يكون الأصعب حتى الآن.
انعدام الثقة بوعود قطع قوائم الانتظار
وتأتي التحذيرات في الوقت الذي كشفت فيه دراسة استقصائية أجرتها NHS Providers وهي منظمة تشارك في المفاوضات بين الصناديق ووزارة الصحة، أن ثلث رؤساء المستشفيات ليسوا واثقين من أنهم سيفون بالوعود التي قطعها رئيس الوزراء ريشي سوناك بقطع قوائم الانتظار.
وفقًا لتقرير صادر عن المنظمة، فإن أكثر من ثلث الصناديق غير واثقة من أنها ستحقق هدف الحكومة المتمثل في القضاء على قوائم الانتظار لأكثر من عام للحصول على الرعاية بحلول مارس 2025.
كما أظهرت التقارير عدم وجود ثقة في أن هيئة الخدمات الصحية الوطنية ستكون قادرة على تحقيق أهداف أخرى، بما في ذلك إحالة 75 في المئة من المرضى بشكل عاجل للاشتباه في تشخيص السرطان أو استبعادهم في غضون 28 يومًا.
إحباط وقلق عميق
وقال جوليان هارتلي الرئيس التنفيذي للمنظمة: إن "هناك مستوى عالٍ من الإحباط والقلق العميق كونه لا يبدو أن هناك حلًا للقضاء على هذه الإضرابات، فضلًا عن عواقبها التي تتمثل في انتظار المرضى وكذلك معنويات الموظفين".
وفي وقت سابق صرح رئيس الوزراء سوناك في مقابلة تلفزيونية أنه "يود منح العاملين في التمريض زيادة كبيرة في الرواتب إلا أن الحكومة واجهت خيارات صعبة، وأنها تمول جهاز الصحة العامة في مجالات أخرى مثل توفير المعدات الطبية وسيارات الإسعاف".
وشهدت عدة مهن إضرابات في الأشهر الأخيرة في المملكة المتحدة، حيث تخطّى التضخّم نسبة 10%، وأضرب عمال سكك حديد وممرضون وممرضات وعناصر شرطة حدودية ومدّرسون عن العمل للمطالبة برفع أجورهم، وسط ارتفاع كبير بأسعار الأغذية والطاقة.