ثمّن الرئيس الأوكراني الضمانات الأمنية التي حصلت عليها بلاده، على هامش انعقاد قمة الناتو في فيلنيوس، اليوم الأربعاء، والتي تهدف لبناء كييف دفاعات برية وبحرية وجوية، بينما عدّت موسكو تلك الضمانات تتجاهل عدم قابلية الأمن الروسي للتجزئة، وحذّرت من عواقب سلبية للغاية على كافة الأصعدة.
وانعقدت اجتماعات قمة حلف الناتو في فيلنيوس، أمس الثلاثاء، عاصمة ليتوانيا الواقعة قرب الحدود الروسية، ولم تخلص إلى ما كان يأمله الرئيس الأوكراني بتحديد جدول زمني لانضمام بلاده للحلف، لكن البيان الختامي لدول شمال الأطلسي رهن توجيه الدعوة لكييف بقرار الحلفاء وتوافر الشروط.
نصر كبير
عدّ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الضمانات الأمنية التي قطعها حلف شمال الأطلسي "الناتو"، من خلال مجموعة السبع، بتوفير دعم طويل الأمد لكييف في مواجهة روسيا تشكّل "انتصارًا أمنيًا كبيرًا" لبلاده.
وقال زيلينسكي في أعقاب مشاركته في قمة لحلف المنعقدة في فيلنيوس عاصمة ليتوانيا، اليوم الأربعاء، إنّ "الوفد الأوكراني يحمل إلى الديار انتصارًا أمنيًا كبيرًا لأوكرانيا".
دفاعات شاملة.. أوكرانيا لن تكون ضعيفة
وفي مساعٍ جادة لضمان ألا تصبح أوكرانيا ضعيفة في مواجهة روسيا، وقّع أعضاء مجموعة السبع اتفاقًا إطاريًا جديدًا، اليوم، يضمن لأوكرانيا التزامات أمنية طويلة الأجل، من شأنها مساعدتها على بناء تأمين دفاعي قوي على صعيد البر والبحر والجو.
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن، في أعقاب مراسم توقيع الاتفاق بحضور زيلينسكي، إنّ مجموعة السبع ستساعد أوكرانيا على بناء جيش قويّ يمتلك قدرات دفاعية "في البرّ والبحر والجو"، مشددًا على أنّ "مستقبل أوكرانيا هو في حلف شمال الأطلسي".
وشدد رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك على رغبة الدول السبع في ألا يتكرر نوع الصراع الذي تشهده أوكرانيا قائلًا: "لا نريد أن نرى تكرارًا لما حدث في أوكرانيا، وهذا البيان يؤكد مجددًا التزامنا ضمان ألا تصبح أوكرانيا مجددًا ضعيفة أمام العدوان الذي ارتكبته روسيا".
وقادة دول مجموعة السبع هم "ألمانيا وكندا والولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا واليابان والمملكة المتحدة".
أمن روسيا غير قابل للتجزئة
بالمقابل، اعتبرت موسكو أن تقديم أي ضمانات أمنية لأوكرانيا، يمثل تعديًا على أمن روسيا، ووصفته بأنه بالأمر الخاطئ والخطير للغاية.
وقال دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين: "نعتبر هذا خاطئًا للغاية وخطيرًا للغاية؛ لأنه من خلال تقديم أي نوع من الضمانات الأمنية لأوكرانيا، تتجاهل هذه البلدان في الواقع المبدأ الدولي المتمثل في عدم قابلية الأمن للتجزئة".
وأشار بيسكوف، في بيان له، إلى أن دول السبع من خلال توفيرها ضمانات أمنية لأوكرانيا، فإنها "تتعدى على الأمن الروسي"، محذرًا من أن الأمر "هذا مستحيل" "ومحفوف بعواقب سلبية للغاية على المدى المتوسط والطويل وحتى على المدى القصير". وفق ما نقلته وكالة الإعلام الروسي.
وشنّت موسكو منذ 24 فبراير العام الماضي، عملية عسكرية خاصة في أوكرانيا، بدعوى تحرير إقليم الدونباس الانفصالي شمال شرق البلاد، ولضمان أمن حدودها بعد مساع كييف الانضمام لحلف شمال الأطلسي، الأمر الذي عدته موسكو يعرّض أمنها للخطر.