أذاعت "القاهرة الإخبارية"، اليوم الأربعاء، تقريرًا ببرنامج صباح جديد بعنوان "قناة السويس.. شريان مهم للاقتصاد العالمي"، في ذكرى افتتاح القناة، الذي يتزامن اليوم الأربعاء 16 نوفمبر.
وبدأت حكاية قناة السويس في عهد الخديوي إسماعيل، الذي أعلن افتتاحها في حفل أسطوري، منذ أكثر من 150 عامًا، حيث عمل المصريون على تنفيذ أهم مجرى ملاحي في العالم، وتحول لشريان اقتصادي تسير فيه أغلب سفن الدول المختلفة.
وتعود حكاية قناة السويس إلى يوم 16 نوفمبر عام 1896، إذ كانت وقتها تلك القناة هي حديث العالم، كونها أحد أعظم الإنجازات التي قدمها المصريون بأيديهم، وجاء حفرها لتصل بين البحرين الأبيض والأحمر، وكان حينها حلمًا تاريخيًا راود المصريين منذ عهد المصريين القدماء.
وكانت هناك محاولات فعلية سبقت الحفر الرسمي، تمثلت في قناة سيتي الأول ونخاو وبطليموس والإسكندر الأكبر وقناة أمير المؤمنين عمرو بن العاص، التي رُدمت لاحقًا، إلا أنه بعد أن تولى محمد سعيد باشا حكم مصر، تمكن ديليسبس من الحصول على فرمان بحفر قناة السويس، وأن تكون مدة الامتياز 99 عامًا من تاريخ فتحها.
وعلى الفور، زار ديليسبس وكبيري مهندسي الحكومة المصرية آنداك، منطقة برزخ السويس، وقدم تقريرًا أثبت إمكان تحقيق هذا، وتمكن الأول من تأسيس الشركة وتكوين مجلس إدارتها، وبدأ بالفعل الحفر الذي كان رمزًا لصلابة العامل المصري الذي شق الصحراء بيديه رغم تعرضه للعمل بالسخرة، خلال حفر القناة وراح المئات من المصريين شهداء ما زالت دمائهم تروي مجرى القناة التي تخدم احتياجات العالم لآلاف السنين.
كانت قناة السويس شاهدًا على العديد من الأحداث التاريخية التي تعرضت لها مصر في عصرها الحديث، وتعطلت فيها حركة الملاحة أكثر من مرة، بسبب الأطماع الخارجية فيها، وكانت البداية مع العدوان الثلاثي على مصر وحرب الاستنزاف، وأخيرًا حرب أكتوبر وبعد انتصار الجيش في حرب أكتوبر، قرر الرئيس السادات إعادة افتتاحها من جديد أمام الملاحة العالمية وتنفس العالم الصعداء بعد سنوات من تعطل الاقتصاد العالمي.
وتمثل قناة السويس للعالم أجمع أهمية استراتيجية كبرى، لذلك طورتها ووسعتها الدولة المصرية لتسمح بحركة ملاحية أكبر في مجراها، وأخيرًا افتتحت قناة السويس الجديدة، في إنجاز مصري جديد أضيف لحركة الملاحة البحرية بالعالم، وعزز من انتقال السلع والمواد بين الدول شرقها وغربها.