الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

فرنسا تعد أوكرانيا بصواريخ "سكالب".. وموسكو تتوعد بـ"الإجراءات المضادة"

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيرة الفرنسي إيمانويل ماكرون

القاهرة الإخبارية - سمر سليمان

لضمان تنفيذ كييف ضربات في العمق ضمن هجوم مضاد تأمل باريس أن ينجح "قدر الإمكان" في مواجهة القوات الروسية، أعلنت فرنسا من قلب قمة الناتو المنعقدة في فيلنيوس، اليوم الثلاثاء، تسليم أوكرانيا صواريخ بعيدة المدى من طراز سكالب، فيما توعدت موسكو بإجراءات مضادة في نطاق الصراع ردًا على هذا الإعلان.

ضربات في العمق

وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الثلاثاء، أن بلاده ستسلم أوكرانيا صواريخ بعيدة المدى طراز "سكالب" لتتمكن من تنفيذ ضربات في العمق.

ولدى وصوله إلى حيث تنعقد قمة حلف شمال الأطلسي في فيلنيوس عاصمة ليتوانيا الواقعة قرب الحدود الروسية، قال ماكرون: "قررنا أن نسلم أوكرانيا صواريخ جديدة تتيح (تنفيذ) ضربات في العمق".

أضاف "أعتقد أن ما هو مهم اليوم بالنسبة إلينا هو توجيه رسالة دعم لأوكرانيا، وأن حلف شمال الأطلسي موحّد".

القرار يأتي في إطار اتجاه وعزم فرنسي لتقديم المساعدات العسكرية لأوكرانيا بالتزامن مع هجومها المضاد، ضمن تحالف ثلاثي سمي بـ"مثلث فايمار".

وتحدث الرئيس الفرنسي في أعقاب قمة ثلاثية مع بولندا وألمانيا، لما يسمى بـ"مثلت فايمار"، انعقد في منتصف يونيو الماضي، عن أن الهجوم المضاد الذي تشنه كييف على القوات الروسية في أوكرانيا "سيستمر لأسابيع، بل حتى لأشهر"، مؤكدًا "نريده أن ينجح قدر الإمكان، كي نتمكن من بدء مرحلة تفاوض بشروط جيدة".

وأشار ماكرون إلى أنه في إطار التحالف الثلاثي، تم تكثيف تسليم الذخيرة والأسلحة والمركبات المسلحة، مضيفًا "سنستمر في تقديم المساعدات في الأيام والأسابيع المقبلة".

إجراءات روسية مضادة

بالمقابل، توعّد بيت الرئاسة الروسية، الكرملين، بـ"إجراءات مضادة" ضمن نطاق الصراع، ردًا على إعلان باريس عزمها تسليم أوكرانيا صواريخ بعيدة المدى، ووصفه بأنه يشكل "خطأ" و"عواقبه وخيمة"، لكنه لن يؤثر على مسار العملية العسكرية هناك.

وقال دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، في بيان له، اليوم الثلاثاء، إن إعلان ماكرون "من وجهة نظرنا، إنه قرار يشوبه خطأ وعواقبه وخيمة على الجانب الأوكراني، لأنه سيجبرنا بطبيعة الحال على اتخاذ اجراءات مضادة"، وفق بيان أوردته وكالة الإعلام الروسية.

وأضاف بيسكوف: "مرة أخرى نؤكد ثبات نهجنا المبدئي، مثل هذه القرارات لا تستطيع وليست قادرة على التأثير على مسار عمليتنا العسكرية، ويمكنها فقط أن تفاقم مصير نظام كييف".

قدرات صاروخ سكالب

ويعتبر صاروخ سكالب أو "المجنح الفرنسي" واحدًا من الأنظمة العسكرية الحديثة والقوية في مجال الصواريخ الكروز طويلة المدى، ويبلغ مداه نحو 250 كيلو مترًا ما يمكنه من ضرب أهداف روسية عميقة خلف خط الجبهة.

ويعتمد "سكالب" على تقنية الطيران المجنحة، ما يمكنه من الطيران بشكل منخفض الارتفاع والتحليق بشكل دقيق وعبر مسافات طويلة، ويتم تزويده بنظام للتوجيه الدقيق والاستشعار والملاحة لضمان وصوله إلى الهدف المحدد بدقة عالية.

ويمكنه حمل رؤوس حربية متعددة الأنواع، بما في ذلك الرؤوس الحرارية والرؤوس الانفجارية، وعادة ما يستخدم في المهام العسكرية لتدمير الأهداف الحيوية على مسافات بعيدة.

وتستخدم قوات الدفاع الأوكرانية صواريخ "ستورم شادو" وهو الاسم البريطاني لنفس الصاروخ الفرنسي الصنع، منذ الربيع، التي قدمتها المملكة المتحدة ضمن حزمة أسلحة لكييف.

وتم تطوير سكالب ضمن تعاون عسكري بين فرنسا والمملكة المتحدة، ويتم استخدامه بواسطة القوات الجوية والبحرية في البلدين، إضافة لبعض الدول الأخرى التي اشترته من فرنسا.

ماذا قدمت باريس لدعم كييف عسكريًا؟

وتتراوح المساعدات العسكرية الفرنسية لأوكرانيا، ما بين التجهيزات الفردية الخاصة بالمقاتلين، مثل الثياب الواقية من الإشعاعات النووية والأسلحة الكيماوية والبيولوجية، ومناظير الرؤية الليلية، والسترات الواقية، وصولاً إلى الصواريخ المضادة للدبابات والمضادات الجوية.

ورصد تقرير كشفت عنه الرئاسة الفرنسية، في يناير الماضي، مجمل ما قدمته باريس من دعم عسكري ومالي للقوات الأوكرانية.

وبموجب التقرير، قدمت فرنسا 18 منظومة مدفعية من طراز "قيصر" إلى أوكرانيا، بعد ما تفاوضت باريس مع فنلندا التي سبق لها أن اشترت هذا النوع من منظومات المدفعية لنقلها إلى أوكرانيا، إضافة إلى منظومات صواريخ "كروتال" للدفاع الجوي قريب المدى.

وسلّمت فرنسا أوكرانيا حتى تاريخ التقرير المعلن في 20 يناير 2023، 6 مدافع "TRF1" تطلق قذائف من عيار 155 ملم، وعربات مصفحة لنقل الجنود، كما قدمت قاذفات للصواريخ وذخيرة متعددة الأنواع والأشكال والمحروقات، وكانت أول من أعلنت عزمها تقديم مدرعات من طراز AMX، وفق التقرير.

والتزمت باريس بتأهيل وتدريب مجموعات من القوات الأوكرانية على استخدام الأسلحة الفرنسية المقدَّمة. وقام المدربون الفرنسيون بتأهيل 400 اختصاصي أوكراني، حتى تاريخ التقرير.

إضافة إلى ذلك، أنشأت باريس صندوقًا خاصًا من 200 مليون يورو يتيح للسلطات الأوكرانية الاستفادة منه مباشرة لشراء الأسلحة والمعدات التي تحتاج إليها، إلى جانب مساهمتها في "الصندوق الأوروبي المشترك لدعم الجهد العسكري الأوكراني" بقيمة مالية تصل إلى 550 مليون يورو التي تعادل نسبة 20 في المئة من القيمة الإجمالية للصندوق.