بولندا تطلب تفعيلها بعد الهجوم الصاروخى.. ماذا تعنى المادة الرابعة من معاهدة الناتو؟

  • مشاركة :
post-title
آثار الصواريخ على بولندا

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

قال المتحدث باسم الحكومة البولندية، بيوتر مولر، إن وارسو تدرس ما إذا كانت بحاجة إلى طلب إجراء مشاورات، بموجب المادة الرابعة من معاهدة حلف شمال الأطلسي "الناتو"، بعد مقتل شخصين في انفجار بالقرب من الحدود الأوكرانية.

وتمنح المادة الرابعة من معاهدة حلف شمال الأطلسي، الحق لأي دولة عضوة بالحلف وتشعر بأنها مهددة من قبل دولة أخرى أو منظمة إرهابية، في تقديم طلب لبدء الدول الأعضاء الثلاثين مشاورات رسمية للبت فيما إذا كان التهديد موجودا وكيفية مواجهته، مع التوصل إلى قرارات بالإجماع.

وسبق أن تقدمت دول "إستونيا ولاتفيا وليتوانيا وبولندا" الأعضاء في حلف الناتو، بطلب تفعيل المادة 4 من المعاهدة، عقب بدء العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا في الرابع والعشرين من شهر فبراير، وقال رئيس الوزراء الإستوني كاجا كالاس، آنذاك، إن الغزو الروسي لأوكرانيا يمثل تهديدا لأوروبا بأكملها.

وجرى تفعيل آلية التشاور هذه عدة مرات بتاريخ الناتو، كان أحدثها عندما طلبت تركيا في فبراير 2020 من حلف الناتو عقد اجتماع طارئ لبحث هجمات الجيش السوري –بدعم روسي- ضد القوات التركية في إدلب. وسبق أن طلبت تركيا أيضا في 2015 تفعيل المادة الرابعة، وعقب ذلك أقر الحلف سلسلة تدابير لتعزيز أمن تركيا.

والناتو أو منظمة حلف شمال الأطلسي، هو تحالف عسكري حكومي دولي تأسس عام 1949، بعد الحرب العالمية الثانية بهدف منع التوسع السوفيتي في أوروبا بشكل أساسي. وتم تشكيل الحلف مع توقيع معاهدة شمال الأطلسي عام 1949، وضم في عضويته آنذاك 12 دولة، لكنه توسع ليضم في الوقت الراهن 30 دولة.

ويعتبر "الناتو" أكبر وأقوى تحالف عسكري في التاريخ، وأوكرانيا ليست عضوا بالحلف، لكن لطالما أملت في الانضمام إليه. وهذه نقطة حساسة بالنسبة إلى روسيا، التي تنظر إلى الناتو باعتباره تهديدًا لها وتعارض الخطوة بشدة.

وفي ظل التوترات الأخيرة مع الغرب، طالبت روسيا بضمانات قوية على عدم توسع الحلف شرقا، لا سيما إلى أوكرانيا. لكن عارضت الولايات المتحدة والناتو تلك المطالب.

ولطالما تمتع الحلف بـ"سياسة الباب المفتوح"، التي تنص على أن أي دولة أوروبية مستعدة وراغبة في الاضطلاع بالتزامات وتعهدات العضوية فيرحب بتقدمها بطلب العضوية. ويجب الموافقة على أي قرارات بشأن التوسع بالإجماع.

وفي أعقاب الحرب الباردة، أوضح الناتو أنه سيرحب بالتوسع شرقا وفي عام 1997، دعيت جمهورية التشيك والمجر وبولندا لبدء محادثات الانضمام. ومنذ ذاك الوقت، انضمت أكثر من 12 دولة من الكتلة الشرقية السابقة، بما في ذلك ثلاث جمهوريات سوفيتية سابقة، إلى التحالف.

وبالرغم من التغييرات الجيوسياسية الكبيرة منذ تأسيس الناتو، ظل هدفه المعلن كما هو. والمبدأ الأساسي الذي يقوم عليه التحالف هو مبدأ الدفاع الجماعي: "سيعتبر أي هجوم مسلح ضد واحدة أو أكثر منها الدول الأعضاء في أوروبا أو أمريكا الشمالية هجوما ضدهم جميعا".

وتحدد المادة الخامسة من معاهدة شمال الأطلسي مبدأ الدفاع الجماعي، وتضمن أن موارد الحلف بأكمله يمكن استخدامها لحماية أي دولة عضو، وهذا أمر بالغ الأهمية بالنسبة لعديد من الدول الصغيرة التي ستصبح دون دفاعات بدون حلفائها، فأيسلندا، على سبيل المثال، ليس لديها جيش نظامي.

وبما أن الولايات المتحدة هي أكبر وأقوى عضو بالناتو، تخضع أي دولة في الحلف فعليا لحمايتها وفي حقيقة الأمر، كانت المرة الوحيدة التي استشهد فيها بالمادة الخامسة في أعقاب هجمات 11 سبتمبر عام 2001 على الولايات المتحدة، ونتيجة لذلك، انضم حلفاء الناتو لغزو أفغانستان.

ومع ذلك، اتخذ الناتو إجراءات في مناسبات أخرى أيضا؛ حيث اتخذ تدابير جماعية عام 1991 عندما نشر صواريخ باتريوت خلال حرب الخليج، وفي عام 2003 خلال الأزمة في العراق، وفي 2012 استجابة للوضع في سوريا، أيضا بصواريخ الباتريوت.