فيما تتجه الحكومة الإسرائيلية إلى التصويت على مشروع "التعديلات القضائية"، مساء اليوم الاثنين، أعربت واشنطن عن قلقها حيال الفوضى التي تجتاح تل أبيب، وحذرت إسرائيل من تأثير سياستها المتطرفة على علاقتها بالبيت الأبيض.
تدخل أمريكي محتمل
أثارت مخططات الحكومة الإسرائيلية تساؤلات بشأن مدى ديمقراطية إسرائيل المزعومة، وقوة علاقاتها مع الولايات المتحدة، حسبما أشار سفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى إسرائيل، اليوم الاثنين، وألمح لإمكانية تدخل بلاده للسيطرة على ما يحدث في إسرائيل.
وأشار "نيدس" إلى أن واشنطن تنظر إلى خطة "التعديلات القضائية" بمثابة "تحذير" من خروج الأمور عن السيطرة، فيما تتعالى الأصوات المطالبة بتدخل الولايات المتحدة لكبح الحكومة الإسرائيلية، في ظل فشل المفاوضات بين الائتلاف والمعارضة، وفقًا لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية.
في هذا الصدد قال السفير: "أعتقد أن معظم الإسرائيليين يريدون أن تتدخل الولايات المتحدة في شؤونهم، وهذا يأتي بثمن معين، يتضمّن التعبير عن موقف عندما نعتقد أن الوضع يتدهور"، وفقًا لصحيفة "هآرتس".
وتأتي تصريحات السفير الأمريكي، فيما تصوّت الهيئة العامة للكنيست، في وقت لاحق من اليوم، بالقراءتين الأولى والثانية، على مشروع قانون لتقليص صلاحيات المحكمة في إطار خطة الحكومة لإضعاف جهاز القضاء.
وفي ظلّ الاحتجاجات الواسعة التي تضرب إسرائيل للأسبوع السابع والعشرين على التوالي، أوضح "نيدس" أن الإدارة الأمريكية دعت بنيامين نتنياهو، رئيس الحكومة، أخيرًا إلى تجميد "التعديلات القضائية"، ومحاولة تحقيق إجماع واسع لكن دعوته قوبلت بالرفض.
وفي حال المصادقة على القانون المزعوم، ستشهد إسرائيل احتجاجات مناهضة، غدًا الثلاثاء، حسبما أعلن قادة الاحتجاجات الذين تعهدوا باحتجاجات "لم تشهد إسرائيل مثلها" ويهددون بعرقلة حركة السير في أنحاء البلاد، ويضمن ذلك مطار بن جوريون الدولي في اللد المحتلة.
الحكومة الأكثر تطرفًا
وفي خضم التوتر الواضح بين تل أبيب وواشنطن، صرّح جو بايدن، رئيس الولايات المتحدة، أمس الأحد، بأن الحكومة تضم وزراء هم "الأكثر تطرفًا على الإطلاق"، وانتقد الوزراء الذين يسعون إلى توسيع الاستيطان في كل مكان بالضفة الغربية المحتلة، ووصفهم بأنهم جزء كبير من " أزمة الشرق الأوسط"، وفقًا لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
وباعتباره الأشد تطرفًا في حكومة "نتنياهو"، انتقد إيتمار بن جفير، وزير الأمن القومي، تصريحات الرئيس الأمريكي، مؤكدًا أن دولة الاحتلال لن تتنازل عن تلة أو بؤرة استيطانية واحدة في الضفة الغربية.
وكتب الوزير الإسرائيلي المتطرف على موقع "تويتر": "يحتاج الرئيس الأمريكي لإدراك أننا لسنا نجمة أخرى على العلم الأمريكي"، في إشارة إلى أن إسرائيل ليست جزءًا من الولايات المتحدة الأمريكية.
ويشار إلى أن سيد البيت الأبيض يتلكأ في دعوة رئيس الحكومة الإسرائيلية إلى واشنطن رغم فوزة بولاية سادسة في نوفمبر الماضي، في خروج واضح عن العادات المتبعة، لأسباب فسرتها الإدارة الأمريكية بأنها استياء من سياسة الحكومة الإسرائيلية من التوترات مع الفلسطينيين والوضع الأمني في الأراضي المحتلة.
انزعاج دولي وعربي
وتستمر الحكومة الإسرائيلية في إزعاج المجتمع الدولي وخاصة الدول العربية، بممارساتها المتطرفة ضد الشعب الفلسطيني، التي تشمل التوسع الاستيطاني، والمداهمات شبه اليومية لقرى وبلدات الضفة المحتلة، وعمليات القتل الممنهج.
وفي إصرار واضح على التحدي الإسرائيلي لواشنطن، أعلنت بنيامين نتنياهو أخيرًا عن زيارة مرتقبة إلى الصين، المنافس الأكبر للولايات المتحدة، حليفة إسرائيل، وذلك بهدف إرسال رسالة إلى الإدارة الأمريكية، مفادها أن إسرائيل لا تحتاج إلى دعمها، بحسب موقع "آي 24 نيوز" الإسرائيلي.
نتيجة لذلك، أعربت أجهزة الأمن الإسرائيلية عن قلقها حيال زيارة نتنياهو المرتقبة إلى بكين، معتبرة أن هذه الزيارة لن تجبر البيت الأبيض على استقباله بل ستزيده غضبًا.
ووصف كبار المسؤولين الإسرائيليين هذا الإعلان بأنه "إصبع في عين واشنطن"، وفقًا للموقع الإسرائيلي.