فيما يبدو أنه محاولة لجسر الهوة بين أعضاء الناتو بشأن انضمام أوكرانيا، يلوح في الأفق ثمة اتفاق بين دول الحلف العسكري الغربي، على تقديم ضمانات أمنية لكييف، من خلال ما يُسمى بمجلس "الناتو-أوكرانيا"، المزمع إعلان تشكيله خلال القمة المقرر انطلاقها، غدًا الثلاثاء، في العاصمة الليتوانية فيلنيوس، وفق ما ذكر مسؤول في الحكومة الألمانية.
وقال المسؤول إن الوقت الحالي غير مناسب لدعوة أوكرانيا للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.
وأضاف أن بلاده تعمل على تقديم ضمانات أمنية من الناتو لأوكرانيا، مؤكدًا أن المجلس سيعقد 4 مرات سنويًا.
وكان ينس ستولتنبرج، الأمين العام للناتو، كشف قبل أيام، مساعٍ لتشكيل مجلس "الناتو - أوكرانيا"، خلال قمة الحلف في ليتوانيا. وقال ستولتنبرج في مؤتمر صحفي، عقب اجتماع وزراء دفاع دول الحلف في بروكسل، الأسبوع الماضي: "نعمل في الوقت الراهن على تأسيس مجلس "أوكرانياــ الناتو"، ونأمل في أن نعقد الجلسة الأولى للمجلس في فيلنيوس، بمشاركة الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي.
ضمانات أمنية لأوكرانيا
وكشفت مجلة" بوليتيكو" الأمريكية، مفاوضات أجرتها مجموعة صغيرة من الحلفاء الغربيين، لوضع اللمسات الأخيرة على إعلان ضمانات أمنية لأوكرانيا قبل انعقاد قمة "الناتو" في ليتوانيا.
ونقلت المجلة عن أربعة مسؤولين مُطلعين على المحادثات، إن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا ظلوا يناقشون هذه المسألة مع كييف على مدى أسابيع، كما تواصلوا مع حلفاء آخرين في الناتو والاتحاد الأوروبي ومجموعة السبع.
وأوضحت المجلَّة أنَّ الفكرة التي يدور النقاش بشأنها هي إنشاء مظلة لجميع البلدان الراغبة في تزويد أوكرانيا بالمساعدة العسكرية بشكل مستمر، مع اختلاف التفاصيل من بلد إلى آخر.
وأضافت أنَّ هذا الجهد يعد جزءًا من مفاوضات أوسع نطاقًا تجري داخل الناتو وبين عدة مجموعات من الدول، بشأن كيفية إظهار الحلفاء الغربيين لدعمهم طويل الأمد لأوكرانيا.
ووفقًا لما نقلته "بوليتيكو" عن مسؤولين في برلين وباريس ولندن وبروكسل، فإن هدف القوى الغربية إعلان إطار المظلة هذا في أثناء القمة السنوية لحلف الناتو في فيلنيوس.
ورأت المجلَّة أنَّ هذه المبادرة يمكن أن تخرج في نهاية المطاف في شكل وعود بمواصلة تقديم الكثير من المساعدات التي يقدمها الحلفاء بالفعل، مثل الأسلحة والمعدات والتدريب والتمويل والاستخبارات، لكن الهدف الكامن ورائها هو إظهار استمرار الوحدة تجاه أوكرانيا، خاصةً أنه من غير المرجح أن تحصل كييف على التعهد القوي الذي كانت تريده بشأن عضويتها في الناتو بقمة هذا الأسبوع.
عقبات أمام انضمام أوكرانيا للناتو
وتصطدم مساعي أوكرانيا للانضمام إلى الناتو، بعدة عقبات أولها تخوف أعضاء الحلف العسكري الغربي، من الدخول في مواجهة مباشرة مع روسيا.
وكانت روسيا بدأت عملياتها العسكرية في أوكرانيا قبل ما يزيد على عام، بسبب مساعي كييف للحصول على العضوية الدائمة بحلف الناتو.
كما أن هناك معضلة قانونية أمام أوكرانيا، فالحلف لا يضم أي دولة بداخلها صراع عسكري، وبالتالي فأمامه إجراء وحيد وهو التعامل بطريقة استثنائية مع الطلب الأوكراني عن طريق تقديم العضوية، أو ضمانات تقارب العضوية، وفق صحيفة "الجارديان" البريطانية.
وتريد كييف الانضمام إلى الحلف في أقرب وقت ممكن، ما يمنحها حق تفعيل المادة "5"، التي تشير إلى أن أي هجوم على أحد دول الحلف يعد هجومًا على جميع الأعضاء، لكن العديد من الحلفاء يرون أن أوكرانيا لا يمكنها الانضمام إلا بعد انتهاء الحرب.
واشترط الرئيس الأمريكي جو بايدن، أمس الأحد، أن الحرب الروسية الأوكرانية يجب أن تنتهي قبل أن يمنح الناتو كييف عضوية الانضمام إليه. وأكد أنه في حال انضمام كييف فإن "الحلف مُلتزم بحماية كل شبر من أراضي الناتو، وهذا يعني أنه سنكون في حالة حرب مع روسيا".
وأضاف "بايدن" في حوار مع شبكة "سي. إن. إن" الإخبارية الأمريكية، أن واشنطن وحلفاءها سيواصلون تزويد كييف بالمعلومات والعتاد العسكري، التي تحتاج إليها لمواجهة موسكو في حربها ضد الأراضي الأوكرانية.
ومع هذه العقبات أمام انضمام أوكرانيا لحلف الأطلسي، جاء البديل في تقديم ضمانات أمنية لكييف، من خلال ما يُسمى بمجلس "الناتو- أوكرانيا".
ما هو مجلس "الناتو- أوكرانيا"؟
- مسار سريع وميسر بديلًا لانضمام أوكرانيا للناتو
- يضم 31 دولة بالإضافة إلى أوكرانيا
- سيكون بديلًا عن لجنة "أوكرانيا – الناتو"
- يهدف لدعم أوكرانيا عسكريًا ولوجيستيًا ومعلوماتيًا ضد روسيا
- محاولة لجسر الهوة بين أعضاء الناتو بشأن الانضمام النهائي لأوكرانيا
- تحقيق تكامل دفاعي بين أوكرانيا ودول الحلف
- يعقد 4 اجتماعات سنويًا