أثار نشر صور لاصطحاب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، خمسة من قادة كتيبة أزوف إلى كييف بعد زيارة إلى تركيا، حفيظة الكرملين، إذ قال ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الرئاسة الروسية، لوكالة "ريا نوفوستي" إن تركيا انتهكت الاتفاقات القائمة بعد أن أعادت خمسة من قادة كتيبة آزوف إلى أوكرانيا، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة تكشف عن فشل الهجوم المضاد، وفقًا لموقع "بلومبيرج".
وقال الرئيس الأوكراني الذي زار تركيا أمس الجمعة، في تغريدة متزامنة: "نعود إلى الوطن من تركيا ونعيد أبطالنا معنا إلى الوطن".
وأضاف "الجنود الأوكرانيون: دينيس بروكوبينكو، سفياتوسلاف بالامار، سيرهي فولينسكي، أوليج خومينكو، دينيس شليغا. سيكونون مع عائلاتهم أخيرًا".
تتكون كتيبة آزوف وحدة من المقاتلين المتطوعين اليمينيين المتطرفين والنازيين الجدد في أوكرانيا، إذ تأسست في عام 2014 للقتال ضد الانفصاليين المدعومين من روسيا في شرق أوكرانيا ولكنها تحولت بعد ذلك الى جزءًا من القوات المسلحة الأوكرانية، وتم تشكيلها بواسطة أندريه بيليتسكي، الذي كان ينتمي إلى اليمين المتطرف وكان عضوًا في حزب "الوطنيين" الأوكراني.
كانت كتيبة آزوف واحدة من القوات الرئيسية التي دافعت عن مدينة ماريوبول في جنوب شرق أوكرانيا ضد الهجوم الروسي، وبقيت قواتها في مصانع آزوفستال لأكثر من شهر قبل سقوطها في مايو 2022 بإقليم دونباس، وأسر العديد من عناصر الكتيبة على أيدي الروس.
ووفقًا للسلطات الروسية، فإن نحو ألف من أفراد الكتيبة استسلموا في مصنع آزوفستال.
في 2 أغسطس 2022، أصدرت محكمة في موسكو قرارا يعتبر كتيبة آزوف منظمة إرهابية في روسيا، ومن تبعات هذا القرار إمكانية صدور أحكام مشددة تصل إلى 20 عامًا سجنًا لأفراد الكتيبة الذين أسروا داخل الأراضي الأوكرانية.
فيما أطلقت موسكو سراح بعضهم في شهر سبتمبر الماضي بموجب عملية تبادل للأسرى توسطت فيه أنقرة وتُلزم شروطه هؤلاء القادة بالبقاء في تركيا حتى نهاية الحرب.
تُعد كتيبة آزوف أحد أكثر الوحدات المتطرفة والمثيرة للجدل التي شكلتها الحكومة الأوكرانية خلال النزاع الذي دار في شرق البلاد، وهي تتألف بشكل رئيسي من متطوعين ينتمون إلى اليمين المتطرف والنازيين الجدد، ويعتبرون أنفسهم "مجاهدين" يحاربون من أجل الدفاع عن أراضي أوكرانيا وحماية مصالحهم المحلية.
شملت أهداف الكتيبة حماية الحدود الأوكرانية ومكافحة الانفصاليين الذين تدعمهم روسيا في شرق البلاد، وكانت الكتيبة تعمل بشكل مستقل عن الجيش الأوكراني والشرطة، وكانت تحظى بدعم شعبي واسع في البلاد بسبب عملها الفعّال في مواجهة الانفصاليين والإرهابيين.
تعرضت الكتيبة لانتقادات شديدة بسبب توجهاتها اليمينية المتطرفة وارتباطها بالنازية، إلا أنه يشتبه بأن بعض أفراد الكتيبة قاموا بجرائم حرب وانتهاكات لحقوق الإنسان، بما في ذلك عمليات قتل وتعذيب للمدنيين والأسرى، وتدمير الممتلكات الخاصة والعامة، كما أن الكتيبة اتهمت بتجنيد أطفال.
وعلى الرغم من هذه الانتقادات، فإن الكتيبة تمتلك شعبية كبيرة بين بعض الأوكرانيين واليمين المتطرف في الغرب، وتمتلك قوى واسعة في البرلمان الأوكراني ومنظمات اليمين المتطرف المختلفة.
تعتبر كتيبة آزوف، التي تشتهر بالشعار "الموت قبل الخيانة"، رمزًا للمقاومة الأوكرانية ضد روسيا، خاصة بالنسبة للقوميين اليمينيين.
تشير التقارير إلى أن عدد أفراد الكتيبة كان يتراوح بين2500 و3000 متطوع، وهم يستخدمون معدات وأسلحة حديثة وتحصلوا على تدريبات عسكرية مكثفة.
يتمتع قادة الكتيبة بعلاقات وثيقة مع بعض الدول الأوروبية والأمريكية، ويتلقون دعمًا ماليًا ولوجستيًا من بعض الجماعات اليمينية المتطرفة في الخارج.
يجدر الإشارة إلى أن الكتيبة ليست الوحدة الوحيدة التي تتألف من متطوعين ينتمون إلى اليمين المتطرف في أوكرانيا، فهناك عدد من الوحدات الأخرى التي تتشكل من هذا النوع من المتطوعين.
ومع ذلك، فإن الكتيبة آزوف تبقى واحدة من أبرز وأكثر الوحدات جدلاً وانتقادًا في البلاد، وتمثل جانبًا مثيرًا للجدل في الحرب الروسية الأوكرانية.