تتزايد احتمالية إنهاء اتفاقية الحبوب بين أوكرانيا وروسيا، والتي وصفها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش بأنها "منارة أمل"، الأمر الذي يجعل العديد من البلدان أمام مواجهة خطر المجاعة، ويعرض ملايين الأشخاص حول العالم للجوع.
الاتفاقية التي دخلت حيز التنفيذ في 22 يوليو 2022 تحت اسم "مبادرة حبوب البحر الأسود"، والتي تم تمديدها قبل بضعة أشهر، تطالب روسيا بإنهائها في 18 يوليو الجاري، ما قد يتسبب في آثار سلبية كبيرة على جميع أنحاء العالم.
وبينما يسعى العديد من الأطراف إلى تمديد الاتفاقية، تُصّر روسيا على أنها لا تعتزم التمديد، وترجع قرارها لوجود مخالفات في تنفيذ بعض البنود ذات الصلة بالاتفاقية.
زيلينسكي إلى تركيا
ومن المقرر أن يزور الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، تركيا، اليوم الجمعة، إذ يلتقي نظيره التركي رجب طيب أردوغان، ويستهدف الاجتماع بشكل أساسي مصير اتفاقية ممر الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، كما يتضمن قضايا أخرى مثل تبادل الجنود والمواطنين بين روسيا وأوكرانيا.
وأصدرت روسيا بيانًا بشأن الزيارة، وصرح دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين بأنهم سيتابعون عن كثب نتائج الاجتماع الذي يعقد اليوم بين الرئيسين الأوكراني والتركي، مضيفًا أنه من المحتمل أن يعقد كلا من الرئيس الروسي بوتين ونظيره التركي اجتماعا في المستقبل القريب، مشيرًا إلى أنه لم يتم تحديد موعد محدد حتى الآن.
وقال بيسكوف: " يلتقي بوتين وأردوغان بشكل متكرر ومنتظم، وتحدثنا عن إمكانية الاجتماع وجهًا لوجه مرات عديدة، وسنبلغكم بموعد الاجتماع عندما يتم تحديده."
وأضاف "بيسكوف": "نحافظ على علاقات الشراكة البناءة مع أنقرة ونقدرها، ونعتقد أن الوضع ذاته بالنسبة لتركيا.. وعليه نتابع عن كثب ما سيتم مناقشته بين الرئيسين أردوغان وزيلينسكي، بالتأكيد هذا مهم بالنسبة لنا"، حسبما نشرت وكالة سبوتنيك في نسختها الناطقة باللغة التركية.
الكرملين: لا يوجد سبب للتمديد
وحول التساؤلات بشأن تمديد اتفاقية ممر الحبوب المفترض انتهائها في 17 يوليو، صرح بيسكوف بأن "روسيا لم تعلن بعد قرارها الرسمي، وسيتم الإعلان عنه عندما يحين الوقت"، لكنه شدد على أنه لا يوجد سبب لتمديد الاتفاقية، مضيفًا أنه لا يزال هناك متسع من الوقت للغرب لمعالجة هذه القضايا.
وتشكو روسيا من أنه لا يمكن بيع الأسمدة والمنتجات الزراعية بسبب العقوبات الغربية غير المباشرة، بينما يتم نقل الحبوب الأوكرانية إلى العالم، وبالتالي لم يتم الوفاء بالجزء المتعلق به من الاتفاقية".
قبل عام، وقعت تركيا والأمم المتحدة وروسيا وأوكرانيا اتفاقية ممر الحبوب، والتي تم من خلالها تسليم أكثر من 32 مليون طن من الحبوب لبلدان عديدة.
وتسببت الحرب الروسية الأوكرانية في ارتفاع الأسعار بشكل أكبر على مستوى العالم، وبسبب الحصار الروسي للبحر الأسود تعرضت ملايين الأطنان من الحبوب لخطر التلف في الصوامع الأوكرانية، وشدد الاتحاد الأوروبي على خطورة الوضع.
وتنص الاتفاقية على مراقبة صادرات الحبوب من موانئ البحر الأسود الخاضعة للسيطرة الأوكرانية (أوديسا وتشورنومورسك وبيفديني)، ويتعين على السفن عبور البحر الأسود على طول ممر بحري محدد والوصول إلى مدينة إسطنبول التركية.