نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الجمعة، عدوانًا جديدًا على مدينة نابلس بالضفة الغربية المحتلة، أسفر عن استشهاد شابين فلسطينيين وإصابة 3 آخرين.
وجاء العدوان الإسرائيلي على نابلس، بعد أيام قليلة من عملية عسكرية كبيرة نفذها جيش الاحتلال في جنين، وأسفرت عن استشهاد وإصابة العشرات، وخلفت دمارًا واسعًا في المدينة ومخيمها.
وكانت العملية الإسرائيلية التي استمرت يومين في جنين هي الأضخم منذ سنوات، حيث ادعى جيش الاحتلال أنه استهدف البنية التحتية ومخازن الأسلحة التابعة لمسلحين.
وبدأ العدوان على جنين بهجمات بطائرات مسيرة، في وقت متأخر من الليل، أعقبها اجتياح اشترك فيه أكثر من ألف جندي إسرائيلي. وأدت العملية إلى تدمير طرق واحتراق سيارات وأثارت مشاعر الغضب على مستوى العالم العربي.
اقتحام نابلس
وبدت نابلس الهدف الثاني للعدوان الإسرائيلي، إذ اقتحمت قوات الاحتلال البلدة القديمة في مدينة نابلس، وحاصرت أحد المنازل في حارة الحبلة، قبل أن تعدم الشابين حمزة مقبول وخيري شاهين، وفق ما أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا".
وذكرت الوكالة أن مواجهات اندلعت بين المواطنين وقوات الاحتلال في المكان، أسفرت عن إصابة شابين، أحدهما أصيب بالرصاص في ظهره وقدمه، نقلا إثرها للمستشفى.
ونشر التلفزيون الفلسطيني لقطات لاقتحام قوات الاحتلال نابلس، حيث ذكر أن الجيش الإسرائيلي دفع بتعزيزات عسكرية للمدينة، وحاصر منزلا في الحارة الشرقية من البلدة القديمة، مطالبًا أحد الشبان بتسليم نفسه.
وبدأت مسيرات تابعة للاحتلال الإسرائيلي في قصف مدينة نابلس، تزامنًا مع اقتحام القوات البرية معززة بآليات ومدرعات للبلدة القديمة.
وكثفت قوات الاحتلال مداهماتها في الضفة الغربية، خلال الفترة الأخيرة، بالتزامن مع تزايد هجمات المستوطنين على ممتلكات المواطنين الفلسطينيين.
مثلث الرعب
وفى شهر فبراير العام الجاري، ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مجزرة جديدة في مدينة نابلس بالضفة الغربية المحتلة، أسفرت عن استشهاد 11 فلسطينيًا، بينهم طفل ومسنان، وإصابة أكثر من 102 آخرين بجروح.
ويستهدف الاحتلال نابلس بالاقتحامات المتكررة، لاعتبارها أحد أضلاع ما يسمى بـ"مثلث الرعب" في الضفة الغربية، مع جنين وطولكرم.
عرين الأسود
وظهرت مجموعة "عرين الأسود" عام 2022 في البلدة القديمة بمدينة نابلس، وتكوّنت من مسلحين يتبعون عدة فصائل فلسطينية، وجمعت بين كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، وسرايا القدس الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، وكتائب القسام الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، كما أنها تضم أعضاء سابقين في الأجهزة الأمنية الفلسطينية، لكنهم يرفضون نسبة أنفسهم إلى فصيل بعينه.
وبدأت بوادر عمليات هذه المجموعة منذ فبراير عام 2022، عندما لاحظ جهاز أمن الاحتلال ارتفاعًا ملحوظًا في عمليات إطلاق النار على أهداف عسكرية إسرائيلية في محيط نابلس. وعزت إسرائيل هذا الارتفاع إلى مجموعة مسلحة صغيرة تشكلت في المدينة على غرار "كتيبة جنين" وتطلق على نفسها "كتيبة نابلس".
ونفذت مجموعات "عرين الأسود" الفلسطينية، "أول عملية نوعية" ردًا على اقتحام الجيش الإسرائيلي لنابلس، في فبراير الماضي. ونشرت "العرين" بيانًا عبر "تيليجرام" آنذاك، قالت فيه إنها استهدف "معسكر صرة الاحتلالي وبشكل مؤكد تم تحقيق إصابتين خطيرتين في صفوف الجنود".
وخلال العدوان الإسرائيلي الأخير على جنين، دعت مجموعات "عرين الأسود" المسلحة، المقاومين لمساندة المقاتلين في المدينة الفلسطينية الباسلة. وأشارت إلى أن مجموعة من مقاتلي "عرين الأسود" وصلوا مخيم جنين للمشاركة في القتال ضد الاحتلال.
وطالبت المجموعة في بيان عبر "تيليجرام"، مساء الاثنين الماضي، لجماهير الفلسطينية بقطع طرق المستوطنين، وطرق إمداداتهم، باعتبار أن ذلك يخفف عن المقاتلين في المخيم".
وكانت مجموعات عرين الأسود في نابلس، وجهت في منتصف الشهر الماضي، دعوة لمقاتليها ولكل المقاتلين من فصائل المقاومة، بالاستعداد والجاهزية لمعركة قريبة يعد لها الاحتلال الإسرائيلي في شمال الضفة الغربية المحتلة.