تسببت التغيرات المناخية في العديد من الكوارث الإنسانية بجميع أنحاء العالم، خاصة في القارة الأوروبية، التي شهدت فيضانات وحرائق وجفاف بعض الأنهار في الأشهر الأخيرة، لكن الخسائر ليست بشرية فقط، فقد تسبب تغير المناخ في تأثر القارة العجوز اقتصاديًا وماليًا.
بالإضافة إلى ذلك، تسببت الأحداث المتطرفة المتعلقة بالطقس في خسائر اقتصادية تجاوزت الـ145 مليار يورو في العقد الماضي، بينما وصلت الخسائر المقدرة بين عامي 1980 و2020، إلى ما يقرب من نصف تريليون يورو في أوروبا.
وبالطبع الدول الاقتصادية الكبرى "فرنسا وإيطاليا وألمانيا"هي الأكثر تضررًا من غضب الطبيعة.
خسائر بقيمة نصف تريليون يورو
أفادت وكالة البيئة الأوروبية "EEA"، بأن الظواهر المناخية المتطرفة أصبحت أكثر شيوعًا مع مرور الوقت، حيث حذرت من أن تغير المناخ يمكن أن يؤدي إلى خسائر اقتصادية أكبر خلال السنوات المقبلة، إذا لم يتم اتباع إجراءات لمعالجة غضب الطبيعة.
في عام 2020، بلغ إجمالي الخسائر الاقتصادية المرتبطة بتغير المناخ في 21 دولة من دول الاتحاد الأوروبي 12 مليار يورو، وفقًا لـ"يوروستات" باستثناء المجر وقبرص ومالطا ولاتفيا وإستونيا وليتوانيا، حيث لم تكن تلك البيانات متاحة.
وبين عامي 1980 و2020، أدت الظواهر المناخية المتطرفة إلى خسائر اقتصادية تقدر بـ487 مليار يورو في 27 دولة عضو في الاتحاد الأوروبي.
في عام 2002، بلغت الخسائر الإجمالية ذروتها عند 38.8 مليار يورو، في حين لوحظت أدنى خسارة إجمالية في عام 1988 عند 1.3 مليار يورو.
كانت الخسائر أيضًا عالية جدًا في عام 2017، حيث بلغت نحو 27.9 مليار يورو، بسبب موجات الحر التي تسببت في حرائق الغابات.
مؤشر الخسائر في تصاعد
يكشف الفحص الشامل لبيانات منطقة اليورو، وفقًا لـ"يوروستات"، أن المؤشر المتحرك لمدة 30 عامًا للخسائر الاقتصادية المرتبطة بالمناخ يعكس اتجاهًا صعوديًا واضحًا، بنسبة زيادة سنوية بنحو 2 في المائة على مدى العقد الماضي.
وشهدت عام 2020، معاناة فرنسا من استنزاف 4.2 مليار يورو، وإيطاليا بقيمة 2.5 مليار يورو، وكذلك ألمانيا بقدر 1.7 مليار يورو، من أكبر الخسائر الاقتصادية، نتيجة للأحداث المتعلقة بالمناخ.
تلتها اليونان بقيمة 969 مليون يورو، وبلجيكا بخسارة بلغت 377 مليون يورو، ورومانيا 370 مليون يورو، وتركيا 356 مليون يورو وبولندا 327 مليون يورو.
خسائر الثلاثة الكبار
بلغت قيمة الخسائر الاقتصادية، لأكبر ثلاثة بلدان اقتصادية في القارة العجوز، خلال الفترة من 1980 حتى 2020، نحو 297 مليار يورو، حيث عانت ألمانيا من خسائر بقيمة 108 مليارات يورو، وفرنسا خسائرها وصلت 99 مليار يورو، تأذت إيطاليا بقيمة 90 مليار يورو، أي ما يساوي 61% من إجمالي خسائر الاتحاد الأوروبي في هذه الفترة.
وتشمل البلدان الأخرى التي تعاني من خسائر اقتصادية ملحوظة في ذات الفترة، وبلغت خسائر إسبانيا نحو 61 مليار يورو، وبولندا وسويسرا 16 مليار يورو، والتشيك 14 مليار يورو، والنمسا 11 مليار يورو.
ومع ذلك، فإن البيانات الخاصة بهذه البلدان ليست متاحة لجميع السنوات. لذلك من المرجح أن تكون خسائرهم الإجمالية الفعلية في 1980-2020 أعلى مما تعكسه هذه الأرقام، بحسب ما أكدته "يوروستات".
خسائر الأفراد
في عام 2020، بلغت الخسارة الاقتصادية المرتبطة بالمناخ لكل فرد في الاتحاد الأوروبي نحو 27 يورو.
شهدت اليونان أكبر خسارة لكل فرد عند 91 يورو في عام 2020، على مستوى القارة.
بين عامي 1980 و2020، سُجلت أكبر الخسائر الاقتصادية لكل فرد في سويسرا وسلوفينيا وفرنسا، بينما وقعت أكبر الخسائر على مستوى الدولة في سويسرا وألمانيا وإيطاليا، وفقًا للمنطقة الاقتصادية الأوروبية.
الأرقام قد تكون أكبر
لا تشمل الخسائر المتعلقة بالمناخ، الخسارة في مجالات الوفيات والصحة أو التراث الثقافي أو خدمات النظام البيئي، مما يعني أن المستويات الحقيقية للضرر من المحتمل أن تكون أعلى بكثير.
للتخفيف من حدة التغيرات المناخية والاحتباس الحراري، تلتزم الجهات الفاعلة العالمية بشكل عام، والاتحاد الأوروبي على وجه الخصوص، بخفض انبعاثات غازات الدفيئة في محاولة لوقف ارتفاع درجات الحرارة.