قال سيرجي لافروف، وزير الخارجية الروسي، اليوم الجمعة، إن بلاده دائما ما تخرج قوية وأكثر صمودًا بعد مواجهة أي صعوبات، وذلك ردًا على سؤال عن استقرار البلاد في أعقاب تمرد مجموعة فاجنر العسكرية الخاصة، مضيفًا أنه لا داعي لأن يقلق الغرب بشأن استقرار أكبر قوة نووية في العالم.
ووجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هذا الأسبوع الشكر للجيش وقوات الأمن لتفادي حرب أهلية محتملة، مشبهًا التمرد الذي قاده يفجيني بريجوجين رئيس فاجنر "بالفوضى التي أدخلت روسيا في ثورة 1917"، بحسب "رويترز".
وأكد "لافروف"، في تصريحات له، أن موسكو ليست ملزمة بشرح أي شيء أو إعطاء ضمانات لأحد، وذلك ردًا على سؤال للصحفيين خلال المؤتمر الصحفي عما إذا كانت روسيا تنعم باستقرار، وما إذا كان بإمكانه تقديم تأكيدات للعالم بأن روسيا لن تنزلق إلى اضطرابات.
وأضاف "إذا كان لدى أي أحد في الغرب أي شكوك، فهذه مشكلتكم... أشكركم على قلقكم حيال مصالحنا الوطنية لكن لا توجد حاجة لذلك".
وتابع لافروف: "روسيا دائما ما تخرج أكثر صمودًا وقوة بعد مواجهة أي صعوبات، ولا يمكن تسمية ما حدث بأكثر من أنه صعوبات".
وأضاف أن موسكو نفسها لديها شكوك بشأن قدرات العديد من الساسة الغربيين.
وفي معرض رده على سؤال عن آفاق السلام في أوكرانيا، قال "لافروف" إنه يشعر بأن الغرب يريد تجميد الصراع مؤقتًا حتى يستطيع بناء جيش أوكرانيا.
وأضاف: "هذا وضع ينم عن انفصام: يقولون إن كل شيء سينتهي بمحادثات، لكن يجب أولا إلحاق الهزيمة بروسيا".
ورفض لافروف (73 عامًا) الذي يشغل منصب وزير الخارجية منذ عام 2004، التصريحات الأوكرانية بأن روسيا تخطط لنوع من "الاستفزاز" حول محطة زابوريجيا للطاقة النووية التي تسيطر عليها القوات الروسية، ووصفها بأنها "مجرد أكاذيب".
كما قال لافروف إنه ذكّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش مرارًا، بالتحقق مما حدث في بوتشا، حيث تقول أوكرانيا إن روسيا ارتكبت أعمالًا وحشية واسعة النطاق العام الماضي.
وأوضح أن القوات الروسية غادرت بوتشا قبل ثلاثة أيام من العثور على الجثث في شوارعها الرئيسية.
وصوّر لافروف الحرب في أوكرانيا بأنها لحظة فاصلة، تشير إلى تراجع هيمنة الغرب على الشؤون العالمية، في فترة ما بعد الاتحاد السوفيتي، في الوقت الذي تنهض فيه الصين.
وقال "لافروف": "غالبية دول العالم لا تريد العيش وفقًا للقواعد الغربية".
وأضاف أن الغرب يجب أن يتوقف عن محاولة الضغط على دول إفريقيا وأمريكا اللاتينية حتى تقطع علاقاتها مع روسيا بسبب الحرب في أوكرانيا.
ودعا لافروف إلى إصلاح مجلس الأمن الدولي، بما يمنح المزيد من التمثيل لدول آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية.