قال رئيس روسيا البيضاء (بيلاروسيا) ألكسندر لوكاشينكو، إنه أقنع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بعدم تصفية يفجيني بريجوجن، رئيس مجموعة فاجنر المتمردة، ردًا على ما وصفه الكرملين بأنه تمرد يدفع روسيا نحو حرب أهلية، حسبما أفادت "رويترز".
وتعهد بوتين في البداية بسحق التمرد الذي شبهه بالفوضى التي جرت عام 1917، وأدت إلى الثورة البلشفية (ثورة أكتوبر)، ثم حرب أهلية، لكن بعد ذلك بساعات جرى التوصل لاتفاق يسمح لبريجوجن وبعض مقاتليه بالذهاب إلى روسيا البيضاء.
وتوجه بريجوجن إلى بيلاروسيا من روسيا، أمس الثلاثاء، واستخدم لوكاشينكو وهو يتحدث عن حواره السبت الماضي، مع بوتين تعبيرًا في العامية الروسية معناه "تصفية".
ونقلت وسائل إعلام في روسيا البيضاء عن لوكاشينكو، في اجتماع لمسؤولين في جيش بلاده وصحفيين، أمس الثلاثاء، فهمت أيضًا أن قرارًا قاسيًا جرى اتخاذه (وكان مضمون كلام بوتين) تصفية المتمردين.
وقال: "اقترحت على بوتين ألا يتعجل، وقلت له لنتحدث مع بريجوجن، ومع القيادات لديه، ليرد قائلًا إنه لا فائدة من هذا وإنه (بريجوجن) لا يرد حتى على الهاتف، لا يريد التحدث مع أحد".
ولم يصدر أي تعليق بعد من الكرملين على تصريحات لوكاشينكو، التي تعطي لمحة دقيقة نادرة عن المحادثات داخل الكرملين، في وقت تقف فيه روسيا، وفقًا لرواية بوتين نفسه، على شفا اضطرابات لم تشهدها منذ عقود.
وقال لوكاشينكو، الذي تربطه معرفة قديمة مع بريجوجن وحليف مقرب أيضًا لبوتين، إنه نصح الرئيس الروسي بالتفكير "بعيدًا عن الأنانية"، والقضاء على بريجوجن يؤدي إلى تمرد واسع النطاق من جانب مقاتليه.
وقال رئيس روسيا البيضاء، إنَّ جيش بلاده يمكن أن يستفيد من خبرة قوات فاجنر، التي تتمتع بحرية اختيار الانتقال إلى روسيا البيضاء الآن وفقًا لاتفاق مع الكرملين.
وأوقف بريجوجن ما أسماه "مسيرة العدالة" إلى موسكو من مدينة روستوف التي تقع في جنوب روسيا على بعد 200 كيلومتر من العاصمة بعد تدخل لوكاشينكو.