الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"القنبلة القذرة" سلاح نووي مدمر خارج سيطرة الجيوش النظامية

  • مشاركة :
post-title
انفجار ما بعد القنبلة

القاهرة الإخبارية - محمد صبحي

 أعلن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، اليوم الجمعة، إحباط محاولة تهريب كيلو جرام، من مادة "السيزيوم 137"، وهي مادة مشعة، يمكن استخدامها في صناعة "قنبلة قذرة". 

ونشر جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، مشاهد للحظة إلقاء القبض على المجموعة التي حاولت تهريب المادة المشعة لاستخدامها لصالح أوكرانيا، إذ أوضح الجهاز أن الهدف من نقل المادة لأوكرانيا استخدامها في منطقة العملية العسكرية الخاصة، بهدف تشويه سمعة روسيا. 

وأفاد "الأمن الفيدرالي"، أن المجموعة الإجرامية حاولت تهريب المادة لصالح زبون أجنبي، مقابل 3.5 مليون دولار، وأنها تجاوزت المحظورات والقيود القانونية، من أجل تهريب المادة المشعة لاستخدامها ضد روسيا خلال العملية العسكرية الخاصة. 

وأوضح جهاز الأمن الفيدرالي، أنه حال نجحت العصابة في تهريب مادة "السيزيوم 137" فمن المخطط استخدامه لإنتاج أسلحة دمار شامل لتشويه سمعة روسيا. 

وقبل أيام اتهم جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي، كييف بتنشيط برنامج لصناعة "قنبلة نووية قذرة"، وأنه تلقى معلومات حول قرار هيئة التفتيش الحكومية للرقابة النووية، بإرسال دفعة من الوقود المشع من محطة "روفنو"، لإعادة معالجته. 

وأكد مدير الجهاز سيرجي ناريشكين، أن هناك معلومات تشير إلى أن كييف ربما تواصل العمل على صنع "قنبلة قذرة"، فما هي القنبلة النووية القذرة، وكيف تُصنع وما هو أثرها؟ 

ما هي القنبلة النووي القذرة؟ 

قنبلة

مصطلح "القنبلة القذرة"، يطلق على القنابل التي تُصنع بوسائل أقل تطورًا من القنابل المستخدمة من قبل الجيوش، وخطورتها تكمن في إمكانية تزويدها بنفايات مشعة، ما يجعلها سلاحًا خطيرًا، إذا أن تدميرها "عشوائي".

و"القنبلة القذرة"، سلاح مدمر يمكن صناعته بمكونات عسكرية أو غير عسكرية، ما يجعلها ملجأً للتنظيمات الإرهابية والمجموعات المسلحة، لاستخدامه كسلاح مدمر ضد الجيوش النظامية، وقطع خطوط الإمداد، بحسب موقع الموسوعة البريطانية "بريتانيكا".

ما الفرق بين القنبلة النووية القذرة والقنبلة النووية؟

الفارق بين القنبلتين كبير، فالقنبلة النووية تصنع بتقنيات غاية في التطور، وتكون مزودة بمواد نووية انشطارية مثل اليورانيوم 235، أو البلوتونيوم 239، أما القنبلة القذرة فتصنع بطريقة بدائية، وتعتمد على وجود مادة انفجارية، ويتم تزويدها بمواد مشعة، تنتشر بصورة عشوائية إثر انفجارها، بحسب وكالة "سبوتنيك" الروسية.

وعملية تصنيع القنبلة النووية أكثر تعقيدًا، كما أنها تحتاج لتقنيات متطورة، حتى يتم تزويدها بالمواد الانشطارية، والتي لا يملكها إلا عدد قليل من الدول، أما القنبلة القذرة، فالأمر يقتصر على صنع قنبلة تقليدية، ويتم تزويدها بنفايات مشعة.

بالطبع لا يمكن مقارنة القنبلتين من حيث القوة، فالقدرة التفجيرية، للقنبلة النووية، تفوق القذرة بملايين المرات، ولكن رغم ذلك تظل القنبلة النووية القذرة، سلاحًا مخيفًا، خاصة عند استخدامها بصورة عشوائية، وهي تعتبر سلاحًا نوويًا لأنها لا تنتج عن تفاعل تسلسلي نووي، ولا يسبب انفجارها انشطارًا نوويًا.

تأثير القنبلة القذرة

يختلف تأثير القنبلة القذرة بحسب حجم القنبلة وكمية المواد المشعة المستخدمة فيها، وآلية التفجير والظروف الجوية المحيطة بموقع الانفجار، وهي خطيرة على البشر، في المناطق المستهدفة، ويمكن تقدير الضرر الذي تسببه، بعدة معايير، منها كمية الإشعاع التي امتصها جسم المصاب، ونوع الإشعاع "جاما- بيتا - ألفا"، والمسافة بينه وبين موقع الانفجار، كذا مدة تعرضه للإشعاع.

وبالتالي كلما كانت الإصابة قريبة، وكان البشر بالقرب من موقع الانفجار، إذ تكمن الخطورة في انتشار الغبار الناتج عن الانفجار والذي يحمل المواد المشعة، بحسب تقرير لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة الأمريكية.

استخدامها تاريخيًا

بحسب "بي بي سي"، لم يتم تسجيل أي هجوم ناجح بالقنابل القذرة في أي مكان في العالم، إلا أنه كانت هناك محاولات متعددة، بدأت في 1996، في الشيشان، عندما زرع متمردون قنبلة في حديقة إزمايلوفو في موسكو، لكن تم اكتشافها وتم نزع فتيلها.

وبعدها بعامين وتحديدًا، في 1998، نجح جهاز المخابرات الشيشاني في إبطال قنبلة قذرة كانت موضوعة بالقرب من خط سكة حديد، أما في 2002، ألقي القبض على خوسيه باديلا، وهو مواطن أمريكي كان على اتصال مع القاعدة، وحكم عليه بالسجن 21 عامًا، للاشتباه في أنه كان يخطط لهجوم بقنبلة قذرة، أما في 2004، قبض على ديرين باروت، وهو مواطن بريطاني وعضو في القاعدة، بتهمة التخطيط لهجمات إرهابية في أمريكا وبريطانيا، باستخدام قنبلة نووية، وحكم عليه بالسجن 30 عامًا.

وسوم :