الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

تقارب صيني فرنسي يدعم وجود "ميثاق مالي عالمي جديد" وتعدد الأقطاب

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس مجلس الدولة الصيني

القاهرة الإخبارية - محمد صبحي

في الوقت الذي يعاني فيه العالم من أزمات متلاحقة، اقتصادية وأمنية، وتحديات وصراعات مختلفة، بين القوى العظمى، يجتمع قادة العديد من الدول والحكومات في فرنسا، من أجل "ميثاق مالي عالمي جديد"، وهو ما قال عنه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إن العالم بحاجة إلى "صدمة تمويل عام"، لمواجهة الفقر واحترار المناخ. 

القمة التي تهدف إلى محاولة إعادة صياغة النظام الاقتصادي العالمي، تشهد حضورًا قويًا لـ"الصين"، ما دعا خبراء إلى حثّ البلدين على اغتنام هذه الفرصة لتعميق التعاون، بينهما، للتصدي للتحديات العالمية. 

منظور استراتيجي شامل 

من جهته، قال لي تشيانج، رئيس مجلس الدولة الصيني، إن البلدين (الصين وفرنسا) تتشاركان منظورًا استراتيجيًا وشاملًا، مؤكدًا خلال لقائه الرئيس الفرنسي، إن زيارته إلى فرنسا تهدف إلى تنفيذ التوافق المهم الذي توصل إليه رئيسا البلدين، وتعزيز التعاون الثنائي. 

وأكد على أن الصين وفرنسا وأوروبا، يمتلكون قواهم الخاصة، وأنهم بحاجة لمزيد من التعاون، في المجالات التقليدية، مثل الطاقة النووية والفضاء والطيران، إضافة إلى المجالات الناشئة، مثل حماية البيئة والاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي. 

وشدد على أن الصين تشجع شركاتها على الاستثمار في فرنسا، وترحب بالشركات الفرنسية لتشاطر فرص التنمية فيها، مؤكدًا أن بلاده على استعداد للتعاون والتنسيق مع فرنسا فيما يتعلق بالقضايا الدولية ودعم المبادرات الجيدة لبعضهما البعض. 

وأيّد "ماكرون" هذه التصريحات، مشددًا على أن فرنسا تولي أهمية كبرى لعلاقتها مع الصين، وتلتزم بسياسة "الصين الواحدة"، مشيرًا إلى أن فرنسا على استعداد لتعزيز التنسيق بين البلدين من خلال الحوار الاستراتيجي والاقتصادي والمالي رفيع المستوى، وتعميق التعاون بينهما في مجالات مثل الطيران والبيئة والفضاء والطاقة النووية. 

وأكد الرئيس الفرنسي، على أن البلدين عليهما الالتزام بالتعددية الفعالية، وتعزيز التضامن الدولي، وتعزيز الحلول للقضايا العالمية. 

استعداد لتوسيع الوصول ثنائي الاتجاه للأسواق 

إليزابيث بورن

وفي لقاء جمع رئيس مجلس الدولة الصيني، ورئيسة الوزراء الفرنسية إليزابيث بورن، أكد على أن الصين مستعدة للعمل مع فرنسا، لدفع التنمية المتوازنة للتجارة الثنائية، وتوسيع الوصول الثنائي الاتجاه إلى الأسواق.

وقال "لي"، إن الصين وفرنسا تتمسكان بالاستقلال وملتزمتان بالحفاظ على نظام دولي متوازن ومستقر، وتوسيع التعاون في المجالات الناشئة، مؤكدًا أهمية مواصلة الجانبين الاستفادة من إمكانيات التعاون في المجالات المختلفة.

وأكد على أن الصين تعتبر الاتحاد الأوروبي، قطبًا مهمًا في عالم متعدد الأقطاب، مشيرًا إلى أن الصين مستعدة لتعزيز تنسيق السياسات الكلية، لتهيئة الظروف الملائمة لتعاون طويل الأمل بينهما.

اغتنام الفرصة

وتعليقا على الزيارة، قال خبير الشؤون الدولية الفرنسي، برونو جويج، إن فرنسا والصين عليهما اغتنام الفرصة لتعميق التعاون، مشيرًا إلى أنهما تتمتعان بتاريخ ممتد من العمل المشترك، في قضايا مهمة كتغير المناخ، بحسب ما نقلته وكالة "شينخوا" الصينية.

وشدد على أن الصين وفرنسا لن تخسرا من العمل معًا، وأن القمة تعد فرصة جيدة لوضع القضايا العالمية، في منظورها الصحيح، وإعادة التفكير في بنية النظام المالي العالمي، لمواجهة تحديات التنمية المستدامة.

وأكد أن مساهمة الصين، تجعل من الممكن التأكيد على الضرورة الملحة لإيجاد نمط جديد للعلاقات الدولية الاقتصادية، وتعزيز المساواة، قائلًا إنه فيما يتعلق بالسلاسل التجارية، فمن الطبيعي أن يدافع كل طرف عن مصالحة، إلا إنه أكد على ضرورة تعزيز المنفعة المتبادلة وتدعيم التعاون متكافئ المكاسب.

وأكد أن أساس العلاقات بين البلدين، يكمن في اعتراف فرنسا بجمهورية الصين الشعبية عام 1964، وهي أول دولة غربية كبرى تفعل ذلك، مشيرًا إلى أن التعاون بين البلدين أساسه الاحترام والثقة المتبادلة، والاعتراف بالآخر كشريك حقيقي"، بحسب وكالة "شينخوا".

التبادل التجاري بين الصين وفرنسا

تأتي فرنسا في المركز الثالث، بقائمة شركاء الصين في الاتحاد الأوروبي، وبلغت قيمة مشروعات التعاون الثنائي بينهما 1.7 مليار دولار في 2022، أما صادرات الصين التجارية إلى فرنسا سجلت 45 مليار دولار، في عام 2022.

ونقلت وكالة "شينخوا"، عن مسؤول صيني قوله إن حجم التجارة بين الصين وفرنسا، شهد ارتفاعًا كبيرًا، وارتفع من 60 مليار دولار أمريكي، إلى 80 مليار دولار خلال السنوات الخمس الماضية.

وأكد المسؤول الصيني، إن التجارة الثنائية، بين الصين والاتحاد الأوروبي، بلغت مستويات قياسية جديدة، وسجلت 847.3 مليار دولار، كما أن الاستثمارات الجديدة من الشركات الأوروبية في الصين ارتفعت بنسبة 70% وسجلت 21.1 مليار دولار.

رفض روسي لحضور فرنسا لقمة "بريكس"

سيرجي ريابكوف

وفي سياق آخر، خرج نائب وزير الخارجية الروسي، سيرجي ريابكوف، ليعلن رفض موسكو حضور قادة الدول غير الصديقة لها قمة "بريكس"، وبينهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وذلك ردًا على تصريحات الأخير حول رغبته في حضور القمة المزمع عقدها في جنوب إفريقيا أغسطس المقبل.

وقال "ريابكوف" إن "الطرف المضيف (جنوب إفريقيا) هو الذي يحدد دائرة المدعوين (لقمة بريكس) وهذه ممارسة تقليدية، حسبما ذكرت وكالة "سبوتنيك"، مؤكدًا أن بلاده "لا تخفي موقفها"، وأنها أبلغت جنوب إفريقيا به وتأمل أن تؤخذ وجهة نظرها بعين الاعتبار بالكامل".

وكانت وسائل إعلام في وقت سابق، قالت إن "ماكرون" طلب من نظيره الجنوب إفريقي سيريل رامافوزا، حضور قمة "بريكس" في جوهانسبرج في أغسطس المقبل.