عقب الانسحاب الروسي من مدينة "خيرسون" الأوكرانية، تبدلت مشاهد اتهامات ارتكاب جرائم الحرب واختراق حقوق الإنسان، ففي الأسابيع الأولى للحرب الروسية في أوكرانيا، التي بدأت في فبراير الماضي، اتّهم مسؤولون أوكرانيون القوات الروسية بارتكاب جرائم حرب خاصة في ضاحية "بوتشا" بالقرب من العاصمة الأوكرانية "كييف".
وطالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في أبريل الماضي، من مجلس الأمن الدولي، محاسبة روسيا والتحرك الفوري لمواجهة ما أسماه بـ"جرائم الحرب"، وقررت الأمم المتحدة، حينئذ، تكليف خبراء متخصصين في "حقوق الإنسان" بإجراء تحقيق في مقتل مئات المدنيين.
المشهد تبدّل بعد انسحاب "موسكو" من "خيرسون"، ودخول القوات الأوكرانية المدينة التي يقطنها مواطنون تابعون لروسيا، وأعرب فلاديمير بوتين الرئيس الروسي، عن قلقه بشأن سكان خيرسون.
فيما قال الجنرال سيرجي سوروفكين، القائد العام للقوات الروسية، إن خيرسون، التي كان يقطنها قرابة 300 ألف نسمة قبل الحرب، معرضون جميعًا لضغوط من أوكرانيا، تتنافى مع حقوق الإنسان كونها تضع السكان تحت الضغط، وبالأحرى الموت البطيء، فهم بلا تدفئة ولا إضاءة بعد أن قطعت عنهم الحكومة الأوكرانية إمدادات الطاقة من الكهرباء والغاز والماء، حتى المناطق المحيطة بالإقليم، بالإضافة إلى تهجير السكان عن موطنهم.
وأضاف الجنرال "سوروفكين"، في تصريحات للقناة الأولى الروسية: "سننقذ أرواح جنودنا والقدرة القتالية لوحداتنا، فإبقاؤهم على هذه الضفة غير مجدٍ، ويمكن استخدامهم في أماكن أخرى، كما أننا نحمي السكان من خطر محقق"، موضحًا أن الانسحاب كان مدروسًا لحماية المواطنين، "لكننا الآن نخشى عليهم من الوقوع في فخ أوكرانيا".
ونقلت شبكة "بي بي سي" بثًا مباشرًا لخروج الجيش الروسي من "خيرسون"، إذ وزّعت البلدية الأوكرانية أعلامًا على المواطنين، ليقفوا ويرفرفوا بها احتفاءً بخروج الجنود الروس، لكن وسط الحشد كان عديد من سكان المدينة يبكون على رحيل الجيش الروسي.
وقال شاب لصحيفة "رسيسكايا جازيتا" الروسية، إنه يعيش الآن مع أقرانه في "خيرسون" تحت خطر كونهم أيّدوا وجود جنود من الجيش الروسي في حيه ومساعدتهم بإمدادات، وأضاف أنهم يعيشون الآن تحت ضغط سماع دوي الانفجارات من كل ضواحي المدينة، مشيرًا إلى أنه حينما يستفسر المواطنون عن ماهية الانفجارات يكون الرد بأنها نتاج أعمال مهندسين أوكرانيين يفجرون الألغام و"الشراك الخداعية" التي خلّفتها القوات الروسية، إلا أنه يعتقد أنها تهديد للمواطنين الموالين لروسيا.