"شبح ركلة الجزاء لا يزال يطاردني، أحيانًا أشعر أن العالم يجب أن يعود حتى أتمكن من تخليص نفسي، لكنني أعلم أن هذا الشبح سيطاردني طوال حياتي".. هكذا عبّر النجم الغاني أسامواه جيان، عن مرارة إهداره لركلة الجزاء الشهيرة، خلال مباراة منتخب بلاده ضد أوروجواي في ربع نهائي كأس العالم 2010.
وأعلن أسامواه جيان -37 عامًا- أمس الثلاثاء، اعتزاله كرة القدم، بعد مشوار طويل مع الساحرة المستديرة، مؤكدًا أنه سيدعم المواهب الصاعدة في غرب إفريقيا، ويتمنى خدمة بلاده في مجال كرة القدم، سواء اكتشاف المواهب أو التدريب أو الإدارة.
الغاني أسامواه جيان أحد أبرز نجوم كرة القدم الإفريقية في القرن الحالي، إذ فاز بجائزة أفضل لاعب في قارة إفريقيا 2010، من شبكة "بي بي سي" البريطانية، عندما كان لاعبًا في صفوف سندرلاند الإنجليزي، كما يمتلك مسيرة عظيمة من "البلاك ستارز"، سجل 51 هدفًا بقميص منتخب غانا خلال 107 مباريات.
ورغم مسيرة أسامواه جيان الناجحة إلا إن إهداره ركلة جزاء أمام أوروجواي ستظل نقطة سوداء في تاريخه، لم يغفرها له عشاق الكرة الغانية والإفريقية بعد مرور 13 عامًا.
ما قصة إهدار جيان ركلة جزاء أمام أوروجواي؟
في 2 يوليو 2010، واجهت غانا منتخب أوروجواي في ربع نهائي بطولة كأس العالم 2010، التي أقيمت في جنوب إفريقيا، وكان منتخب "البلاك ستارز" يتطلع لأن يكون أول منتخب إفريقي يصل الدور نصف النهائي.
وضع علي سولي مونتاري، منتخب غانا في المقدمة بتسجيل هدفًا قبل نهاية الشوط الأول، لكن دييجو فورلان أدرك التعادل لمنتخب أوروجواي في الدقيقة 55، لينتهي الوقت الأصلي بهذه النتيجة، ويلجأ المنتخبان إلى الوقت الإضافي.
واستمر التعادل حتى الوصول للحظات الأخيرة من الوقت الإضافي، إلا أن منع لويس سواريز، مهاجم منتخب أوروجواي، هدفًا مؤكدًا بيده لمنتخب غانا من على خط المرمى، ليحتسب حكم اللقاء ركلة جزاء ويشهر البطاقة الحمراء في وجه مهاجم أياكس آنذاك.
دخل أسامواه جيان لتنفيذ ركلة الجزاء في اللحظات الأخيرة، لكنه سددها في العارضة، ليتحول الحلم إلى كابوس ويحطم قلوب قارة بأكملها كانت تحلم بتواجد منتخب لها في نصف نهائي المونديال، لأول مرة في التاريخ.
لجأ المنتخبان إلى ركلات الجزاء الترجيحية، التي حسمها منتخب أوروجواي لصالحه.
وفاة مشجعة غانية:
ذكر موقع "modern ghana" أن ركلة جزاء "جيان" تسببت في وفاة مشجعة غانية تُدعى "إيمليا أدوا أسيدوا".
وقال زوج المتوفية: "عندما عدت من العمل رأيتها جالسة في الخارج، فسألتها عن سبب عدم مشاهدتها للمباراة لتخبرني بأنها لا تستطيع تحمل الضغط".
وأضاف: "دخلت زوجتي بعد ذلك إلى المنزل لتقدم لي الطعام، ثم عادت للجلوس في الخارج، وعندما سمعت صراخ المشجعين عند احتساب ركلة جزاء لصالح غانا، اندفعت إلى الغرفة لمشاهدتها".
واختتم: "فور اصطدام كرة "جيان" بالعارضة" صرخت زوجتي "أوه أسامواه" وسقطت على السرير، حاولنا سكب الماء عليها بسرعة لكنها فارقت الحياة".