تصاعدت هجمات المستوطنين على الفلسطينيين، بعد مقتل 4 إسرائيليين تعرضوا لإطلاق نار بالقرب من مستوطنة "عيلي" شمال الضفة الغربية، أمس الثلاثاء، وذلك في أعقاب اقتحامات نفذها جيش الاحتلال في جنين أسفرت عن سقوط شهداء و مصابين من الفلسطينيين.
وبلغت هجمات المستوطنين على الفلسطينيين مستويات قياسية مرتفعة العام الماضي، واستمرت في الزيادة منذ تولي حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اليمينية السلطة في يناير، والتي سرّعت وتيرة التوسع الاستيطاني.
ذروة الاعتداءات على الفلسطينيين جاءت بحماية قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء الثلاثاء، إذ هاجم مستوطنون منازل الفلسطينيين على أطراف بلدة حوارة جنوب نابلس، وأطلقوا الرصاص الحي تجاه الشبان الذين تصدوا لهم، وأحرقوا مركبة.
و تصاعد الهجوم بتجمّع المستوطنين في عدد من مفترقات وشوارع الضفة الغربية، ورشقوا مركبات الفلسطينيين بالحجارة، في حوارة، وجنوب نابلس، وعند مدخل مستوطنة "كدوميم" ومدخل كفر لاقف شرق قلقيلية، وقرب بيت عوا، غرب دورا في الخليل.
وأصيب 34 مواطنًا، الليلة، بجروح مختلفة جراء اعتداءات المستوطنين في المنطقة الممتدة من ترمسعيا شرق رام الله حتى دير شرف غرب نابلس.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" عن مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة غسان دغلس، أن اعتداءات المستوطنين أسفرت عن إصابة 34 مواطنًا بالرصاص الحي والمعدني المغلف بالمطاط وبالحجارة والاختناق بالغاز المسيل للدموع، كما طالت 140 مركبة للمواطنين، بينها إحراق مركبة إسعاف ومركبة لمواطن من حوارة.
وأوضح أن المستوطنين شنوا اعتداءات على قرى وبلدات ترمسعيا وبيت فوريك وعورتا وحوارة واللبن الشرقية والساوية وزعترة وياسوف ودير شرف، مشيرًا إلى أن المستوطنين أحرقوا مساحات واسعة من المحاصيل الزراعية ومشاطب سيارات ومغسلة في مدخل اللبن الشرقية.
كما هاجم مستوطنون قرية بيتين شرق رام الله، وكسروا زجاج عدد من المركبات ومنازل المواطنين، ومحال تجارية.
وذكرت "وفا" أن مستوطنين هاجموا منازل المواطنين بين قرية بيتين وبلدة دير دبوان، وحطموا زجاج المركبات على الطريق.
واعتدى عشرات المستوطنون، مساء الثلاثاء، على مركبات المواطنين بالحجارة، بعد أن تجمعوا بالقرب من مدخل قرية ياسوف شرق سلفيت.
وهاجم عشرات المستوطنين مركبات المواطنين بالحجارة، مساء الثلاثاء، بعد أن تجمعوا على عدد من الطرق والمفترقات الرئيسية المؤدية لمدينة الخليل وبلداتها.
وقال ميلون كوثري عضو لجنة التحقيق المفوضة من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة: "نحن منزعجون جدًا لأن عنف المستوطنين ازداد بشكل كبير في الأشهر الماضية وصار في الواقع وسيلة يتم من خلالها ضمان ضم إسرائيل للمناطق".
وألقت لجنة التحقيق كلمة أمام مجلس حقوق الإنسان ومقره جنيف في وقت سابق أمس الثلاثاء، متهمة الحكومة الإسرائيلية بفرض قيود متزايدة على منظمات المجتمع المدني الفلسطينية.
تم إنشاء لجنة التحقيق في عام 2021. ولا يستطيع المجلس اتخاذ قرارات ملزمة قانونا، لكن المحاكم الدولية يمكنها أحيانا استخدام الأدلة التي يتم جمعها من خلال تحقيقات اللجنة.