آثار كارثية على المصيفين والأحياء البحرية.. التغير المناخي يهدد شواطئ بريطانيا

  • مشاركة :
post-title
صورة أرشيفية

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

تُواجه المملكة المتحدة خطرًا محدقًا في الأفق، مع بداية موسم صيف 2023، إذ يقول خبراء البيئة إن موجة الحرارة الشديدة التي تم الإعلان عنها قبالة الساحل البريطاني تجتذب المزيد من أسماك القرش المتشمس والقناديل البحرية والطحالب، مما يُشكل خطرًا على السباحين والمصيفين.

درجات حرارة أعلى من الطبيعية

وترتفع درجات الحرارة في بحر الشمال، أعلى من المعدل الطبيعي لهذا الوقت من العام بمقدار 6 درجات مئوية، ما يدفع بالمنطقة إلى فئة الموجة الحرارية الشديدة، وفقًا لإدارة المحيطات والغلاف الجوي الوطنية الأمريكية، بحسب صحيفة "تليجراف". 

توضح هذه التغييرات أن درجات الحرارة في البحر ارتفعت على المدى البعيد حتى 18 درجة مئوية، مُقارنة بدرجات الحرارة المعتادة التي تبلغ نحو 12 درجة مئوية لهذا الوقت من العام.

طحالب ضارة

يُمكن أن تؤدي زيادة درجات الحرارة في المياه إلى آثار كارثية على الأحياء البحرية والطيور، وكذلك جذب أسماك القرش المتشمس والقناديل البحرية.

وقالت كاثرين براون، مديرة تغير المناخ والأدلة في مؤسسة "وايلد لايف تراست"، لصحيفة الـ"تليجراف" البريطانية، التي قالت "نحن نعلم أن أحد التأثيرات الرئيسية على المملكة المتحدة من ارتفاع درجات الحرارة هي تكاثر الطحالب الضارة، مما يشكل خطرًا على المصيفين."

ويؤدي تكاثر الطحالب إلى الإسهال والغثيان أو القيء في بعض الأحيان، فضلًا عن التهيج في الجلد والحلق عند الابتلاع أو اللمس، كما يُمكن أن يؤدي هذا النوع من النباتات البحرية الضارة إلى نفوق الكلاب التي تمشي على الشاطئ.

تنصح الخدمة الوطنية للصحة البريطانية الناس بمراقبة تحذيرات الشواطئ، والتأكد من ارتداء بدل الغطس وحذاء السباحة لتفادي اللدغات أو ملامسة الطحالب الضارة.

مخاطر القروش

وأشارت "براون" إلى أن الموجة الحرارية البحرية من الممكن أن تجلب المزيد من أسماك القرش المتشمس، التي تشكل خطرًا كبيرًا على البشر، وغالبًا ما تظهر عندما يحدث ارتفاع في درجات حرارة المياه حول المملكة المتحدة، حيث يبحث هذا النوع من الأسماك عن الغذاء.

وتوضح مديرة ملف التغير المناخي والأدلة، أن الموجة الحارة البحرية تجلب أيضًا مخاطر نفوق الأسماك والقشريات.

وقالت: "يُمكن أن تؤثر موجات الحرارة البحرية بشكل عام على اللافقاريات على طول القاع، وأشياء مثل السرطانات والمحار والشعاب المرجانية".

التغير المناخي

وتقول كلوي بريميكومب، باحثة في درجات الحرارة الشديدة في جامعة جراتس بالنمسا، إن ارتفاع درجات حرارة المياه في بحر الشمال وقبالة سواحل أيرلندا يبدو أنه نتيجة لارتفاع درجات حرارة سطح البحر العالمي القياسية التي بدأت في أبريل.

ويقول توم ريبيث، أستاذ المحيطات الفيزيائية في جامعة بانجور، إن ارتفاع درجات حرارة المياه يرجع جزئيًا إلى تأثير الظاهرة المناخية "إل نينيو" التي تبدأ الآن في مراحلها الأولى.

ويقول إن التغيرات المناخية هي أيضًا عامل مؤثر، مُشيرًا إلى الانخفاض الشديد لمساحة الجليد البحري في المحيط القطبي الشمالي، الذي يعمل كمرآة عملاقة، مما يحافظ على تبريد نصف الكرة الأرضية الشمالي في الصيف والذي انخفض بشكل كبير في السنوات الأخيرة.

ويقول جون بينيجار، المستشار الرئيسي لمؤسسة البيئة والصيد والزراعة التابعة للحكومة البريطانية: إن المؤسسة سجلت موجة حرارية غير مسبوقة قبالة جنوب غرب إنجلترا وسواحل هيبريدز المُطلة على بحر الشمال.