على متن قارب اكتظ بنحو 750 شخصًا، جمعوا حقائبهم وأحلامهم، اختاروا إيطاليا وجهة لهم، في سفينة الرحلة الأخيرة، أخرج شهريار سلطان هاتفه وأرسل لوالده في باكستان رسالة نصية مقتضبة تخبره بما يدور.
بذل الباكستاني، شهيد محمود قصارى جهده لمنع ابنه من السفر إلى أوروبا، بحثًا عن حياة أفضل، لكن شهريار سلطان البالغ من العمر 25 عامًا كان مُصممًا على المغادرة، بحسب "دير شبيجل" الألمانية.
طلب منظم رحلات 2.2 مليون روبية باكستانية، ما يعادل 7653 دولارًا لرحلة شهريار، مع وعود بأنه سيحقق أرباحًا جيدة في أوروبا.
البحث على آخر الخيط
وعود كانت مُفادها أن الرحلة لن تتعدى ثلاثة أيام فقط، وهو ما أغرى "شهريار" للتغلب على مخاوفه والصعود على مركب الموت، إلا أنه أصبح حتى الآن في عداد المفقودين.
نشرت صحيفة "كاثيميريني" اليونانية، أمس الأحد، نص تقرير قدمه قائد زورق الدورية 920 لرؤسائه، والذي عرض المساعدة على المركب المزدحم بالكامل قبل ساعتين من وقوع الحادث.
لا مساعدات.. اذهب إلى إيطاليا
ونقلت الصحيفة اليونانية عن القبطان قوله: "اقتربنا من السفينة للتحقق من حالتها وحالة الركاب وتقديم المساعدة مرة أخرى، وفي ذلك الحين كنا نسمع مكالمات مثل "لا مساعدة" و"اذهب إلى إيطاليا".
وأوضح أنه على الرغم من المناشدات المُتكررة حول ما إذا كانوا بحاجة إلى المساعدة، تجاهلونا وفكوا الحبل في نحو الساعة 11:57 مساءً، وبدأوا تشغيل المحرك واتجهوا غربًا بسرعة منخفضة.
إنقاذ 9 مهربين
وطلبت السُلطات اليونانية من الشرطة الأوروبية "يوروبول" المساعدة في التحقيق في نهاية الأسبوع.
وتم إنقاذ تسعة مهربين مشتبه بهم، ثم إلقاء القبض عليهم، ويريد المحققون الآن التعرف على أولئك الذين يقفون وراء عصابة التهريب، والذين يشتبهون في وجودهم في مصر وإيطاليا.
كارثة إنسانية
لقي 78 شخصًا حتفهم، في الحادث المأساوي قبالة سواحل جنوب غرب اليونان.
وأعلن خفر السواحل أن مركب الصيد الذي كان يحمل الضحايا انقلب في المياه الدولية قبالة شبه جزيرة بيلوبونيز اليونانية.
وأسفرت عملية الإغاثة الضخمة عن إنقاذ 104 أشخاص، وأفادت السُلطات اليونانية بأن أشخاصًا كانوا يستقلون المركب أكدوا لها أن عدد الركاب لا يقل عن 750 شخصًا.