أعادت دار الأوبرا المصرية المطربة اللبنانية هبة طوجي، إلى مصر لتقف للمرة الأولى على المسرح الكبير، والذي امتلأ بالكامل، إذ حرص جمهورها على التوافد مُبكرًا حتى أغلقت الأبواب في التاسعة مساءً، ومعها صعدت الفرقة الموسيقية برئاسة المايسترو أحمد عويضة؛ ليحييهم الجمهور بشغف للاستماع إلى موسيقاهم العالمية المندمجة مع صوت مطربتهم المفضلة، ثم صعد الموسيقار اللبناني الكبير أسامة الرحباني، ليعزف على البيانو النشيد الوطني وسط ترحيب كبير من الحضور.
سيد درويش الغائب الحاضر
نشأة وحب الموسيقار أسامة الرحباني للتراث المصري، كانت دافعًا لاختياره أحد أشهر أغنيات الفنان المصري الراحل سيد درويش "طلعت يامحلى نورها" ليبدأ بها الحفل بصوت اكتشافه المطربة هبة طوجي، لتندمج الأخيرة سريعًا مع الأوركسترا وتنطلق في إبداعها المخلوط بالحب الكبير لمصر.
ولأن الوقوف على مسرح دار الأوبرا حلم كل مطرب عربي، قدمت "طوجي" أغنية "حلم"، مع وعد قطعته على نفسها أمام الجمهور بأنها ستُلبي كل طلباتهم اليوم، مُوجهة الشكر لرئيس دار الأوبرا خالد داغر والمايسترو أحمد عويضة على دعوتهما للوقوف على مسرح دار الأوبرا العريق.
سريعًا ما اندمجت هبة طوجي خلال الحفل بعدما لمست حب وتشجيع الحضور لتقدّم عددًا من الأغاني منها "يمكن حبيتك"، و"يا حبيبي" للموسيقار الكبير منصور رحباني، قبل أن يقطع الجمهور غناءها بتصفيق حاد وهتاف، بعدما أبدعت في أحد مقاطع الأغنية "حبيبي كل ما في الصمتِ نادي، يا حبيبي ومضى الموجُ وعاد، وأنا في موجِ عينيكَ شراعٌ يتهادى، يا حبيبي سقطَ الليل عليا وتمادى".
هدية للجمهور
لم تنس هبة طوجي أن تمنح جمهور دار الأوبرا المصرية هدية، وهي أغنية جديدة من ألبومها الجديد وتحمل اسم "ضلك حدي"، ومن المُقرر أن يضم الألبوم الجديد 13 أغنية متنوعة بين اللهجة المصرية واللبنانية، وأغنيات كلاسيكية وأخرى بالفُصحى، وديو مع النجم العالمي لويس فونسي الذي حرصت على أن تقدم له في الحفل أغنية "لو نبقى سوا".
وفي أغنية "خلاص" التي تعبّر بها عن قصص الانفصال والحزن، اندمجت "طوجي" بصوتها مع الآلات الموسيقية، وكأنها جزء من الكمان تغني وتعزف بصوتها وتعبر عن الحزن الساكن بكلمات الأغنية.
"العمود السابع لبعلبك" لقب أطلق في لبنان على المطربة الكبيرة فيروز، والتي كانت حاضرة في الحفل بصوت هبة طوجي التي حرصت على أن تقدم ميدلي من أعمالها، وتوجه لها التحية هي والراحل عاصي الرحباني، قبل أن تخرج في استراحتها الأولى.
سلّم على مصر
"قلي بحبك يا حبيبي قول.. يا حبيبي بحلم فيك على طول.. والليل اللي ناطرنا صارله زمان.. ناطر متلي سهران وعشقان.. بشو محتار؟" بهذه الكلمات بدأت المطربة اللبنانية هبة طوجي فقرتها الثانية، بعدما أمتع أسامة الرحباني جمهور دار الأوبرا بعزفه الذي خطف الجمهور على البيانو.
مع أول زيارة للفنانة هبة طوجي إلى مصر قبل 4 سنوات، قدمت معها أغنية باللهجة المصرية حملت اسم "سلّم على مصر"، وحرصت طوجي على أن تغنيها وتهديها لجمهورها الحاضر بالحفل، الذي هتف لها "نورتي مصر".
مصر ولبنان
فيما حرص أسامة الرحباني على أن يُلقي كلمة للحضور ويوجه الشكر إلى فرقته الموسيقية وهبة طوجي، إذ قال: "مصر ولبنان حركة ثقافية كبيرة، وأتمنى لدار الأوبرا أن تستمر في تقديم واجبها ودورها الفني، وواجبنا أن نفعل الثقافة بكل الطبقات".
وأكد "الرحباني" أنهم كانوا يحاولون ترتيب حفل بالأوبرا منذ عام 2014، ولكن لم يوفق، إلى أن حانت الفرصة لنلتقي بهذا الجمهور العريق اليوم.
وأضاف: أحب أن أتوجه بالشكر لكل من عمل في ألبوم هبة طوجي الجديد، خصوصًا المنتج جورج قسيس، وكل فريق العمل.
وفي نهاية الحفل حرصت هبة طوجي على أن تقدم جانبًا من الفلكلور اللبناني، واختارت أغنية "زمان" واندمج الجمهور معها بالتصفيق والغناء، واختتمت بعدها بأغنية "بلد التناقض" ليهديها الجمهور الورود ويطالبونها بالاستمرار، لتلبي طلبهم كما وعدتهم في أول الحفل، وتقدم لهم الأغنية الأخيرة مرة أخرى.