الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

آلاف الضحايا سنويا.. "مراكب الموت" تجهض أحلام الباحثين عن حياة جديدة

  • مشاركة :
post-title
مهاجرون يحاولون النجاة - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - ياسمين يوسف

رحلة لا هوادة فيها تعكس اليأس والأمل، يلتزم الركاب خلالها بالاستعداد للتضحية بكل شيء، في مغامرة مجهولة، فقوارب الموت لا تعترف بالأعمار أو الجنسيات، فهي تحمل كل من يجد فيها طريقًا للنجاة أو فرصة أخيرة للحياة، لكن الرحلة تتحول إلى بوابة للكوابيس بدلًا من الأحلام، وبحسب مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، توفي أو فُقد أكثر من 3 آلاف مهاجر في أثناء محاولتهم عبور البحر باتجاه أوروبا في 2021.

يرى الآلاف في الشرق الأوسط وآسيا وإفريقيا، الهجرة غير الشرعية سبيلًا وحيدًا لنيل فرصة جديدة للعيش في بلد يضمن حياة أفضل، فالبعض منهم نزح قسريًا بسبب نزاع مُسلح، والبعض الآخر فر من اضطهاد أو مجاعة في وطنه، وفي الوقت الذي تحاول فيه السلطات في العديد من الدول السيطرة على الظاهرة.

خلال زيارتها إلى تونس، الأسبوع الماضي، أعربت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، عن تقدير إيطاليا للجهود المبذولة من أجل مواجهة ظاهرة الهجرة غير النظامية، معلنة عن عقد مؤتمر دولي قريبا في روما لمعالجة هذه الظاهرة، من خلال إقرار ما أسمته بـ"مقاربة غير تقليدية" في هذا الاتجاه، ومؤكدة أن هذا المؤتمر سيشكل فرصة لتقريب وجهات النظر.

مهاجرون تقطعت بهم السبل في عرض البحر
اليونان المحطة الرئيسية 

تأتي اليونان في مقدمة الدول كوجهة أولى للمهاجرين غير النظاميين، إذ تعد أحد الطرق الرئيسية للدخول إلى دول الاتحاد الأوروبي، إذ يعبر الغالبية منهم إلى الجزر اليونانية من تركيا، فضلًا عن عدد آخر من القوارب التي تبحر في رحلة أطول وأشد خطورة من تركيا إلى إيطاليا عبر اليونان.

وأمس، لقى 78 مهاجرًا على الأقل حتفهم غرقًا في وقت مبكر، حسبما أفاد خفر السواحل اليوناني، فيما يُخشى أن يكون هناك المزيد من المفقودين بعد انقلاب القارب قبالة السواحل الجنوبية لليونان. وفيما أعلنت أثينا عن إنقاذ 104 أشخاص حتى منتصف النهار، فإن حصيلة الضحايا تبقى الأكبر منذ بداية 2023، بحسب وكالة فرانس برس، وذكرت قوات خفر السواحل في اليونان، أن مركب الصيد الذي كان يحمل الضحايا انقلب في المياه الدولية قبالة شبه جزيرة بيلوبونيز اليونانية، وفيما استمر البحث عن الضحايا حتى نهاية اليوم، أفادت السلطات اليونانية بأن بعض الناجين أكدوا أن عدد الركاب كان نحو 750 شخصًا.

أطفال يتشبثون بقارب أملا في النجاة
إجراءات مشددة ضد مهربي البشر

وفي محاولة للحد من أعداد الضحايا المتزايدة، شددت الحكومة الإيطالية، مارس الماضي، أحكام السجن على مهربي البشر، بعد أيام من وفاة 72 مهاجرًا، عندما تحطم قاربهم الخشبي، ونص القانون الذي أقرته رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني على إجراءات جديدة تهدف إلى مكافحة الاتجار بالبشر، وتصنيف ممارسة تلك الأنشطة، كجريمة مسببة للوفاة أو الأذى الجسدي الشديد، مع عقوبات تصل إلى السجن 30 عامًا.

سترات نجاة لم تلق من تمنحهم أنفاسًا جديدة على وجه الحياة
الحروب والانقسامات والأزمات الاقتصادية

سبتمبر الماضي، عُثر على 34 جثة لمهاجرين قبالة سواحل مدينة طرطوس في شمال سوريا يشتبه في أنهم غادروا شمال لبنان متجهين نحو أوروبا، وفي الشهر الأخير من العام نفسه، قال الجيش اللبناني على حسابه بموقع التدوينات القصيرة "تويتر"، إن البحرية اللبنانية نفذت عمليات إنقاذ، بعد غرق قارب يقل نحو 200 شخص، فيما ذكر التلفزيون اللبناني على "تويتر"، أن المعلومات الأولية تشير إلى أن القارب كان يقل أشخاصًا من لبنان وسوريا وفلسطين.

الطفل السوري "إيلان" الذي احتضنته رمال البحر المتوسط

"إيلان".. طفل غارق تحول إلى مثال على معاناة اللاجئين

وفي حادثة شهيرة، أثارت صورة جثة طفل سوري، قضى نحبه غرقًا وجرفت المياه جثته إلى أحد الشواطئ التركية، موجة غضب عالمية، واعتبر الطفل مثالًا على معاناة وآلام اللاجئين والنازحين بسبب الحروب، وتشير بيانات الأمم المتحدة إلى أنه خلال العام الحالي، وصل نحو 72 ألف لاجئ ومهاجر إلى "دول المواجهة" في أوروبا، هي "إيطاليا، إسبانيا، اليونان، مالطا، وقبرص"، مع الوضع في الاعتبار أن معظم اللاجئين يتوجهون إلى إيطاليا، بحسب المنظمة الدولية.