مُطلقةً عليه اسم الشخصية النسائية التي ترمز إلى الجمهورية الفرنسية، أسست الحكومة عام 2020 "صندوق ماريان" بهدف نشر قيم الجمهورية، والتصدي لـ"الانعزالية"، ولكن بعد ثلاثة أعوام تواجه الحكومة الفرنسية سيلًا من الاتهامات بشأن أسلوب استخدام أموال الصندوق التي تبلغ حوالي 2.5 مليون يورو، وقد تطال الاتهامات الوزيرة مارلين شيابا، صاحبة فكرة إنشاء الصندوق، وهي من أكبر مؤيدي الرئيس إيمانويل ماكرون.
الشيوخ الفرنسي يحقق في الفضيحة
ولأكثر من ثلاث ساعات، كانت مارلين شيابا محاصرة بالأسئلة، من قبل لجنة التحقيق في "صندوق ماريان" التي تشكلت من أعضاء بمجلس الشيوخ، ووافقت الوزيرة على الاعتراف بمسؤوليتها السياسية في تخصيص مساعدات لبعض الجمعيات التي يفترض بها "محاربة الأفكار الانفصالية"، لكنها تخلت عن مسؤولي وزارتها وإدارتها، وحملتهم المسؤولية عن أي مخالفات.
وبحسب موقع مجلس الشيوخ الفرنسي، فإن الوزيرة رغم أنها أعطت انطباعًا بالاستجابة للاتهامات وأقرت بدورها في عملية تخصيص المنح من "صندوق ماريان" لبعض الجمعيات، مع التأكيد على تحملها "المسؤولية السياسية" عن بعض ما أسمته بـ "الاختلالات"، ألقت باللوم على مسؤولي وزارتها، وإدارتها، واللجنة الوزارية لمنع الانحراف والتطرف "CIPDR" التي أدارت المشروع، حيث أوضحت شيابا، أنه تم منح 2.5 مليون يورو، كتمويل لأشخاص وجمعيات تنتهج خطابًا يروج لقيم الجمهورية الفرنسية، ويحارب الخطاب الانفصالي، لا سيما على شبكات التواصل الاجتماعي والمنصات المشابهة.
دور شيابا في اختيار الجمعيات
في مارس 2023، تساءل استطلاع أجرته مجلة "ماريان" الأسبوعية ووحدة التحقيقات في تلفزيون فرنسا عن أهمية المبالغ المخصصة لجمعيتين، وكيفية استخدام هذه الأموال، حيث كانت إحدى الجمعيتين "اتحاد جمعيات التربية الرياضية والتجهيز العسكري" تستخدم مبلغ 355 ألف يورو من المنح، لمكافأة اثنين من مسؤوليها، بمن فيهم صحفي يدعى محمد سيفاوي، بحد أقصى 120 ألف يورو، أما الجمعية الثانية، "إعادة البناء المشترك"، التي تم تمويلها بمبلغ 333 ألف يورو من صندوق ماريان، فقد تعرضت لانتقادات لاستخدامها جزءًا من هذا المبلغ لإنتاج محتوى سياسي، خلال حملة الانتخابات الرئاسية ثم التشريعية.
شيابا: لا أتذكر
وبحسب صحيفة "ليز إيكو، فإنه في بداية جلسة الاستماع، حذرت شيابا من أنها لن يكون لديها إجابة على كل شيء، وأنها ليست على علم بكل شيء في هذا الملف، وخلال الجلسة، أشارت عدة مرات إلى أنها "لا تتذكر"، وذلك عندما تطرح عليها أسئلة محددة، وعزت ذلك إلى "هفوات في الذاكرة" بينما اتهمها كلود رينال رئيس اللجنة المالية بمجلس الشيوخ والمقرر جان فرانسوا هوسون بتجاهل الأسئلة، وعبرا عن دهتهما من تلك "الهفوات" وكان من الواضح عدم اقتناعهما بتفسيراتها، وعند ذكر اسم محمد سيفاوي، المستفيد من أكبر منحة من صندوق ماريان، أصرت شيابا على أنه ليس صديقها، وأبعدت عنها الاتهام قائلة :"لا أعرف ما يقال بين بعض مسؤولي مكتبي والسيد سيفاوي" ، ومن جانبه، أشار سيفاوي، الذي تم تفتيش منزله يوم الثلاثاء الماضي، إلى أن مكتب شيابا قد قام بالاتصال به.
لجنة التحقيق لم تحصل على إجابات واضحة
ويسعى رئيس ومقرر لجنة التحقيق إلى معرفة ما إذا كانت الجمعية التي يديرها سيفاوي قد تلقت استجابة إيجابية للحصول على منح حتى قبل اجتماع لجنة الاختيار في صندوق ماريان، لكن من الواضح أن لجنة التحقيق لم تحصل على إجابات واضحة، وذلك بحسب الصحيفة الفرنسية، التي أضافت أن شيابا تدافع عن نفسها، قائلة إنها لم تطلب أن تكون الجمعية التي يديرها سيفاوي على رأس قائمة متلقي المنح، وتتضمن الاتهامات التي تحقق فيها لجنة الشيوخ الفرنسي اختلاس أموال عامة، والإهمال، وخيانة الأمانة والحصول على بعض المكاسب بشكل غير قانوني.