الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

انتخابات الكونجرس تشعل صراعًا مبكرًا على رئاسة البيت الأبيض

  • مشاركة :
post-title
بايدن وترامب مواجهة محتملة في انتخابات 2024

القاهرة الإخبارية - مروة الوجيه

بدأت بوادر صراع مبكر على الرئاسة في أمريكا بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي، قبل إعلان النتيجة النهائية لانتخابات الكونجرس"التجديد النصفي "، حيث تحطمت الآمال، سريعًا، لدى الجمهوري الأمريكي، لتحقيق "الموجة الحمراء" التي وعد بها قبيل الانتخابات النصفية للكونجرس، وحقق الرئيس الديمقراطي جو بايدن أكثر مما كان يأمله، ونجح في الحد من الكارثة الانتخابية التي كانت تعد بها استطلاعات الرأي لحزبه الديمقراطي.

وقبل إعلان النتيجة النهائية لهذه الانتخابات التي أظهرت تصدعًا قويًا واستقطابًا حادًا في الشارع الأمريكي، ظهرت موجة من الانتقادات طالت الحزب الجمهوري تؤكد أن الرئيس السابق دونالد ترامب ودعمه لبعض المرشحين في الولايات وراء عكس اتجاهات الشارع وتوجه دعمهم للحزب الديمقراطي، إلا أن ترامب أعلن أن ترشحه للرئاسة أمر مؤكد، ولن يتنازل عن الترشح للمرة الثالثة للسباق الرئاسي 2024.

التوجه للرئاسة

وقال جيسون ميلر، مستشار ترامب، الجمعة الماضية، إن "الرئيس ترامب سيعلن الثلاثاء أنه مرشح للانتخابات الرئاسية، وسيكون إعلانًا احترافيًا جدًا ومتقنًا جدًا".

وأشار "ميلر" إلى أنه التقى في وقت سابق ترامب (76 عامًا) الذي قال له: "بالطبع سأترشح.. سأفعل ذلك، وأريد التأكد من أن الناس يدركون أنني متحمس وأننا بحاجة إلى إعادة البلاد إلى مسارها الصحيح. الجميع يعرفون أنني سأترشح".

وتوالى صدور النتائج لليوم الثالث، وقد شملت جميع مقاعد مجلس النواب (435) الذي باتت السيطرة الجمهورية عليه شبه محسومة بانتظار النتائج الرسمية لمعرفة العدد النهائي لمقاعد الحزبين، وثلث أعضاء مجلس الشيوخ (100 مقعد) والذي لم يحسم حتى مساء اليوم لمن ستؤول السيطرة عليه لكن من الواضح أن النتيجة ربما تتجه للحزب الديمقراطي.

ومع صدور هذه النتائج تأكدت جملة أمور، من بينها أن حركة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، والتي وجّه بايدن إليها سهامه خلال حملته الانتخابية، قد نجحت في الحد من هزيمة حزبه الديمقراطي بصورة كاسحة.

وجاءت خسارة مجلس النواب لصالح الجمهوريين، كما بينت النتائج الأولية، محدودة، وهي أقل الخسائر لحزب في السلطة منذ وقت طويل.

وبدا كل ذلك انعكاسًا لنجاح حملة "الحزب الأزرق" في التركيز على مسائل "ليبرالية وحقوقية"، صوّت لصالحها الليبراليون، والأقليات والنساء خصوصًا، وقلبت الموازين.

وفيما تعلّق بالانتظار على ولايتي نيفادا وجورجيا، لحسم موازين القوى في مجلس الشيوخ، تبدو الأمور في الولايات المتحدة متجهة إلى تعميق الانقسام، مع منافسة حادة حُسمت بفواصل الأرقام في بعض الولايات، فيما يحتاج الجمهوريون، الذين يبحثون عن "أي اسم" للمنافسة في رئاسيات 2024، إلى المراجعة الداخلية مجددًا.

إعلان التحدي

في وقت سابق، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي يبلغ من العمر 80 عامًا، عن رغبته في الترشح مجددًا للرئاسة بعد عامين، ووجد نفسه في موضع مريح نسبيًا مقارنة بتدني شعبيته، إذ تمكن حزبه من حشد أنصارهم لمشاركة كثيفة تحققت في الانتخابات، ما ساهم في الحد من خسارته بالمجلسين، والتي توقعتها استطلاعات الرأي السابقة، بعد حزمة الأزمات التي ضربت الولايات المتحدة خلال العامين الماضيين.

وعمد "بايدن" وأعضاء حزبه دائمًا لإظهار قلقهم نحو سياسة ترامب "المتطرفة"، حيث حذّر أعضاء الحزب الأزرق من توسع لحركة "ماجا"، أو "جعل أمريكا عظيمة مجددًا"، التي يقودها ترامب، والتي يصفها بايدن بـ"ميجا ماجا" التي ستقود البلاد إلى التطرف، خاصة للأقليات الأمريكية وذوات البشرة المختلطة.

ومع فشل عدد من المرشحين الذين كان يدعمهم ترامب بانتخابات الكونجرس، يأمل أن يتمكن بايدن من الوصول إلى عدد من التفاهمات مع الكونجرس المقبل، الذي يتسلم مهامه رسمياً بداية 2023، لتنفيذ عدد من بنود أجندته السياسية.

لكن ذلك لا يعني أن الطريق سيكون سهلًا للرئيس وحزبه، إذ إن النواب الجمهوريين الذين فازوا، هم أيضًا من أمثال مارجوري تايلور جرين من جورجيا، وتيم جوردان من أوهايو، المؤمنين بنظريات المؤامرة، وبـ"سرقة انتخابات 2020"، سيكون لهم تأثير كبير على قرارات الرئيس الأمريكي.

كما أن عددًا من أعضاء مجلس الشيوخ أو المرشحين للمرة الأولى، الموالين لترامب، أو الذين دعمهم الأخير، فازوا في الانتخابات الجارية، غير أن الرئيس السابق خسر أيضًا رهانه على بعض الأسماء، بينما فاز مرشحون جمهوريون يكن لهم العداء، مثل حاكم فلوريدا رون دي سانتيس، وحاكم جورجيا بريان كامب (بمنافسة الناشطة الديمقراطية ستايسي أبرامز)، وحتى سكرتير جورجيا براد رافينسبيرجر، الذي صادق في 2020 على نتائج انتخابات الرئاسة في الولاية، متحديًا ترامب.

وإذ تميل النتائج للحديث عن تراجع محدود للديمقراطيين و"موجة" حمراء محدودة داخل مجلس النواب، ينتظر الأمريكيون أي دخان سيتصاعد الثلاثاء المقبل، من مارآلاجو، مقر إقامة ترامب في فلوريدا، وما إذا كان الإعلان الذي يعد به، رغم النتائج المخيبة له شخصيًا، هو عزمه الترشح مجددًا للرئاسة في 2024 .

ضربة جديدة لـ"ترامب"

ويواجه ترامب ضربة أخرى غير النتائج الانتخابية للكونجرس هي؛ منافسه في الحزب الجمهوري رون دي سانتيس حاكم فلوريدا، والذي يعتبر الاسم الأوفر حظًا لدعم الحزب الجمهوري في انتخابات الرئاسة 2024.

وكان ترامب وجّه إليه تحذيرًا، وإلى أسماء أخرى من الحزب، عبر شبكة "فوكس نيوز"، لعدم الترشح للرئاسيات، كما دعا إلى تغيير قيادة الحزب في الكونجرس، في إشارة إلى زعيم الأقلية في الشيوخ ميتش ماكونيل.

وفي تقرير لوكالة "فرانس برس" أوضح أن بعض الأوساط السياسية الأمريكية تقول إنه بإمكان رون دي سانتيس أن يصبح الزعيم المقبل للحزب الجمهوري وربما سيترشح لنيل رئاسة هذا الحزب. أكثر من ذلك، نقلت الوكالة الفرنسية عن بعض المحافظين الذين وصفوا دي سانتيس بـ"المسؤول الحقيقي للمعارضة" وأنه "يدافع عن قضايا جريئة غالبا ما لا يدافع عنها المحافظون الآخرون".

يذكر أن ترامب قدم دعمه لدي سانتيس في 2018 عندما رشح نفسه لتولي منصب حاكم ولاية فلوريدا، فيما وصفه بـ"الشاب الرائع والمتمكن". لكن اليوم وقبيل الانتخابات النصفية، لم يعلن الرئيس السابق عن مساندته لرون دي سانتيس.

ويبدو أن الرجلين دخلا في صراع سياسي غير مباشر. فرون دي سانتيس يتجنب انتقاد ترامب والهيمنة التي فرضها على الحزب الجمهوري.

رغم الجدل الذي أثاره هذا الحاكم، إلا أن قراراته جذبت إليه مساعدين أكثر وداعمين آخرين لسياسته. وقال ستيفان لاوسون الذي يعمل كمسؤول لحملته الانتخابية: "الأشياء التي يقوم بها رون دي سانتيس تساعده على فرض شخصيته في الساحة السياسية وفي صفوف الأمريكيين المحافظين والمجتمع الأمريكي بشكل عام".

ورغم تقاسمه بعض أوجه التشابه مع دونالد ترامب، إلا أن هناك بعض النقاط التي تفرقهم. كانتقاده مثلا لارتفاع نسبة التضخم في الولايات المتحدة والتي كانت أحد الموضوعات التي تجاهلها ترامب عندما كان في السلطة. كما دعا أيضا إلى تشديد العقوبات على روسيا بينما دعا ترامب إلى العمل والتعاون مع بوتين لإيجاد حل للحرب الروسية على أوكرانيا.

من جهة أخرى، أظهرت بعض استطلاعات الرأي تقدم دي سانتيس على ترامب فيما يتعلق بالترشح لخوض غمار الانتخابات الرئاسية باسم الحزب الجمهوري في 2024.

وفي هذا الصدد، قال دافيد جولي عضو سابق في الحزب الجمهوري: "هناك عدد كبير من الجمهوريين الذين سيساندون دي سانتيس، لأن هذا الأخير مختلف تمامًا عن ترامب في العديد من الأصعدة".