يبدو أن موسكو أدارت ظهرها لمجموعة فاجنر الخاصة، والتي تقاتل على مدار ستة عشر شهرا في أوكرانيا بجانب الجيش الروسي النظامي، وكان لها الدور الأكبر في السيطرة على مدينة باخموت في قتال دامي استمر لأشهر، انتهى بإعلان قائد الوحدات يفجيني بريجوجين بإتمام المهمة بنجاح، بحسب موقع "تاجز شاو" الألماني.
خلاف لم تستطع روسيا إخفاءه عن وسائل الإعلام بين وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو، وقائد مجموعة فاجنر يفجيني بريجوجين، بعد أن هاجم الأخير الجيش الروسي محملًا إياه المسؤولية بسبب نقص الإمدادات، إلى جانب الانتقاص من خبرات وقدرات وزير الدفاع الروسي في أكثر من مناسبة.
على أثر تلك المناوشات داخل المعسكر الروسي، ربما اختار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الوقوف في صف وزير دفاعه، وهو ما سهل بزوغ دور الرئيس الشيشاني رمضان قادروف، والاستعانة بقواته الخاصة المعروفة باسم وحدات "أحمات".
قوات "أحمات" ذراع عسكرية جديدة
وتعاقدت موسكو مع وحدة "أحمات" التابعة لحاكم الشيشان قديروف كأول جيش خاص، وتم التوقيع على الوثيقة بين الجيش الروسي والوحدة الخاصة "أحمات" والتي يتولي قيادتها علاء الدينوف.
وقال علاء الدينوف، إن الوحدة أعدت وأرسلت عشرات الآلاف من المتطوعين إلى أوكرانيا خلال الـ 15 شهرًا الماضية، بالإضافة إلى ما أعلنته وزارة الدفاع الروسية بأن قوات "أحمات" تشن هجومًا بالقرب من بلدة مارينكا في منطقة دونيتسك بشرق أوكرانيا.
روسيا ترغب في توحيد الصفوف
قرارات مغايرة اتخذتها القيادة العسكرية في موسكو من أجل إعادة توحيد الصفوف، تمثلت في رغبة وزير الدفاع "شويجو" في تولي قيادة جميع الجيوش الخاصة التي تقاتل في جانب موسكو، وإلزامها بتوقيع عقود مع وزارته بحلول الأول من يوليو، وهو ما رفضه رئيس مجموعة فاجنر بشدة.
وقالت الوزارة إن الهدف هو تحسين القدرات العسكرية والاستخدام الفعال للمقاتلين وتجهيز القوات بشكل أفضل، لافتة إلى أن عائلات المسلحين المصابين أو القتلى يتلقون دعمًا ماليًا.
فاجنر ترفض توقيع العقود
وأعلن رئيس فرقة فاجنر، يفجيني بريجوزين، أن جماعته لن توقع مثل هذه العقود، مبررًا قراره بأن وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو ليس في وضع يمكنه من قيادة القوات النظامية بشكل جيد، مشيرًا إلى أن تبعات ذلك على مجموعة قد تتمثل في عدم تلقي أي أسلحة أو ذخيرة بسبب عدم التوقيع.
خلاف بين رئيس فاجنر ورئيس الشيشان
معركة جانبية، إلى جانب الدائرة في أوكرانيا، كان أبطالها رئيس مجموعة فاجنر من جهة والرئيس الشيشاني من جهة أخرى، على الرغم من اتفاقهما في زاوية واحدة وهي انتقاد الجيش الروسي قبل أن يتخلى رمضان قاديروف عن ذلك النهج.
ويتبادل الطرفان التوبيخ، حين قام يفجيني بروجزين، بانتقاد رئيس الشيشان بعدم رؤية قواته في ساحة المعركة، ما قابله "قاديروف" باللوم على مجموعة فاجنر بسبب الخسائر الروسية الفادحة في مدينة باخموت.