وصلت المُنافسة بين المرشحين في سباق الانتخابات الرئاسة الأمريكية إلى ذروتها، في ظل أجواء مُعقدة داخل الحزب الجمهوري، خصوصًا بعد إعلان، مايك بنس، الذي شغل منصب نائب رئيس الولايات المُتحدة سابقًا، ودونالد ترامب، الرئيس السابق للولايات المتحدة، ورون دي سانتيس، حاكم ولاية فلوريدا، وكريس كريستي، الحاكم السابق لنيوجيرسي، لتبدأ حلبة السباق بين الجمهوريين إلى البيت الأبيض، في الوقت الذي يُواجه فيه ترامب، المُرشح الأبرز بين الجمهوريين والأوفر حظًا، 37 تهمة جنائية بشأن الوثائق السرية، فما هو مصيره في حالة إدانته؟
الاتهامات المُوجهة لـ"ترامب"
جاءت الاتهامات المُوجهة إلى دونالد ترامب، تتعلّق بسوء التعامل مع السجلات في مقر إقامته بولاية فلوريدا، إضافة إلى جهوده لمنع الحكومة من استعادة الوثائق السرية والإدلاء ببيانات كاذبة، وتضمَّنت معلومات عن القدرات النووية لكل من واشنطن ودول أجنبية، وجرى تخزينها في صناديق وتوزيعها في أنحاء منزله في فلوريدا، على الجانب الآخر استقال اثنان من محامي ترامب من القضية، ومن المُقرر أن يمثل ترامب أمام المحكمة الثلاثاء المقبل في ميامي، وفي حالة إدانته سيخضع للعقوبة فورًا.
فرص ترامب كبيرة
الدكتور مالك شرقاوي، عضو الحزب الديمقراطي، قال إنَّ الديمقراطيين يريدون إقصاء ترامب من المنافسة في الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 ويوّجه الرئيس الحالي، جو بايدن، بسرعة السير في التحقيقات بشأن الاتهامات المُوجهة لـ"ترامب" قبل الصيف وتشويه صورته أمام الشعب الأمريكي.
ويرى "شرقاوي" أنَّ الحزب الجمهوري حتى الآن لا يملك رفاهية التخلي عن ترامب، وما يفعله الديمقراطيون اليوم سوف يصب في صالحه ويدعمه في الانتخابات الأمريكية، لأن هناك فئة كبيرة من الشعب الأمريكي بدأت تستشعر بأن هناك استهدافًا لدونالد ترامب، ومنعه من خوض الانتخابات؛ لأن فرصه ستكون كبيرة عن منافسه "بايدن".
وحلل عضو الحزب الديمقراطي سبب غضب "ترامب" عقب تصريحاته الأخيرة، وهو مواصلة سُلطات الدولة استهدافه وتصيد الأخطاء له، مُشيرًا إلى أنَّ هذا الاستهداف ليست له قيمة أمام المحاكمة الجنائية المقبلة؛ لأن نظام القضاء الأمريكي عبارة عن أعضاء (هيئة محلفين) لا يستطيعون الاطلاع على الوثائق السرية المتهم فيها، مُستبعدًا فكرة إدانة ترامب في هذه المحاكمة.
حملات ضد ترامب
فيما، قال الرئيس الأمريكي الأسبق، دونالد ترامب، إنه على مر السنوات الماضية كنا نعمل دون كلل لإنقاذ البلاد دون الذين يريدون تدميرها، فهذه الدولة أقوى من الصين وروسيا وكوريا الشمالية وإيران.
وأضاف خلال كلمته أمام مؤيديه في "جورجيا"، أنه لن يواجه مشاكل مع روسيا وأوكرانيا والصين التي يبدو أنها تجهز لشيء ما ولا تتحدث عنه.
وتابع: "إنهم اليوم يضعوننا في أخطر وقت لأمريكا، ونحن ضد أي استدعاءات للمحكمة بشكل مُبالغ فيه، ونقف ضد الأخبار المضللة بالوسائل الإعلامية، وسنقف ضد المؤسسات السياسية الفاسدة وسوف ننهي هذا العمل الذي بدأناه بشكل ناجح".
طريق ترامب للبيت الأبيض شائك
وبشأن الاتهامات الجنائية الموجهة لـ"ترامب"، وصفها الدكتور أشرف سنجر، خبير السياسات الدولية، بـ"الخطيرة"، كما أنَّ نسب استطلاع الرأي تسير ضده، والتي كشفت عن رفض الأمريكيين ترشح دونالد ترامب في الانتخابات المُقبلة.
وفي حديثه لـ"القاهرة الإخبارية"، قال "سنجر" إنَّ ترامب هو المرشح الأول عن باقي الأسماء بالنسبة للحزب الجمهوري، وسيكون مُنافسًا شرسًا أمام الرئيس، جو بايدن، رغم ذلك إلَّا أنَّ بعض الجمهوريين يرون أنه ليس الأمثل الآن في هذه المرحلة؛ بسبب الجرائم المالية في نيويورك وجرائم جنائية فلوريدا، مُشيرًا إلى أن المرشح المُحتمل من الحزب الجمهوري يواجه تحديات كبيرة أمام ترشحه وطريقه إلى البيت البيض "شائك".
واستبعد خبير السياسات الدولية فكرة أنَّ يكون هناك تحالف يقف مع دونالد ترامب داخل الكونجرس؛ لأن الحزب الجمهوري لا يدعم أشخاصًا موجهة لهم اتهامات جنائية، ويخشى أنَّ يضع نفسه أمام الشعب الأمريكي في موقف يُحاسب عليه.
المُرشح الأقوى بين الجمهوريين
وفي هذا السياق، أكد "الداه يعقوب" الخبير في الشؤون الأمريكية من فيلادلفيا، أنَّ دونالد ترامب يدخل سباقًا انتخابيًا شرسًا، خصوصًا أنه الأوفر حظًا من بين مرشحي الحزب الجمهوري.
وأوضح "يعقوب" أنَّ ترامب دائمًا يتحدث عن اضطهاده سياسيًا، وأنَّ الديمقراطيين يريدون كبح جماحه عن الترشح؛ خوفًا من فوزه وتزايد شعبيته نتيجة للأوضاع الاقتصادية الحالية، لكن العقبة الأساسية التي تقف أمامه أن الاتهام المُوجه له قادم من المحكمة الفيدرالية، مُتوقعًا أن تشهد الولايات المتحدة الأمريكية الثلاثاء المقبل يومًا صعبًا، عقب مثول ترامب أمام القضاء.
ويرى أنَّ الحزب الجمهوري يقف خلف ترامب بكامل قوته، وظهر ذلك عندما أعلن رئيس مجلس النواب الأمريكي، كيفن مكارثي، دعمه له وكبار الشخصيات، واعتبر دعوة جون بولتون، مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق لـ"ترامب"، بإنهاء حملته الرئاسية "ضيقة" وغير مجدية، ولن تؤثر على مساره.