حذّر وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، من أن الحرب مع الصين ستكون "مدمرة"، وذلك خلال كلمة ألقاها في حوار شانجري-لا، اليوم السبت.
كما أنذر "أوستن" بكين من اتخاذ مزيد من الإجراءات فيما يتعلق بجزيرة تايوان، التي كانت منذ فترة طويلة نقطة ساخنة بين العلاقات الأمريكية والصين.
الصين الواحدة
تتبنى بكين سياسة "صين واحدة" مؤكدة أن تايوان، الجزيرة الواقعة قبالة ساحل البلاد، هي جزء من الصين، إلا أن زعماء تايوان يعتبرون الجزيرة أمة خاصة بهم.
في حين أن الولايات المتحدة لا تعترف رسميًا باستقلال الجزيرة، فقد تعهدت بالدفاع عنها ضد الغزو الصيني، بالإضافة إلى ذلك ، أثار النزاع حول استقلال الجزيرة مخاوف بشأن صراع أكبر داخل منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
وفي السنوات الأخيرة تصاعدت حدة التوترات بين الولايات المتحدة والصين بشأن تايوان، بعد أن زادت الصين عدد التدريبات العسكرية بالقرب من الجزيرة وسط زيارة رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي العام الماضي، ما حفز المخاوف بشأن الصراع بين البلدين.
وفي الوقت نفسه، واصلت الصين بناء جيشها بينما تسعى أيضًا إلى توسيع نطاق انتشارها في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
وتنبأ وزير الدفاع الأمريكي بملامح الصراع بين بلاده والصين بخصوص الجزيرة، والاشتباكات العسكرية الأخيرة: "لكن لا نخطئ: الصراع في مضيق تايوان سيكون مدمرًا".
يأتي تحذير "أوستن" من تصعيد الصراع مع الصين بعد أن اشتبكت طائرة صينية أخيرًا مع الجيش الأمريكي، بعد أن أقدم طيار صيني يقود طائرة من طراز J-16 "بمناورة عدوانية لا داعي لها" على طائرة عسكرية أمريكية يوم الجمعة الماضى، قيل إنها حلقت مباشرة أمام مقدمتها.
تحذير من أعمال "خطرة"
كما أصدر أوستن تحذيرًا للصين من الأعمال العسكرية "الخطرة" خلال خطابه.
وقال: "تواصل جمهورية الصين الشعبية إجراء عدد ينذر بالخطر من عمليات الاعتراض الخطرة لطائرات أمريكية وحليفة تحلق بشكل قانوني في المجال الجوي الدولي. وقد رأينا جميعًا حالة مقلقة أخرى من الطيران العدواني وغير الاحترافي من قبل جمهورية الصين الشعبية".
وأضاف أن الولايات المتحدة "لا تسعى إلى الصراع أو المواجهة" مع الصين ، لكنها "لن تتوانى في مواجهة التنمر أو الإكراه" ، وأن هذا الموقف "مهم بشكل خاص في مضيق تايوان".
وأكد "أوستن" أن الولايات المتحدة "ملتزمة بشدة بالحفاظ على الوضع الراهن" في تايوان ، حيث الصراع "ليس وشيكًا أو حتميًا".
وقال أوستن: "الرئيس بايدن كان واضحًا. الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة. ويجب ألا تنتقل المنافسة إلى صراع، ولا ينبغي أبدًا تقسيم المنطقة إلى كتل معادية".
في حين أن المسؤولين الأمريكيين لم يلوحوا بحرب وشيكة ضد الصين، إلا أنهم كانوا يستعدون لهذا الاحتمال، إذ في أبريل الماضي، أجرت القوات الأمريكية مناورة محاكاة للدفاع عن تايوان ضد الغزو الصيني.