الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الاجتماع الصعب غدًا.. هل ستستمر أوبك+ في سياسة الخفض؟

  • مشاركة :
post-title
صورة أرشيفية

القاهرة الإخبارية - مروة الوجيه

على مدار يومين تتجه أنظار العالم نحو اجتماع تحالف أوبك بلس، اليوم السبت وغدًا الأحد، في العاصمة النمساوية فيينا، حيث ستتم مناقشة التطورات الجديدة في السوق النفطية واتخاذ القرار حول سياسة الإنتاج ‏الحالية.. إما التغيير أو استمرار سياسة التخفيض المتبعة.

ويجتمع أعضاء التحالف الدولي الذي يضم منظمة البلدان المصدّرة للبترول "أوبك" وحلفاء بينهم روسيا وسط حالة من عدم اليقين مع تباين التوقعات والمؤشرات حول أسعار النفط الخام بالسوق العالمية، إذ يسعى "أوبك+" للمحافظة على استقرار العرض والطلب مع تركيز سياساتها في هذا السياق على آليات السوق.

القلق من التغيير

وفق المؤشرات الراهنة لسوق النفط العالمية، فإنه من المتوقع أن تبقي أوبك+ على مستويات إنتاجها، بعد التخفيض، دون تغيير، وذلك وفق ما أشار له تقارير خبراء بنوك "HSBC" و"Goldman Sachs Group"، على أن يتبنى التحالف نهج الانتظار ومعرفة ما ستؤول إليه الأوضاع، خاصة فيما يتعلق بالإمدادات الروسية بصفتها عضوًا في أوبك+.

ويواجه التحالف العالمي أوبك+، الذي تقوده روسيا والسعودية ويضخ نحو 40% من الإنتاج العالمي للنفط، جملة من التحديات، التي قد تؤدي لاتخاذ عدد من القرارات الصعبة على بعض الدول وخاصة الولايات المتحدة، في ظل توتر الأوضاع عالميًا بعد الحرب الروسية الأوكرانية.

وكانت أصعب هذه القرارات التي عمل أوبك+ على اتخاذها أبريل الماضي، القرار بالإجماع لخفض الإنتاج العالمي من النفط، بنحو 1.2 مليون برميل يوميًا اعتبارًا من مايو الماضي، ويستمر حتى نهاية العام، ومع تدهور التوقعات الاقتصادية، يبقى الاستمرار في هذه السياسة الشبح الأكبر بالنسبة لكبرى الدول.

وجاء هذا بعد الاتفاق في الاجتماع الوزاري الـ33 الذي عُقد في الخامس من أكتوبر الماضي على خفض قدره مليونا برميل يوميًا من مستويات الإنتاج المستهدفة، مقارنة بمستوى أساس للإنتاج في أغسطس 2022. وبذلك ارتفع إجمالي تخفيضات الإنتاج إلى 3.66 ملايين برميل يوميًا، أو نحو 4% من الاستهلاك العالمي.

تخفيض محتمل

ووفق ما نقلته وكالة "رويترز" عن مصادرها، فإن أوبك+ يبحث خيارات محتملة من بينها خفض إضافي لإنتاج النفط.

كما أوضح الخبير الاقتصادي، سيمون واتكينز، في مقاله المنشور بموقع Oil Price الأمريكي، حلّل فيه التوقعات المحتملة لاجتماع "أوبك+" بأنه من الممكن استمرار تخفيضات الإنتاج بهدف رفع أسعار النفط نتيجة استمرار حاجة الدول الأعضاء أكثر لتحقيق عائدات وفيرة.

وأوضح "واتكينز"، في مقاله المنشور 29 مايو، أن التصريح الأخير لألكسندر نوفاك نائب رئيس الوزراء الروسي والمفاوض الرئيسي في "أوبك+"، بأنه لا يتوقع أن تتخذ المجموعة أي قرارات جديدة في الاجتماع الجديد، غير مطمئن. وقد تزامن ذلك مع تحذيرات السعودية، للمضاربين بتوخي الحذر..

تحذيرات مسبقة

وفي اللحظة الذي ينتظر فيها العالم قرار الاجتماع المفترض غدًا الأحد، فإنه يوجد بعض الدلالات التي تشير إلى أي اتجاه ستتخذه أقوى الدول المصدّرة للبترول.

فوفق آخر تصريحات لوزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان، حذّر فيها "البائعين على المكشوف"، الذين يراهنون على انخفاض أسعار النفط، وهو ما فسره بعضهم بأنه تلميح لإمكان الاتفاق على خفض إضافي في الإنتاج من جانب "أوبك+".

أما في روسيا، ثالث أكبر دولة مصدّرة للنفط، فقال نائب رئيس الوزراء ألكسندر نوفاك، إن موسكو تميل إلى ترك الإنتاج من دون تغيير. وعلى رغم تعهد موسكو سابقًا بخفض إنتاجها، لا يظهر من تدفق النفط الخام الروسي في الأسواق العالمية أي إشارة تدل على تنفيذ تعهدها.

يذكر أن روسيا قد تعهدت بخفض الإنتاج بنحو 500 ألف برميل يوميًا ردًا على العقوبات الغربية بعد اندلاع حربها مع أوكرانيا، ثم انضمت إلى قرار أوبك+ في الخفض التطوعي لاحقًا، لكن وفق تقرير لوكالة الطاقة الدولية، أوضح أن موسكو خفّضت إنتاج النفط في أبريل بنحو 200 ألف برميل يوميًا فقط، وهو أقل من نصف مليون برميل يوميًا كانت قد تعهدت بخفضها.

ترى الوكالة بحسب تقريرها، الصادر مايو الماضي، أن روسيا ستحتاج إلى خفض الإنتاج بواقع 300 ألف برميل يوميًا كي تفي بالتزاماتها ضمن تحالف "أوبك+" بخفض إنتاجها من الخام بواقع نصف مليون برميل اعتبارًا من أول مايو الحالي.

ترقب الأسعار

قبل الاجتماع "المصيري" ارتفعت أسعار النفط الخام، أمس الجمعة، في آخر تداولات الأسبوع، مواصلة مكاسبها التي حققتها الجلسة الماضية، إذ أسهمت الموافقة على رفع سقف الدين الأمريكي، واحتمال وقف بنك الاحتياطي الفيدرالي رفع أسعار الفائدة في تهدئة مخاوف السوق، بالإضافة إلى تكهنات خفض إنتاج التحالف بما يدعم الأسعار.

وارتفع خام برنت بنحو 3% فوق 76 دولارًا للبرميل فيما ارتفع الخام الأمريكي قرب 72 دولارًا للبرميل، وفق ما نقلته وكالة "رويترز".

ونشرت منظمة الأقطار العربية المصدّرة للبترول، "أوابك"، المستجدات الأسبوعية بأسواق النفط العالمية، فى ظل الأزمة الروسية الأوكرانية، وسجلت أسعار النفط الخام الآجلة المكاسب الأسبوعية الثانية لها على التوالي. بلغت نسبتها 1.8% لخام برنت و1.6% لخام غرب تكساس الأمريكي.

ورغم ذلك، تكبدت أسعار الخام خسارة أسبوعية مع استمرار المخاوف بشأن تأرجح الطلب في السوق.

وفي وقت سابق هبطت عقود خام برنت لشهر يوليو إلى مستوى 72 دولارًا تقريبًا للبرميل، فيما انزلق الخام الأمريكي لمستوى 67 دولارًا للبرميل، لتكون تلك المستويات هي الأدنى تقريبًا منذ بداية مايو الماضي، التي تمثل مستويات ما قبل الحرب الروسية الأوكرانية، وتحديدًا في ديسمبر 2021.

ومنذ بداية العام الحالي، هبطت أسعار الخام بأكثر من 13% وسط تباطؤ تعافي الاقتصاد الصيني من سياسة صفر "كوفيد" من ناحية، ومخاوف تتعلق بتقشف عنيف في السياسة النقدية في الولايات المتحدة من ناحية أخرى. كما تأثرت الأسعار جزئيًا باستمرار صادرات النفط الخام من روسيا.

هدوء "أمريكي"

من جهه أخرى، يوجد ارتياح أمريكي إلى حد كبير رغم التوقعات المقلقة باحتمالية تخفيض إنتاج النفط من قِبل تحالف أوبك+، وبعد شهور من التوترات بين الإدارة الأمريكية وأعضاء التحالف جاء الإعلان الأسبوع الجاري عن تضاعف مخزونات الخام الأمريكي.

وصدرت بيانات عن إدارة معلومات الطاقة، أن مخزونات الخام الأمريكية صعدت قرابة 4.5 مليون برميل خلال الأسبوع المنتهي في 26 مايو، بعكس توقعات المحللين التي كانت تشير لتراجع بمقدار 1.1 مليون للأسبوع الماضي.

كما تعززت الإمدادات بمركز التخزين الرئيسي في ولاية أوكلاهوما للأسبوع السادس على التوالي.

في غضون ذلك، كشفت إدارة معلومات الطاقة عن سحب 2.6 مليون برميل من الاحتياطي النفطي الاستراتيجي الأمريكي، الذي تستغله إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، منذ أواخر عام 2021 لتخفيف محدودية إمدادات النفط الخام في السوق.

وسوم :