الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

ليس بالصواريخ الروسية فقط.. ملاجئ الموت تحصد أرواح الأوكرانيين

  • مشاركة :
post-title
أحد الملاجئ الأوكرانية

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

بينما يكافح الشعب الأوكراني من تبعات الحرب التي اندلعت منذ أكثر من عام بين كييف وموسكو، والهرب من الانفجارات المتتالية والقصف العسكري على المدن، يأتي ملك الموت ليحصد أرواح من نجوا من الاستهداف العسكري، في ملاجئ الانفجارات.

في إحدى القصفات الروسية لقي ثلاثة أشخاص، بينهم امرأة وطفلها، مصرعهم بجانب مدخل ملجأ في وقت مبكر من صباح الخميس الماضي، ليتضح أنه مغلق وسط غارة جوية، ما أدى لإصابة ما لا يقل عن عشرة آخرين، ليخرج بعدها إيهور كليمينكو، وزير الداخلية الأوكراني، معلنًا للأمة قيام أكثر من 5300 ضباط إنفاذ القانون بفحص أكثر من 4800 ملجأ في جميع أنحاء البلاد، ليجدوا أن نحو 900 منها غير صالحة للاستخدام، و252 مرفق حماية مدنية مغلقة، وفقًا لصحيفة "برافدا" الأوكرانية.

بينما خيّمت حالة من الحزن على زوج مسكين مكلوم فقد شريكة حياته جراء حطام صاروخ، كانت تحاول الوصول إلى ملجأ في منشأة طبية، تبين أنها مغلقة، بحسب ما أشارت "كييف إندبندنت".

ليعلن فيتالي كليتشكو، رئيس بلدية كييف، على تيليجرام أن السلطات "تتحقق من الوصول إلى الملاجئ".

إلا أن الأوكرانيين الثلاثة الذين قُتلوا في كييف، ناتاليا فيلتشينكو 33 عامًا، أولها إيفاشكو 34 عامًا، وابنتها فيكتوريا البالغة من العمر 9 سنوات، يبدو أنه لم يكن لديهم وقت كافٍ للوصول إلى بر الأمان صباح الخميس.

لذا خرج الرئيس الأوكراني في خطاب ألقاه ليلة الجمعة، معربًا عن حزنه: "لسوء الحظ، حتى اليوم ينشر سكان كييف بشكل متكرر معلومات حول عدم إمكانية الوصول إلى الملاجئ، هذا المستوى من الإهمال في المدينة لا يمكن التغاضي عنه".

لتعكس وفاتهم السيناريو الأسوأ لما يحدث عندما يضطر سكان كييف للتنقل عبر شبكة من مئات الملاجئ المنتشرة في جميع أنحاء المدينة، إذ أصبحت هذه الملاجئ أكثر أهمية مع تصعيد روسيا للهجمات الجوية في الأسابيع الأخيرة على العاصمة، بعد شتاء قاسِ بالفعل من الضربات طويلة المدى وانقطاع التيار الكهربائي.

أشار عدد من التقارير الأوكرانية إلى المأساة التي يعيشها سكان كييف، في ظل محاولة هربهم من ملاجئ إما مغلقة، والبعض الآخر في حالة سيئة غير صالحة للحماية، غالبًا ما يكون من المربك العثور على المسؤولين عن صيانتها، ما يلقي بالعبء على السكان المحليين للتنسيق مع بعضهم البعض حتى يعرفوا أين يجدون الأمان.

"تيتيانا كوكوروزان" شابة أوكرانية، ألقت باللوم على الحكومة الأوكرانية، متسائلة: "هل كان من الضروري أن يموت الناس حتى تظل الملاجئ مفتوحة حول كييف؟.. كان ينبغي عليهم التعامل مع هذه المسألة قبل اندلاع الحرب، ليس بعد عام ونصف العام تقريبًا من بداية الصراع"، بحسب ما أشارت إليه صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.

وكما قال سيرهي بوبكو، رئيس الإدارة العسكرية لمدينة كييف، فإن جهاز المخابرات والأمن الرئيسي في البلاد، ومكتب المدعي العام والشرطة الوطنية، يحققون لمعرفة المسؤول عن تلك الأزمة.

وبحسب ما أشارت "واشنطن بوست"، فقد قالت امرأة، رفضت الكشف عن اسمها، إنها اضطرت في الأيام الأخيرة إلى طرق الباب مرارًا وتكرارًا للدخول إلى الملجأ، أثناء الغارات.