كثيراً ما يحاول البعض الهروب من ماضي مرير يطاردهم، لكنه سرعان ما يلاحقهم من خلال أقرب الأشخاص، وهذا ما حدث مع "سلمى" بعد أن تعود إليها ابنتها المُطلقة، لتعود معها ذكريات تثير حالة من الغموض والتوتر لمشاعر كل منهما، وخلال أحداث الفيلم اللبناني "بركة العروس" الذي سيعرض في الدورة 44 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، تبحث الأم عن اكتشاف الصلة التي تجمعها مع ابنتها، وعن أمومتها التي فقدتها لفترة طويلة.
زيارات نسائية
يؤكد المخرج اللبناني باسم بريش، لموقع "القاهرة الإخبارية"، أن واقعية القصة كانت عاملًا كبيراً في تحمسه لفكرة فيلم "بركة العروس"، الذي ينافس في مسابقة "آفاق السينما العربية" ضمن فعاليات الدورة 44 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، مشيرًا إلى أنه كان يعيش فترة طفولته مع والدته، ويرافقها في رحلاتها وزياراتها النسائية، ونتيجة هذه الزيارات المتعددة، كان يستمع إلى قصص نسائية عن الحب، الطلاق، والخيانة، لذا أراد العودة إلى هذه الفترة والإطلاع عليها كمخرج.
استغرق ظهور الفيلم إلى النور 7 سنوات، بسبب تحديات وصعوبات كثيرة، وقفت حائلًا أمام فكرة إنتاج المشروع، إلى جانب الأزمات التي واجهت لبنان، غير أن كل هذا لم يثن "باسم" عن الاستمرار والسعي، أو أن يفقد حماسه في خروج حلمه إلى النور، وإخراج فكرته من كلمة إلى صورة مرئية، معتبرًا هذا العمل قصيدة من الصور الطويلة.
اكتشاف الأمومة
يشير "بريش" إلى أن الفيلم يقدم رسالة مهمة ومعبرة في نهايته، وذلك مع عودة الابنة المطلقة الحامل، والمكسورة من داخلها، إلى والدتها مرة أخرى، حيث توضح أحداث الفيلم كيفية تعامل الأم مع وضع ابنتها.
الفيلم بطولة كارول عبود وأمية ملاعب، بالاشتراك مع الممثلين ربيع الزهر، انطوانيت نوفيلي، فادية التنير، فادي صقر، نسرين خضر، ودانا ضيا، كتابة وإخراج باسم بريش.
مسئولية كبيرة
يقول مخرج الفيلم، إن عرض "بركة العروس"، في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، يعد مسئولية كبيرة بالنسبة له، لأن الفيلم يعرض في مهرجان كبير بحجم "القاهرة السينمائي"، بالإضافة إلى أن الجمهور المصري يفهم معنى السينما، لذلك يتمنى أن ينال الفيلم، إعجاب الجمهور والنقاد ولجنة التحكيم، وأن يلقى نظرة مختلفة إلى خصوصيته ولغته، وحتى الصمت فيه.