تعزز مصر من جهودها المستمرة لتنمية الطاقة المتجددة، باعتبارها عنصرًا مهمًّا لتحقيق التنمية المستدامة، وأحد العوامل الأساسية في دفع عجلة الإنتاج وتحقيق الاستقرار والنمو.
ومعدلات نمو الطاقة المتجددة في مصر هي الأكبر في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ما دفع الرئيس الأمريكي جو بايدن، إلى أن تكون محور اهتمامه في كلمته بمؤتمر المناخ "cop 27"، في شرم الشيخ وإعلان دعمها بـ500 مليون دولار.
وأعلن "بايدن" أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وألمانيا ستقدم حزمة قدرها 500 مليون دولار لتمويل وتسهيل انتقال مصر إلى الطاقة المتجددة، وقال في كلمته بمؤتمر المناخ اليوم الجمعة، إن الاستثمار سيساعد مصر في تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة 10%، مؤكدًا العمل مع مصر على تقليل انبعاثات غازات دفيئة من خلال الحفاظ على "نحو 14 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي تتسرب بعدة أشكال من مصر خلال عمليات متعلقة بالنفط والغاز"، وأشار إلى أنه "بسبب هذا التعاون، رفعت مصر طموحاتها المناخية، وتسرع من التحول إلى الطاقة النظيفة".
وتهدف المعدلات المصرية الآن إلى الوصول لنحو 42% من الكهرباء التي تولدها مصادر متجددة بحلول 2035، وتتصور الحزمة الجديدة من التمويل أن تحقق مصر هدفها الآن قبل خمس سنوات من الموعد المعلن في السابق، بحسب وكالة "أسوشيتد برس".
وتطلق مصر فقط 0.6% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون عالميًا، لكنها من بين الدول الأكثر تضررًا من تغير المناخ، خاصة فيما يتعلق بارتفاع مستويات البحر الذي يهدد دلتا النيل.
جهود الحكومة المصرية لتطوير قطاع الطاقة المتجددة
توقــع التقريــر الصــادر عــن مؤسســة "فيــتش" زيــادة معــدلات نمــو الطاقة المتجددة غير الكهرومائية في مصر بشكل أكبر من أي سـوق فــي منطقـــة الشـــرق الأوســـط وشـــمال إفريقيـــا، فمـــن المتوقـــع أن يتوسع الإنتاج بأكثر من 6.8 جيجاوات بمعدل 3.15% سنويًا في المتوسط بين عامي 2021 و2030.
وأشار التقرير أيضًا إلى فرص الاســتثمار واســعة النطاق فــي مصـر، مــن خــلال النمو السريع لاستهلاك الطاقة في السـوق المصـرية، وزيـادة القـدرة التصـديرية للكهرباء، بالإضـافة إلـى وجـود الطاقة الشمسية الطبيعية، وطاقة الرياح بشكل وفير. وتسعى الحكومة المصرية إلى عقد اتفاقية لتـأمين شـراء وتـوفير الطاقـة لمـدة 25 عامًا.
عــلاوةً علــى ذلــك، فــي أبريــل 2021، منحت هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة عقود الهندسة والبناء لمشروع "الزعفرانة للطاقـة الشمسـية" بقــدرة 50 ميجــاوات إلــى شركات متعددة لبدء العمل، وبدأت عملية توريد وإنشاء محطة تخزين للطاقة الشمسية في "مناجم السكري للذهب" التي ستكون أكبر محطة لطاقة "البطاريــات الشمســية الهجينــة" في العالم، وستزود أكبر منجم للذهب في مصر بالكهرباء، بحسب مركز معلومات مجلس الوزراء المصري.
مميزات الطاقة المتجددة
تتميز الطاقة المتجددة بعدة مميزات هي:
1. الحد من مشكلة تلوث البيئة العالميّة وإلحاق الضرر بالأرض.
2. طاقة خضراء صديقة للبيئة تقلل من نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون وتقليل الاحتباس الحراري.
3. تساعد على الوصول إلى قيمة صفر من الانبعاثات الكربونية.
4. مصدر موثوق للطاقة لا ينضب.
5. منخفضة التكاليف فهي بلا ثمن في أثناء استخدامها، وعملية إنشائها لأول مرة تُعدُّ غير مكلفة مقارنة بالتكاليف المستمرة لغيرها.
6. تخلق فرص عمل جديدة، وترفع مستوى التنمية الاقتصادية.
فرص مصر لتنمية الطاقة المتجددة
على صعيد طاقة الرياح، تُعدُّ منطقة قناة السويس من أكثر المناطق التي تتوافر فيها رياح ذات سرعات عالية تصل إلى 10 م/ثانية، كما يمكن توليد الطاقة من الرياح في مناطق الصحراء الشرقية والغربية، وامتداد ساحل البحر الأحمر على طول خليج العقبة، وفقا للوكالـة الدوليـة للطاقـة المتجددة IRENA.
أما على صعيد الطاقة الشمسية: يوضح الأطلس الشمسي لمصر وقوعها في نطاق الحزام الشمسي، إذ تتراوح شدة الإشعاع الشمسي المباشر بين 2000 ك.و.س/ م2/ سنة شمالًا و3200 ك.و.س/ م2/ سنة جنوبًا، وتتراوح ساعات سطوع الشمس بين 9 و11 ساعة يوميًّا مع أيام غيوم محدودة على مدار العام؛ الأمر الذي يُشجع على استخدام الطاقة الشمسية في توليد الكهرباء، بحسب IRENA.