بعد أكثر من 20 عامًا قضاها في سدة الحكم، بين رئيس، ورئيس للوزراء، مدد "رجب طيب أردوغان" فترته كأطول مدة رئاسية لحاكم في تركيا الحديثة، بعدما أضاف 5 سنوات جديدة هي مدة ولايته الرئاسية الثالثة، لكن ماذا ينتظر الرجل من تحديات وأي قضايا كبيرة مطروحة أمامه؟
جاء في تقرير لقناة "القاهرة الإخبارية"، أن هناك تحديات كثيرة تنتظر "أردوغان" بعد حسم المعركة الانتخابية في جولة إعادة تاريخية بفارق ضئيل لا يتعدى 4 نقاط، حيث يعلم أنه سيواجه مهمة صعبة تتمثل في توحيد بلاده التي تشهد انقسامات عميقة.
الوضع الاقتصادي المتدهور
وأضاف التقرير، أن الوضع الاقتصادي المتدهور يمثل هو الآخر أحد أهم التحديات الداخلية، التي يتعين على "أردوغان" التعامل معها بشكل سريع، إذ يمر الاقتصاد التركي بمرحلة حرجة، وارتفعت أسعار المواد الغذائية 54% على أساس سنوي في أبريل الماضي، في ظل معدل تضخم قياسي.
وأشار التقرير إلى أن يأتي هذا بينما لا تزال جهود إعادة الإعمار في جنوب شرق تركيا في مراحلها الأولى بعد زلزال فبراير الماضي، الذي أودى بحياة أكثر من 50 ألف شخص، ودمر البنية التحتية فيما قدرت تكلفة أضراره بأكثر من 100 مليار دولار.
قضية اللاجئين
وأوضح التقرير، أن ملف اللاجئين السوريين يأتي على رأس أولويات "أردوغان"، وهو يبدأ ولاية جديدة ضمن أبرز التحديات الخارجية، فوفقًا للمفوضية العليا للاجئين يعيش في تركيا نحو ثلاث ملايين و700 ألف لاجئ سوري، استخدموا بحسب مراقبين ورقة مهمة لمداعبة الشارع، والناخبين الأتراك، الذين حملوا معظمهم اللاجئين مسؤولية تدهور الاقتصاد وارتفاع الأسعار.
وتابع التقرير، أن بقدر أهمية ملف اللاجئين، وربما بنسبة أعلى يأتي ملف السياسة الخارجية في ظل الولاية الجديدة لـ"أردوغان"، فعلى الرغم من كون تركيا جزء من أوروبا ومن تحالف الغرب الدفاعي "حلف الناتو"، فقد وثق علاقات بلادة مع الصين وروسيا أيضا، وهو ملف يسلط الضوء على قضية تحالفات تركيا الدولية، فهل ينجح أردوغان في مواجهة هذه التحديات التي ينبغي التعامل معها، وهل يستطيل المحافظة على تحالفاته مع الغرب والشرق في آن واحد؟