الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

محاولات أوروبية لحل الأزمة.. تاريخ الأزمة بين صربيا وكوسوفو

  • مشاركة :
post-title
رئيس صربيا ورئيسة كوسوفو

القاهرة الإخبارية - محمد صبحي

تعمل أوروبا جاهدة على خفض التوتر بين صربيا وكوسوفو، خاصة بعد تحرك الجيش الصربي نحو الحدود، وبضغط ألماني فرنسي، أجرى رئيسا البلدين محادثات، أمس الخميس، بهدف إيجاد حل للأزمة الأخيرة التي شابها العنف.

وفي حضور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني أولاف شولتس، ومسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، اجتمع رئيس صربيا ألكسندر فوتشيتش، مع رئيسة كوسوفو فيوسا عثماني، وذلك على هامش قمة في مولدوفا، في ظل قلق أوروبي من أحدث أزمة بين الأزمات طويلة الأمد بين البلدين. 

الصراع بين صربيا وكوسوفو 

في 27 مايو الماضي، وضعت صربيا جيشها في حالة تأهب، وحرّكت وحدات عسكرية إلى حدودها مع كوسوفو، بعد اشتباكات بين شرطة كوسوفو والأقلية الصربية في شمال البلاد، إثر اندلاع لأعمال العنف، بعدما نصبت بريشتينا مسؤولين من أصل ألباني رؤساء لبلديات يشكل الصرب أغلبيتها، بعد انتخابات بلغت نسبة المشاركة فيها 3.5% بسبب مقاطعة الصرب، ما أدى لإصابة 30 جنديًا من قوات حفظ السلام و52 محتجًا صربيًا.

انتخابات جديدة 

ورغم أن رئيسة كوسوفو، اتهمت زعيم الصرب، بـ"عدم قول الحقيقة بعد الاجتماع"، قالت إن بلادها بوسعها إجراء انتخابات جديدة في الشمال بمشاركة الصرب إن جرت بشكل قانوني، وهو ما يلبي أحد الشروط التي نص عليها ماكرون وشولتس لحل الأزمة، إذ قال الرئيس الفرنسي، إن باريس وبرلين دعتا إلى تنظيم انتخابات جديدة في البلديات الشمالية الأربع بمشاركة الصرب "في أقرب وقت ممكن".

الحكم الذاتي
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسة كوسوفو فيوسا عثماني والمستشار الألماني

وقال ماكرون، إن البلدان حثّا كوسوفو، على المضي قدما في الالتزام بإنشاء اتحاد للبلديات الصربية، يُنظر إليه على أنه وسيلة لمنح الصرب في الشمال مزيدًا من الحكم الذاتي، كما طلبا من الجانبين العودة الأسبوع المقبل "بإجابات واضحة"، إلا إن الرئيس الصربي غادر القمة دون التعليق على اللقاء مع "عثماني".

تاريخ الصراع

صراع البلدين ليس وليد اللحظة، إذ بدأ مع انفصال كوسوفو عن صربيا عام 1999، حتى إعلان استقلالها في 2008، إلا إن بلجراد لا زالت تعتبرها جزءًا لا يتجزأ من صربيا، كما أن هناك أقلية صربية تعيش في كوسوفو، هي سبب الأزمة الحالية.

ويعد شمال كوسوفو، سبب استمرار الأزمة بين البلدين، فرغم أن 90% من سكان كوسوفو من أصل ألباني، يشكل الصرب نحو 5%، وفي الشمال يعيش 50 ألف صربي لا يعترفون باستقلال كوسوفو ويحتفظون بروابطهم الوثيقة مع بلجراد.

ورغم أن كوسوفو تحظى باعتراف أكثر من 100 دولة، ترفض صربيا والصين وروسيا الاعتراف بها.

أزمة اللوحات 

وبين أبرز الأزمات بين صربيا وكوسوفو، "أزمة اللوحات"، إذ حاولت كوسوفو أن تطلب من الأقلية الصربية لديها تغيير لوحات السيارات القديمة، التي تعود إلى فترة ما قبل الانفصال، إلا أن الصرب رفضوا، ولم يمتثل سوى القليل منهم للأمر، ما أدى إلى استقالة جماعية للصرب من جميع المؤسسات الوطنية في كوسوفو نوفمبر الماضي، وشملت الاستقالات أكثر من 600 ضابط شرطة.

وفي ديسمبر الماضي، اشتعل فتيل جديد للأزمة، إثر إعلان كوسوفو 18 ديسمبر موعدًا لإجراء انتخابات البلديات التي تقطنها غالبية صربية، وأعلن الحزب السياسي الصربي مقاطعته.

وبعد الأزمة، ألقت السلطات في كوسوفو القبض على شرطي سابق، للاشتباه في ضلوعه في هجمات ضد ضباط شرطة من أصل ألباني، ما أثار غضب الصرب، الذين أغلقوا، طرقًا رئيسية في كوسوفو، احتجاجًا على اعتقال الشرطي الصربي، ما دعا محكمة في بريشتنا إلى الإفراج عنه، لكنها وضعته رهن الإقامة الجبرية.