الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

خسائر ضخمة.. تغير المناخ يعصف بصناعة التأمين الأمريكية

  • مشاركة :
post-title
آثار الكوارث البيئية في أمريكا - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - مروة الوجيه

قرر العديد من شركات التأمين الكبرى في الولايات المتحدة، التوقف عن تقديم الخدمات في بعض الولايات بعد تكبدها خسائر فادحة، خلال الأعوام الماضية، ودفع الكثير من التعويضات لعملائها بفعل الكوارث البيئية الناتجة عن تغير المناخ، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.

وأعلنت شركة "ستيت فارم" إحدى أكبر شركات التأمين في الولايات المتحدة، أنها ستنسحب من العمل في كل من ولاية كاليفورنيا وتكساس، بعد تكبدها خسائر ضخمة بفعل حرائق الغابات والأعاصير المدمرة، وقالت الشركة لعملائها في الولايات، إن "تكلفة العيش في نفس المناطق المنكوبة بالكوارث الطبيعية أعلى من تكاليف التأمين.. لذلك سيتم التوقف عن تقديم الخدمات في هذه الولايات".

ارتفاع أسعار التأمين

وقالت "نيويورك تايمز"، إن التغيرات المناخية تسببت في كوارث مدمرة، ما أدى إلى ارتفاع أسعار التأمين على المنازل والممتلكات الشخصية، ومن المتوقع أن يتم زيادة قيمة التأمين على المنازل ضد الفيضانات والأعاصير في بعض الولايات مثل كنتاكي وفلوريدا إلى أربع مرات.

وفي معظم أنحاء فلوريدا، يعاني أصحاب المنازل بشكل متزايد للاشتراك في برامج تأمين ضد أضرار العواصف، وانسحبت معظم شركات التأمين الكبرى من الولاية، وأرسلت أصحاب المنازل إلى الشركات الخاصة الأصغر التي تسعى جاهدة للبقاء في العمل بعد ارتفاع نسبة المخاطر البيئية في الولاية.

زيادة الكوارث البيئية

قالت شركة"ستيت فارم"، التي تعمل على تأمين المنازل في كاليفورنيا أكثر من أي شركة أخرى، إنها ستتوقف عن قبول الطلبات لمعظم أنواع بوالص التأمين الجديدة في الولاية، بسبب "التعرض المتزايد للكوارث في وقت قليل"، على الرغم من تقديرها لعمل مسؤولي كاليفورنيا لتقليل الخسائر الناجمة عن حرائق الغابات.

وقفزت معدلات التأمين في كاليفورنيا، بعد أن أصبحت حرائق الغابات أكثر تدميرًا من المتوقع، وأوضح خبراء أن حرائق الغابات عملت على تعطيل الكثير من المرافق ودمرت الآلاف من المنازل في الولاية، وأصبح على الملاك تأمين ممتلاكتهم بأنفسهم بعد عزوف شركات التأمين عن تغطية الخسائر في المناطق المعرضة للأخطار البيئية.

العديد من شركات التأمين خرجت من السوق

وقال مايكل سولير، المتحدث باسم وزارة التأمين في كاليفورنيا، إن وزارته تعمل على معالجة العوامل الأساسية التي تسببت في حدوث اضطراب في صناعة التأمين بجميع أنحاء البلاد بما في ذلك التغيرات المناخية، موضحًا أن العديد من شركات التأمين خرجت من أسواق الولايات المعرضة لمخاطر الكوارث البيئية، ما أدى إلى أن العديد من السكان أصبحوا يواجهون أزمات تغطية نفقات ممتلكاتهم المدمرة.

وأضاف المتحدث باسم وزارة التأمين في كاليفورنيا، أن تكلفة إصلاح بعض المنازل بلغت نحو ما بين 700 ألف ومليون دولار في بعض المقاطعات مثل ميامي ديد وفلوريدا كيز.

زيادة أقساط التأمين

وفي ديسمبر الماضي، اضطرت شركات التأمين في ولاية لويزيانا إلى زيادة الأقساط التأمينية على العملاء بواقع 63% بمتوسط 4700 دولار في السنة، وفي مارس الماضي، اقترضت شركات التأمين 500 مليون دولار من سوق السندات، لتسديد مطالبات أصحاب المنازل الذين تم التخلي عنهم عندما رفضت شركات التأمين الخاصة بهم مساعدتهم، بحسب تعبير مفوض شركات التأمين في لويزيانا، جيمس جيه دونيلون لـ"نيويورك تايمز"، مضيفًا أن الحكومة الأمريكية عملت مؤخرًا على تقديم إعانات حكومية لأصحاب شركات التأمين المتضررين من التغيرات المناخية لضمان عدم خروجهم من سوق الأعمال في الولايات المنكوبة أو المعرضة للأخطار البيئية.

أزمة تغير المناخ

ووفق "نيويورك تايمز" فإن مسئولوا ولايات كاليفورنيا وأريزونا ونيفادا يحاولون التوصل إلى حلول لأزمة التغيرات المناخية، بعد أن تعرضت الولايات إلى كوارث غير عادية، منها تعرض نهر كولورادو إلى الجفاف، وارتفاع درجات الحرارة، ما أدى إلى زيادة حرائق الغابات في الولايات الثلاث مع تعرض الأراضي الزراعية الأكثر إنتاجية في الولايات المتحدة إلى خطر الجفاف.

وتوقع الخبراء ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات قياسية على مدى السنوات الخمس المقبلة، وفقًا للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، ويقول العلماء إن الزيادات الطفيفة في الاحتباس الحراري يمكن أن تؤدي إلى تفاقم مخاطر الحرارة المرتفعة وحرائق الغابات والجفاف وغيرها من الكوارث.