بعد فوز الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في جولة الإعادة، بات عليه في ولايته الثالثة التعامل مع عدد من التحديات الجديدة والمختلفة خلال الفترة المقبلة، منها الوضع الاقتصادي وبعض القضايا السياسية المهمة.
وفاز أردوغان بجولة الإعادة في انتخابات الرئاسة التركية، التي أجريت الأحد الماضي، على منافسه كمال كليجدار أوغلو، بحسب اللجنة العليا للانتخابات.
وأعلن أحمد ينار، رئيس اللجنة، أن أردوغان فاز بالجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية بعد أن حصد 52.15 من إجمالي الأصوات، مقابل أقل من 48% لمنافسه كمال كليجدار أوغلو.
واستعرض الكاتب والمحلل السياسي التركي عمر كوش، خلال حديثه مع موقع "القاهرة الإخبارية"، أهم التحديات والتغيرات التي ستشهدها تركيا في المستقبل القريب، وبعض القضايا المهمة التي ستؤثر على السياسة التركية، مثل الاقتصاد والعلاقات الخارجية والأزمات الإقليمية.
وتوقع "كوش" أن يمضي الرئيس التركي قدمًا في بذل الجهود من أجل تطبيع العلاقات مع العديد من دول الشرق الأوسط، وأن يسعى إلى اتخاذ خطوات ملموسة من شأنها أن تساعده في التقارب وتحسين العلاقات مع دول المنطقة، ودول أخرى خارج منطقة الشرق الأوسط.
البطالة وانخفاض قيمة العملة
صرّح عمر كوش، خلال حديثه بأن الرئيس أردوغان يواجه الكثير من التحديات خلال فترة ولايته الثالثة، خاصة على المستوى الداخلي، وذكر أن أبرز تلك التحديات، الوضع الاقتصادي الحالي للبلاد، بالتزامن مع الأزمة المالية التي يمر بها العديد من دول العالم، فضلًا عن ارتفاع معدل البطالة، خاصة بين فئة الشباب، ولا سيما انخفاض الليرة التركية أمام العملات الأجنبية.
وأكد ضرورة عمل الرئيس أردوغان وحكومته على وضع خطة من شأنها إصلاح الوضع الاقتصادي والمعيشي للفئات الوسطى والفقيرة، ومن أبرز أسباب فوز أردوغان دعم الناخبين المحافظين له، الذين ينظرون له على أنه الشخص الأمثل لرفع مكانة الإسلام في تركيا، ورفع نفوذ البلاد في الساحة الدولية مع رسم مسار سياسي مستقل، إذ حاول أردوغان انتهاج سياسة خارجية متعددة الاتجاهات ما مكنه من إقامة علاقات بنّاءة مع روسيا ودول عدة، ما أسهم في خلق دور لتركيا في الصراعات والمناقشات الدولية الكبرى.
أسباب فشل مرشح المعارضة في الفوز بالانتخابات الرئاسية
وأرجع الباحث السياسي عمر كوش سبب خسارة كمال أوغلو، إلى عدم ثقة الأتراك في كثير من التصريحات التي يطلقها، قائلًا إن "غالبية المواطنين الأتراك غير مقتنعين بتصريحات أوغلو، فضلًا عن عدم امتلاكه الكاريزما التي تمكنه من الفوز بالسباق الرئاسي أمام أردوغان".
وأضاف "كوش" أن المعارضة لم تستطع إقناع الناخب التركي ببرنامجهم وأدائهم وخططهم في تحسين الوضع الاقتصادي وكيفية مواجهة الأزمة المالية.
سيناريوهات جديدة في صفوف المعارضة وتغيير بالائتلاف السداسي
وعن خطط المعارضة في الفترة المقبلة بعد خسارة مرشحها أمام الرئيس أردوغان، ذكر "كوش" أن الأهداف الجديدة للمعارضة تتشكل في إعادة تكوين تحالفاتها، مشيرًا إلى أنه سيحدث تغيير حتمي في الائتلاف السداسي المكون من 6 أحزاب معارضة، متابعًا: "سنشهد اصطفافًا جديدًا في صفوف المعارضة، وسيتم ذلك بناءً على التقييمات الجديدة الخاصة بهم، وما إذا كانوا سيتمكنون من توحيد صفوفهم من جديد، ضمن برنامج واضح ومقنع أم أنه سيبقى الوضع على ما هو عليه"، مشيرًا إلى أن تلك التحالفات ستتضح خلال الفترة المقبلة.
اللاجئون في تركيا.. ورقة لعبت بها الحكومة وفشلت في استغلالها المعارضة
وعن مسألة عودة ملايين اللاجئين في تركيا إلى بلادهم، صرّح "كوش" بأن الحكومة والمعارضة استخدمت تلك القضية كأداة في الحملات الانتخابية، لكن المعارضة فشلت في استغلالها خاصة بجولة الإعادة، واتصف خطاب المعارضة تجاه اللاجئين بالعنصرية، من أجل استمالة أصوات اليمين القومي العنصري.
وأضاف "كوش": "في المقابل جاء خطاب أردوغان وحكومته ليظهر في صورة إنسانية، إذ عبّروا عن رغبتهم في إعادة اللاجئين، لكن بطريقة لائقة، وضمن البرنامج الذي بدأته بالفعل الحكومة التركية أعادت من خلاله نحو 600 ألف لاجئ سوري إلى شمال سوريا ضمن ما يُسمى "العودة الطوعية".
وأشار "كوش" إلى التقارب التركي مع الحكومة السورية والرئيس بشار الأسد، مضيفًا أن تركيا تطمح في إعادة بعض اللاجئين إلى ديارهم، وترغب في أن يؤدي التقارب مع سوريا إلى عودة آمنة للاجئين، إلا إن دمشق طالبت بضرورة انسحاب تركيا من المناطق التي تسيطر عليها في الشمال السوري، موضحًا أن نجاح هذه الخطوات يعتمد على الكيفية والبرامج المُتبعة.