حول الوضع الفلسطيني بشكل عام، بعد ما شهدته من أحداث سواء داخلية بإنهاء الانقسام الفلسطيني أو حوار وطني شامل للاتفاق على برنامج سياسي واحد، أو مصادرة إسرائيل لأموال ومدى تأثر فلسطين بالحرب الأوكرانية الروسية، كذلك مستقبل القضية الفلسطينية من منظور عربي، كل هذا وأكثر كانت محاور حوار محمد اشتية، رئيس الوزراء الفلسطيني
قال محمد اشتية، رئيس الوزراء الفلسطيني، إنَّ إعلان الجزائر فتح طريقًا لإنهاء الانقسام الفلسطيني لكن ينقصه المزيد من التفاصيل من أجل ترجمته وتنفيذه، مضيفا أنَّ مصر تبذل جهودًا كبيرة في ملف المصالحة الفلسطينية وحاولنا التوصل إلى اتفاق بعد 15 عامًا من الانقسام الفلسطيني لكن ذلك لم يترجم على أرض الواقع.
أسباب استمرار الانقسام
وأضاف "اشتية" في حديثه ببرنامج "ثم ماذا حدث" مع الإعلامي جمال عنايت على شاشة "القاهرة الإخبارية"، اليوم الثلاثاء، أنَّ هناك مجموعة العوامل عرقلت التوصل إلى اتفاق لإنهاء الانقسام الفلسطيني أبرزها التدخلات الإقليمية والوضع الداخلي لحركة حماس والسلطة والحالة الدولية التي يمر بها العالم، مؤكدًا أننا حاولنا البحث عن مداخل جديدة أبرزها إنهاء الانقسام والذهاب إلى إجراء انتخابات.
فشل الانتخابات الفلسطينية
وأوضح أنَّ إسرائيل استخدمت حق "الفيتو" ضد إجراء الانتخابات الفلسطينية ومنعت إجراءها في مدينة القدس ما وضع الحكومة بين "فكي كماشة"، مشيرًا إلى أنَّ القيادة الفلسطينية اتفقت على تأجيل الانتخابات حتى تتمكن من إقامتها، فالانتخابات تعد البوابة الرئيسية لإنهاء الانقسام، ولفت إلى أننا قدمنا مبادرة لحكومة وحدة وطنية فلسطينية تشمل كل الفصائل، ونريد اتخاذ خطوات عملية لإنجاز المصالحة.
الاتفاق على برنامج سياسي
وبشأن الاتفاق على برنامج سياسي، أكد "اشتية" أنَّ الفلسطينيين بحاجة إلى برنامج سياسي متفق عليه مبني على إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية ذات السيادة متواصلة الأطراف القابلة على الحياة على حدود 1967، وعاصمتها القدس وحق العودة للاجئين، مُوضحًا أنَّ الفصائل الفلسطينية وجميع مكونات الشعب متفقة على هذا البرنامج.
وذكر أننا نتواصل بشكل دائم مع مصر في ملف المصالحة، لأننا نحتاج دائمًا للرأي المصري الحريص على الوحدة الوطنية، فالفلسطينيون بحاجة إلى الاتفاق على برنامج نضالي واحد، ولا أحد يصنع السلام أو الحرب منفردًا.
حوار وطني شامل
وأوضح أنَّ الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن دعا إلى حوار وطني شامل من أجل الاتفاق على برنامج سياسي واحد بين القيادة والمقاومات الشعبية الفلسطينية لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وذكر أنَّ هناك دعوة من روسيا الاتحادية لاستضافة الفصائل.
إسرائيل تفرض حصارًا ماليًا
وعن مصادرة إسرائيل للأموال، يرى "اشتية" أنّ فلسطين تواجه حربًا على المال والأرض والإنسان والرواية، والاحتلال يريد مواطنًا فلسطينيًا فقيرًا يقف على الحافة، والولايات المتحدة الأمريكية أوقفت كامل مساعداتها التي كانت تصل إلى 500 مليون دولار منها 300 مليون لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، و200 مليون مساعدات لفلسطين.
وأوضح أنَّ دولة الجزائر تُقدم مساعدات مادية للخزينة الفلسطينية بالإضافة إلى أنَّ الدول العربية تُرسلها للبنك الإسلامي والصناديق العربية للمشاريع الفلسطينية، خصوصًا بعد أنَّ شددت القمة العربية على ضرورة توفير شبكة أمان مالي لمواجهة الحصار المالي ضد الفلسطينيين، ومصادرة الاحتلال بشكل غير قانوني ما يعادل 100 مليون دولار شهري وإبقائها في حساباتها الذاتية.
وذكر أنَّ الحكومة تؤدي واجبها تجاه أسر الأسري والشهداء، وتنفق على قطاع غزة نحو 140 مليون دولار شهريًا دون ضرائب، وتنفق بالقدس 214 مليون دولار في صورة مشاريع ورواتب.
فلسطين تسكن القلب العربي
وحول مستقبل القضية الفلسطينية، أكد "اشتية" أنَّ فلسطين تسكن في قلب كل إنسان عربي وهي القضية المركزية الأولى للعرب، ومجيئى إلى مصر من أجل تعزيز المصالح المشتركة والتعاون الثنائي.
وأوضح أن هناك 6 آلاف فلسطيني يدرسون بالجامعات المصرية، ولدينا قضايا ومصالح مشتركة مع القاهرة وهناك توجيهات سياسية بألَّا تقتصر اللقاءات على قادة البلدين فقط.
وتابع :" مصر استقبلتنا بما يليق بفلسطين وبما يبرهن أنها أولوية لها مثل السودان وليبيا اللذين يشكلان أولويات للدولة المصرية".
انعكاسات الأزمة الأوكرانية
التغيرات الدولية التي أصابت العالم خصوصًا بعد الأزمة الأوكرانية انعكس على الفلسطينيين بثلاثة زاويا، بحسب حديث "اشتية" بالإضافة إلى الفراغ السياسي الكبير بسبب عزوف الإدارة الأمريكية على الانخراط في أي مجال سياسي أو مبادرة سياسية، فمن العجيب نرى أنَّ واشنطن الوحيدة التي ليست لديها مبادرة سلام أو مندوب للسلام.
الزاوية الأولي التي تأثرت منها فلسطين قطع سلاسل التزويد ما أدى إلى ارتفاع نسبة التضخم والأسعار وتآكل القوة الشرائية للناس، وبشأن الزاوية الثانية التي تتمثل بتأثر فلسطين على نحو مباشر فيما يسمى بازدواجية المعايير، "زيلنسكي بطل.. والرئيس أبومازن إرهابي"، وبالتالي هذه ازدواجية في المعايير، فيها العالم يميز ما بين الاحتلال وحالة أخرى، وهذا غير مقبول، والقانون الدولي حيثما وجد وحيثما كان، ولا يمكن تقسيم القانون الدولي أو حقوق الإنسان.
وأشار إلى أن الزاوية الثالثة تتمثل في اللجنة الرباعية التي تضم الولايات المتحدة الأمريكية والأمم المتحدة وروسيا وأوروبا، لكن روسيا الآن في معركة مع العالم، وهذا العالم يريد أن يقصي روسيا من المشهد الدولي، وبالتالي اللجنة الرباعية أصبحت ليست مشلولة ولكن توفيت وقتلت كإحدى مخرجات الحرب في أوكرانيا.