قطيعة بين كييف وطهران كرسها قرار البرلمان الأوكراني، اليوم الاثنين، بإقرار مشروع عقوبات على إيران لمدة 50 عامًا، على إثر اتهامات تواجهها بتزويد موسكو بمسيرات وأسلحة تستخدمها في حربها ضد أوكرانيا.
وبين ما اعتبرته كييف موائمًا لما اتجهت إليه دول لعزل إيران، يأتي القرار الضعيف في تأثيره بالنظر لطبيعة العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، ردًا دبلوماسيًا طال انتظاره في الأوساط الأوكرانية.
واستجابة لمشروع قانون تقدم به الرئيس، فولوديمير زيلينسكي، صوّت 328 نائبًا أوكرانيًا، لصالح القرار الذي حمل رقم 9333، وبموجبه تفرض كييف عقوبات اقتصادية على طهران لمدة 50 عامًا.
قرار مُتأخر
وقرار كييف جاء "مُتأخرًا" في تقدير، الدبلوماسي الأوكراني السابق، فولوديمير شومكوف، الذي قال في تصريحات خاصة لموقع "القاهرة الإخبارية" إنه "من المنطقي والطبيعي أن تتخذ الحكومة الأوكرانية هذا القرار بعد أن أصبحت إيران شريكة وحليفة وثيقة لروسيا ضد أوكرانيا".
انتهى الصبر
وأكد "شومكوف"، أنه بينما تنفي طهران علاقاتها بالمسيّرات التي تستخدمها روسيا في الحرب منذ سبتمبر من العام الماضي، "أسقطت كييف نحو 1055 مسيرة إيرانية على مدار 8 أشهر مضت"، مُضيفًا "انتهي الصبر عندنا".
وقال إن إيران أصبحت شريكة لروسيا وصنعتا معًا ما أسماه بـ"محور الشر الروسي الإيراني" ضد أوكرانيا.
وأشار الدبلوماسي الأوكراني السابق، الذي يعمل مُستشارًا لحاكم محافظة خيرسون التي تشهدًا صراعًا، إلى أنه ثمة شائعات تدور بأن "إيران توفر المساعدة لروسيا بشكل عام، وبات من المعروف أن روسيا ترغب في تأسيس مصنع لإنتاج المسيرات الإيرانية بالعمق الروسي"، على حد قوله.
عقوبات غير مؤثرة
قال الدبلوماسي الأوكراني السابق إن العلاقات الإيرانية الأوكرانية باتت سيئة للغاية في أعقاب الاتجاه الذي سلكته طهران.
واستبعد شومكوف، أن تؤثر العقوبات الأوكرانية على طهران، قائلًا إن:" إيران مستعدة أن تعيش تحت العقوبات ولمدة سنوات"، كما أن "التعاون الاقتصادي بين كييف وطهران، ليس بالشكل الكبير" وفق تقديره.
ماذا يشمل الحظر؟
وشمل القرار الأوكراني حظرًا كاملًا على العمليات التجارية لطهران، وإنهاء عبور الموارد، والرحلات الجوية والنقل في أراضي أوكرانيا، ومنع سحب الأصول من قبل سكان الإيرانيين، وفق ما أوردت وكالة الأنباء الأوكرانية.
بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حظر أي استثمار في إيران ونقل التكنولوجيا وحقوق الملكية الفكرية من قبل المقيمين.
رد دبلوماسي مُتأخر
أوضح الدبلوماسي الأوكراني السابق، أن قرار حكومة كييف بفرض عقوبات على طهران يُمكن النظر إليه باعتباره "ردًا دبلوماسيًا ومتأخرًا جدًا، في تقديري".
وانتقد أن الحكومة الأوكرانية، بطيئة جدًا، حول هذه العقوبات، ومعروف أن إيران تزود روسيا بهذه المسيرات منذ 8 أشهر وتدربهم عليها، وتزودهم بأسلحة غير فتاكة، ويدور الحديث عن سترات مضادة للرصاص، على حد قوله.