إرث قديم تتوارثه الأجيال، يتمثل في صناعة الألباستر، فسلسال الأجداد الضارب في جذور التاريخ أبى الأحفاد التفريط في هذه المهنة، التي يتميز بها سكان محافظة الأقصر، وتحديدًا منطقة البر الغربي، التي تعد واحدة من من أهم موروثات أبناء الأقصر عن أجدادهم الفراعنة.
بأنامل ذهبية، يعمل مئات الأهالي في النقش على الحجر وتشكيله على هيئة ملوك وملكات وجعران وأشكال فرعونية، يأتي السياح إلى مصر من كل أنحاء العالم لشرائها واقتناءها وتقديمها ضمن الهدايا عند عودتهم إلى بلادهم.
في مشهد يعيد من يراه إلى العصر القديم، ورش تتراص بجوار بعضها، يعمل فيها الكبار والصغار، حيث يتمسك أهالي مدينة القرنة بمحافظة الأقصر بهذه الصنعة، ويرون أنها تعبير عن حضارتهم الفرعونية، وأيضًا مصدر دخل لهم ولكثير من الأسر.
وفي منطقة تبعد عن وادي الملوك عشرات الكيلومترات، تخصصت عد محاجر في حجر الألباستر، الذي يتنوع بين 3 ألوان، الأبيض والمائل للبرتقالى أو البنى والأخضر، لتبدأ بعد ذلك عملية تقطيعه وتشكيله، ونحته لأشكال تعود للعصر الفرعوني.
تعد صناعة الألباستر من أقدم المهن في التاريخ المصري، إذ استخدم القدماء المصريون الألباستر بصورة أساسية لما يتميز به من صلابة وشكل زخرفي وألوان متعددة، يتم استخدامها فى صناعة التماثيل والأواني لحفظ الزيوت والعطور، وكان لأواني الألباستر حضور لافت في الحياة اليومية بالعصر القديم، فكانت جزءًا من أدوات الزينة، كما كانت تمثّل جزء من المتاع الجنائزى الذي يصاحب المتوفي إلى العالم الآخر.