يحتفل الاتحاد الإفريقي، اليوم الخميس، بالذكرى الـ60 لتأسيسه، في ظل ظروف اقتصادية وسياسية وتحديات أمنية ومناخية تشهدها القارة على نحو غير مسبوق، وفي وقت يعاني فيه العالم تراجع معدلات الاقتصاد على نحو لافت، ما أثر بدوره على القارة الإفريقية.
وتواجه القارة الإفريقية العديد من الأزمات والتحديات، التي تتطلب البحث عن حلول جذرية لمواجهتها.
مصر بوابة القارة.. أسست الاتحاد الإفريقي
ومن جانبه؛ قال عبدالغني العيادي المحلل السياسي، من مارسيليا، إن الشعوب الإفريقية وعلى رأسها مصر، أسست الاتحاد الإفريقي كمنظمة بعد المرحلة الاستعمارية، لإخراج القارة من الاستعمار إلى الاستقلال ثم البناء في مرحلة ما بعد الاستقلال.
وأضاف، أنه يمكن أن نقول انطلاقًا من هذا التشخيص بأن العمل كان جبارًا والهدف لم يكن سهل المنال، والجهود تمت بمساعدة منظمات دولية كالأمم المتحدة وبشراكات مع الدول الأخرى.
إفريقيا تواجه ثلاث أزمات
وتابع: لا ننسى أن إفريقيا واجهت وتواجه اليوم ثلاث أزمات حقيقية، بعد أن واجهت أزمة كورونا، وتواجه أقسى الأزمات وأكثرها تعقيدًا وهي التغيرات المناخية، التي تجعل منها قارة مستهدفة وضحية أولى لهذه التغيرات، ما يعطل اقتصاداتها، وكل التنمية مبنية أصلًا على هذه الاقتصادات.
ولفت إلى أن ثالث الأزمات الحرب الروسية الأوكرانية، التي جعلت العالم أمام معادلة جديدة، وواقع جديد يطرح على أوروبا وعلى الأمريكيتين وعلى آسيا، والتحدي هو إعداد خطط جيواستراتيجية جديدة.
إفريقيا هي القارة الضحية
وقال الدكتور عطية طنطاوي، عميد كلية الدراسات الإفريقية، من القاهرة، إن القارة هي الضحية منذ زمن، إذ استنزفها الاستعمار بلا هوادة ورحمة، واستنزف ثرواتها.
وتابع، أنه بعد الاستعمار جاءت قضية التغيرات المناخية، التي تسببت فيها الدول الغربية، وتأثرت بها القارة أشد التأثر، والحقيقة أن إفريقيا قارة متأثرة وليست متسببة في الظاهرة.
ولفت إلى أن إفريقيا هي دائمًا ضحية العالم الأول أو "العالم الغني"، وأي مشكلة أو أي ظاهرة أو أي كارثة تصيب العالم تأثيرها ينعكس على القارة الإفريقية.
وأوضح أن إفريقيا لديها 65% من الأراضي الصالحة للزراعة في العالم، و30% من احتياطيات المعادن بالعالم، و12% من احتياطي البترول، و8% من احتياجات الغاز، مؤكدًا أن القارة مليئة بالثروات والخيرات، إضافة إلى كتلة بشرية لا تضاهيها قارة في العالم.
الأزمة الأوكرانية تسببت في مشكلات غذائية لإفريقيا
وقال إبراهيم ناصر، أستاذ العلاقات الدولية، من أنقرة، إن الأزمة الروسية الأوكرانية تسببت في مشكلات الأمن الغذائي لإفريقيا، إذ كانت تعاني مشكلات بيئية لكنها تعاظمت بسبب اعتماد الدول الإفريقية على القمح الروسي والأوكراني.
وأضاف، أن إهمال إفريقيا أثر على الأمن القومي الأوروبي، فحاولت الدول الأوروبية أن تعيد اهتمامها بما يجري في القارة السمراء، وعلى إفريقيا أن تعتمد على نفسها في توفير المناخ الطبيعي لعملية النهضة التنموية المستقلة، بدلًا من أن تعتمد على التقصير الأمريكي والأوروبي.