قالت أوكرانيا، أمس الأحد، إن قواتها ما زالت تتقدم حول ضواحي مدينة باخموت بهدف تطويقها، بعد أن هنأت موسكو قواتها ومجموعة "فاجنر" العسكرية الخاصة على الاستيلاء على المدينة، بحسب "رويترز".
وأعلنت روسيا السبت سيطرتها على المدينة بالكامل، وإذا ما تأكدت هذه الأنباء فستمثل نهاية لأطول وأكثر المعارك دموية في الحرب المستمرة منذ 15 شهرًا.
وهنأ الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قواته ومجموعة فاجنر على هذه الخطوة. وقال قائد عسكري أوكراني كبير إن قوات بلاده تسيطر على جزء "ضئيل" من مدينة باخموت، لكنه موطئ قدم سيكون كافيًا لدخول المدينة المدمرة عندما يتغير الوضع.
وفي منشور على تيليجرام، قال الجنرال أولكسندر سيرسكي، إن القوات الأوكرانية تتقدم في ضواحي باخموت وتوشك على "تطويق تكتيكي" للمدينة، التي كانت في السابق موطنًا لنحو 70 ألفًا.
وأضاف "سيرسكي"، قائد القوات البرية الأوكرانية، أمس الأحد، إنه زار بعض المواقع على الخطوط الأمامية بالقرب من باخموت وتوجه بالشكر للقوات التي تدافع عن المنطقة.
وأكدت هانا ماليار، نائبة وزير الدفاع الأوكراني، تصريحات سيرسكي الذي أشار فيها إلى مواصلة القوات الأوكرانية تقدمها حول ضواحي المدينة.
وكتبت "ماليار" على تيليجرام تقول "تسيطر قواتنا على المدينة عن طريق تطويقها بشكل جزئي، ما يمنحنا الفرصة لتدمير العدو. لذلك، يجب أن يدافع العدو عن نفسه في الجزء الذي يسيطر عليه من المدينة".
وأضافت "ماليار" أن القوات الأوكرانية لا تزال تدافع عن المنشآت الصناعية ومرافق البنية التحتية في باخموت، بالإضافة إلى قطاع بالمدينة، وزعمت سيطرة قوات بلادها على جزء من المناطق المرتفعة المطلة على المدينة.
وذكر بيان صادر عن هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية، أن الهجوم الروسي حول باخموت لم يهدأ خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، بما في ذلك الضربات الجوية على المدينة وقرية إيفانيفسكي على الجانب الغربي منها.
وفي وقت لاحق اليوم الأحد، قال رئيس مجموعة فاجنر يفجيني بريجوجين، في رسالة صوتية على تيليجرام إن رجاله أنجزوا مهمتهم وأنهم سيغادرون منطقة الصراع في غضون أيام.
وأضاف "لم تستول فاجنر اليوم على أي أراضٍ، لقد استولينا على كل الأراضي التي وعدنا بالاستيلاء عليها حتى آخر شبر.. نعكف حاليًا على تسليم مواقعنا إلى وزارة الدفاع (الروسية) وفي 25 (مايو) سنغادر منطقة الصراع".
وقال محللون عسكريون إن باخموت ليس لها أي قيمة استراتيجية تُذكر، لكن موسكو قالت إن الاستيلاء عليها سيكون نقطة انطلاق نحو التوغل في منطقة دونباس التي تقول إنها ضمتها من أوكرانيا.
ولم يتسن لـ"رويترز" التحقق من تقارير ميدان المعركة الواردة من الجانبين.
زيلينسكي يشبه باخموت بهيروشيما
حققت القوات الأوكرانية في الأسبوع الماضي أسرع مكاسبها منذ ستة أشهر في ضواحي باخموت الشمالية والجنوبية، وأقرت روسيا بتعرض قواتها لبعض الهزائم.
وتقول كييف إن هدفها في باخموت يتمثل في جذب القوات الروسية من أماكن أخرى على الجبهة إلى المدينة؛ لإلحاق خسائر كبيرة بها هناك، وإضعاف خط دفاع موسكو في المناطق الأخرى قبل شن هجوم مضاد كبير مخطط له.
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن، إن روسيا تكبدت أكثر من 100 ألف ضحية في باخموت، فيما شبّه زيلينسكي الدمار في باخموت بالهجوم النووي الذي شنته الولايات المتحدة على هيروشيما اليابانية في الحرب العالمية الثانية.
وقال للصحفيين أثناء حضوره قمة مجموعة السبع في هيروشيما الأحد "سأقولها بصراحة: صور الدمار في هيروشيما تذكرني بباخموت والتجمعات السكنية الأخرى المماثلة. لم يبق شيء على قيد الحياة، انهارت كل المباني".
وأضاف "روسيا الاتحادية لم تسيطر على باخموت حتى اليوم".
وقال زيلينسكي في خطابه الليلي المصور الأحد على متن طائرة "العالم على معرفة بموقفنا. الضمانات الأمنية والدفاعية واستعادة كل أراضينا وكل شعبنا والعدالة وتنفيذ خطتنا للسلام".
ومن شأن السيطرة على باخموت أن يمثل أول انتصار كبير لموسكو في الصراع الممتد منذ أكثر من عشرة أشهر للاستيلاء على المدينة.
وأظهرت معركة باخموت الشقاق العميق بين مجموعة فاجنر التي تجند الآلاف من المدانين في السجون الروسية وبين الجيش النظامي الروسي. ودأب بريجوجين على مدى أسبوعين على نشر رسائل يومية مصورة وصوتية للتنديد بقيادة الجيش الروسي، وغالبًا ما كانت مليئة بالسباب.
وقال زعماء أغنى ديمقراطيات العالم في قمة مجموعة السبع، إنهم لن يتراجعوا عن دعم أوكرانيا.
وقال زيلينسكي، الذي عقد اجتماعًا خاصًا مع بايدن في القمة، إنه على يقين من حصول كييف على طائرات مقاتلة إف-16 من الغرب بعد ضغط على مدى شهور من أجل الحصول عليها.
وقال بايدن إن طائرات إف-16 لم تكن لتساعد القوات الأوكرانية فيما يتعلق بباخموت لكنها "يمكن أن تحدث فرقًا كبيرًا من حيث القدرة على التعامل مع ما هو آتٍ".