الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

سلطان عُمان في مصر.. زيارة تعزز العلاقات الراسخة بين القاهرة ومسقط

  • مشاركة :
post-title
الرئيس عبدالفتاح السيسي والسلطان هيثم بن طارق

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

يستقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم الأحد، سلطان عُمان هيثم بن طارق، بحسب بيان صادر عن المتحدث باسم الرئاسة المصرية المستشار أحمد فهمي.

ويحل سلطان عمان، ضيفًا عزيزًا على مصر في زيارة رسمية لمدة يومين.

وتعد زيارة هيثم بن طارق، اليوم، هي الأولى التي يؤديها السلطان منذ توليه مقاليد الحكم، يناير 2020.

وتهدف الزيارة إلى تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية بين البلدين، التي استمرت على مدار سنين في نمو ملحوظ.

50 عامًا من العلاقات الدبلوماسية

وتأتي هذه الزيارة في ظل احتفال البلدين بمرور 50 عامًا على العلاقات الدبلوماسية بينهما، التي شهدت توافقًا كبيرًا في الاتجاهات السياسية وازدهارًا واضحًا في المجالات الاقتصادية والثقافية.

وكشف عبدالله بن ناصر الرحبي، سفير سلطنة عمان بالقاهرة، مندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، أنه من المقرر أن توقع عُمان على 6 اتفاقيات تعاون ومذكرات تفاهم مع مصر، في مجالات التعليم والقضاء والوثائق والتراث والنقل والطيران والازدواج الضريبي.

وترتبط مصر وسلطنة عُمان بعلاقات دبلوماسية وتاريخية متميزة تمتد لأكثر من 50 عامًا، أرسى دعائمها السلطان العماني الراحل السلطان قابوس بن سعيد، إيمانًا منه بمكانة مصر ودورها المحوري في المنطقة.

ولعل وقوف سلطنة عُمان مع مصر في أثناء عملية السلام بين مصر وإسرائيل عام 1979، التي نتج عنها استعادة مصر لبقية أرضها في سيناء هو من أكثر المواقف السياسية المشهودة بين سلطنة عمان وجمهورية مصر العربية.

وجاءت زيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى سلطنة عمان، يونيو من العام الماضي، ولقائه المثمر مع السلطان هيثم بن طارق، والنتائج المهمة على صعيد الملفات السياسية والاقتصادية، لتؤكد توافق الرؤى العمانية والمصرية في كل القضايا التي تهم المنطقة والعالم العربي، كما أن التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والبرامج التنفيذية بين البلدين، أعطى مؤشرًا على توافق الرؤيتين: عمان ٢٠٤٠ ومصر ٢٠٣٠.

التبادل التجاري

ووفق بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء المصري، ارتفعت قيمة التبادل التجاري بين مصر وسلطنة عُمان لتسجل 1.1 مليار دولار خلال عام 2022 مقابل 650.8 مليون دولار خلال عام 2021، بنسبة ارتفاع قدرها 64.6%؛ إذ سجّلت الصادرات المصرية 202.1 مليون دولار في 2022 مقابل 163.3 مليون دولار في 2021 بنسبة ارتفاع قدرها 23.7%، بينما بلغت قيمة الواردات المصرية من عُمان 869.3 مليون دولار مقابل 487.5 مليون دولار خلال عامي المقارنة بنسبة ارتفاع قدرها 78.3%.

وحول أهم مجموعات سلعية صدّرتها مصر إلى عُمان خلال عام 2022، أوضح جهاز الإحصاء أن الفواكه جاءت في المقدمة بقيمة 41.7 مليون دولار، ثم خضر ونباتات بقيمة 196 مليون دولار، ثم أدوات وأجهزة للبصريات بقيمة 17.7 مليون دولار، يلي ذلك أثاث ومنشآت جاهزة الصنع بقيمة 12.2 مليون دولار، ثم آلات وأجهزة ومعدات كهربائية بقيمة 11.6 مليون دولار.

أما أهم مجموعات سلعية استوردتها مصر من عُمان خلال 2022 فهي: خامات معادن بقيمة 665.1 مليون دولار، ولدائن ومصنوعاتها بقيمة 56.7 مليون دولار، وحديد وصلب بقيمة 56.5 مليون دولار، وأسماك بقيمة 29 مليون دولار، وألومنيوم ومصنوعاته بقيمة 21.3 مليون دولار.

وبلغت قيمة الاستثمارات العمانية في مصر 1.2 مليون دولار خلال الربع الأول من العام المالي 2022/ 2023 مقابل 0.6 مليون دولار خلال الربع الرابع من العام المالي 2021 /2022 بنسبة ارتفاع قدرها 100%.

وسجلت قيمة تحويلات المصريين العاملين بعُمان 162 مليون دولار خلال العام المالي 2020 /2021 مقابل 160.4 مليون دولار خلال العام المالي 2019 /2020 بنسبة ارتفاع قدرها 1%، بينما بلغت قيمة تحويلات العمانيين العاملين في مصر 2.6 مليون دولار خلال العام المالي 2020 /2021 مقابل 3 ملايين دولار خلال العام المالي 2019 /2020 بنسبة انخفاض قدرها 15%.

علاقات استثمارية مزدهرة

أيضًا شهدت العلاقات الاستثمارية تقدمًا كبيرًا، حيث بلغت قيمة الاستثمارات العمانية في مصر 68.8 مليون دولار خلال العام المالي 2020/2021 مقابل 15.8 مليون دولار خلال العام المالي 2019 /2020 بنسبة ارتفاع قدرها 334.8%.

وتشجع دائمًا حكومة السلطنة المستثمرين المصريين للاستثمار في عمان في مختلف المجالات في ظل تقديم الكثير من التسهيلات لاستقبال أكبر عدد ممكن المستثمرين، وكذلك تشجع الحكومة المصرية المستثمرين العمانيين للاستثمار في مصر والاستفادة من الإصلاحات التي قامت بها الدولة على المستويات التشريعية والإدارية لتحسين مناخ الاستثمار في مصر.

العلاقات الثقافية والاجتماعية

لا تقل العلاقات الثقافية والاجتماعية أهمية عن العلاقات السياسية والاقتصادية؛ إذ تعتبر العلاقات الثقافية هي الرابط الحقيقي بين الشعبين المصري والعماني، وتمتاز هذه العلاقات بين البلدين بالقوة والصلابة حيث أنها امتدت لسنين طويلة. وتظهر بعض معالم هذه العلاقات في الدور الذي لعبه المعلمون المصريون في بداية النهضة العمانية في تعليم أبناء عمان.

وخلال زيارة الرئيس المصري إلى مسقط العام الماضي، جرى التوقيع على اتفاقيات منها ما يتصل بالجوانب الثقافية والتعاون في المجالات الأكاديمية.

ومن المتوقع أن تكون هناك اتفاقيات أخرى في المجالات الثقافية مثل التعاون في مجال الوثائق والتراث من حيث الترميم والآثار، إضافة إلى التعاون الأكاديمي بين الجامعات العمانية والجامعات المصرية. وهو ما يؤكد على اهتمام البلدين بالجانب الثقافي بشكل واضح وتقدير مدى أهميته وتأثيره والتعاون لتطويره لتطوير العلاقات بين الشعبين.