بدأ قادة دول "مجموعة السبع" الصناعية، اليوم الخميس، يتوافدون على مدينة هيروشيما اليابانية، للمشاركة في قمة المجموعة، المقرر أن تبدأ غدًا الجمعة وتستمر لمدة ثلاثة أيام حتى الأحد.
ووصل لهيروشيما، اليوم الخميس، رئيس وزراء كندا جوستين ترودو، والمستشار الألماني أولاف شولتس، ورئيس الوزراء البريطاني ريشى سوناك.
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن قد وصل، في وقت سابق اليوم الخميس، إلى اليابان حيث سيشارك من الجمعة إلى الأحد في قمة لقادة مجموعة السبع في هيروشيما (غرب)، تاركًا وراءه بشكل مؤقت المفاوضات مع الجمهوريين حول رفع سقف الدين الأمريكي.
إجراءات أمنية مشددة
وفرضت السلطات اليابانية، إجراءات أمنية مشددة في هيروشيما، اليوم الخميس، حيث تستعد المدينة الواقعة غربي اليابان لاستضافة قمة قادة مجموعة السبع.
وذكرت وكالة أنباء "كيودو" اليابانية، أنه ساد جو متوتر في المدينة التي تستضيف المحادثات المقرر أن تبدأ الجمعة، وتستمر لمدة ثلاثة أيام، حيث يقوم ضباط الأمن من جميع أنحاء البلاد بدوريات في الشوارع، بينما تم تعليق خدمات الحافلات والعربات أو تقليصها.
ومن بين الأماكن التي سيتم إغلاقها حديقة هيروشيما التذكارية للسلام، والتي سيزورها القادة في اليوم الأول للقمة.
وقالت الشرطة اليابانية إنه سيتم حشد ما يصل إلى 24 ألفًا من أفراد الأمن خلال القمة، وهو أكثر بكثير من 5 آلاف و600 جندي، تم حشدهم لتأمين زيارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما في شهر مايو عام 2016.
وتأتي هذه الإجراءات المعززة في أعقاب حادثة شهر أبريل، والتي ألقيت فيها عبوة ناسفة على رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، أثناء زيارته واكاياما بغربي اليابان، وإطلاق النار المميت على رئيس الوزراء السابق شينزو آبي خلال خطاب ألقاه في الانتخابات في يوليو من العام الماضي.
ووسط الأجواء المتوترة، تم استدعاء السلطات بالفعل للتعامل مع العديد من الإنذارات الكاذبة في المدينة.
تشديد العقوبات على روسيا
وخلال قمة "مجموعة السبع" في هيروشيما، سيسعى قادة الولايات المتحدة واليابان وألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة وإيطاليا وكندا، لإظهار جبهة موحدة بمواجهة روسيا والصين.
وستهيمن الحرب في أوكرانيا، على جدول أعمال القمة، مع تنظيم "مناقشات حول الوضع في ساحة المعركة"، على ما أوضح مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان.
وكثفت الولايات المتحدة وحلفاؤها إمدادات الأسلحة لكييف، وسيشارك الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في القمة عبر الفيديو.
وأوضح سوليفان أن المناقشات ستتركز حول تشديد العقوبات على روسيا التي أدت حتى الآن إلى انكماش الاقتصاد الروسي في الفصل الأول من عام 2023.
وأشار إلى أن القادة السبع سيبحثون سبل منع الالتفاف على العقوبات الذي يسمح للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالاستمرار في تمويل مجهوده الحربي في أوكرانيا.
تنديد بتهديدات بوتين النووية
ونددت الدول السبع بشدة بتهديدات بوتين المتكررة باستخدام السلاح النووي في الحرب في أوكرانيا، والتي اعتبرها بعض المراقبين بمثابة محاولة لإضعاف تصميم الأوروبيين والأمريكيين.
وستسلط الأضواء على هذه المخاطر عند قيام القادة السبع بزيارة حديقة هيروشيما التذكارية للسلام التي أقيمت في موقع ألقاء القنبلة الذرية الأمريكية في 6 أغسطس 1945، تكريما لذكرى الضحايا الـ140 ألفًا الذين سقطوا.
ويأمل كيشيدا الذي تنحدر عائلته من هيروشيما وهو نفسه منتخب عن المدينة، في اغتنام القمة لحض قادة الدول الست الأخرى ولا سيما الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا التي تملك معًا آلاف الرؤوس النووية، على التعهد بلزوم الشفافية بشأن مخزونها وبالحد من ترساناتها.
ودعا عدد من القادة العسكريين والمسؤولين الدبلوماسيين بينهم ستة رؤساء سابقون القوى النووية، أمس الأربعاء، على طرح خلافاتها جانبًا وبحث تدابير لضبط الأسلحة النووية.
لكن في ظل التوتر المتزايد مع قوى نووية أخرى مثل روسيا وكوريا الشمالية والصين، تبقى الآمال ضعيفة في تحقيق تقدم على هذا الصعيد خلال قمة مجموعة السبع.
القسر الاقتصادي
وستخصص الدول السبع قسما كبيرا من مناقشاتها لموضوع الصين، ولا سيما سبل التصدي لابتزاز اقتصادي قد تمارسه بكين، من خلال تنويع الإنتاج وشبكات الإمداد، في وقت أبدت الحكومة الصينية استعدادها لفرض قيود على التجارة.
ومن المتوقع بحسب سوليفان، أن يندد قادة الدول السبع بهذا "القسر الاقتصادي" وأن يسعوا لتخطي الخلافات بين ضفتي الأطلسي بشأن الموقف الواجب اعتماده حيال الصين.
لكن الدول الأوروبية وخصوصًا فرنسا وألمانيا مصرة على التثبت من أن التصدي لمخاطر القسر الاقتصادي لا يعني قطع العلاقات مع الصين، أحد أكبر الأسواق في العالم.
وشدد قصر الإليزيه قبل القمة على أنها ليست "معادية للصين" داعيًا إلى توجيه "رسالة إيجابية" بالتعاون "بشرط أن نتفاوض معًا".
كذلك دعت اليابان إلى هيروشيما ثماني دول بينها قوى اقتصادية ناشئة مثل الهند والبرازيل في محاولة لضم بعض القادة المتحفظين على التصدي للحرب الروسية على أوكرانيا ولطموحات بكين العسكرية المتصاعدة في المنطقة.