الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

اجتماع الـ G7.. بين الحشد العالمي ومواجهة الصين

  • مشاركة :
post-title
وكالات

القاهرة الإخبارية - مروة الوجيه

يجتمع قادة الدول الصناعية الكبرى G7 الجمعة المقبل، باليابان، في وقت تشهد فيه الساحة العالمية العديد من الأزمات السياسية والاقتصادية، لكن هذه المرة لن يكون أعضاء المجموعة هم وحدهم المنضمين لطاولة الاجتماعات، بل سينضم إليهم قادة ثمان دول أخرى لمناقشة عدد من القضايا المحورية أهمها التصدي للتوغل الصيني والأزمات الاقتصادية العالمية، فضلًا عن الأزمة الروسية الأوكرانية التي دخلت عامها الثاني دون مساعٍ للتوصل لحل لإنهاء هذه الحرب الدامية.

ومن المتوقع أن يشارك كل من قادة الهند والبرازيل، وإندونيسيا التي تمثل رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، وفيتنام وكوريا الجنوبية وأستراليا، وجزر الكوك التي تمثل جزر المحيط الهادئ، وجزر القمر التي تترأس الاتحاد الإفريقي، في هيروشيما باليابان.

وستشارك هذه الدول في جلسات عمل عدة، إلى جانب اجتماعات ثنائية تهدف لحشد القادة المترددين في معارضة الحرب الروسية في أوكرانيا، و"التصعيد العسكري" للصين، كما سيتحدث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن طريق الفيديو أمام مجموعة السبع.

وستتطرق القمة التي تستمر ثلاثة أيام إلى كل المجالات، من الطاقة إلى الذكاء الاصطناعي، لكن التركيز سيكون على الثغرات التي تستغلها موسكو لتخفيف تأثير عقوبات مجموعة السبع على اقتصادها.

ونقلت وكالة "فرانس برس" عن تريستن نايلر المدرس في "جامعة كامبريدج"، إذ أوضح أن دعوة قادة هذه الدول تحديدًا من قبل مجموعة السبع هدفها الأساسي حشد مزيد من الدول للوقوف بجانب أوكرانيا ضد روسيا.

وأضاف "نايلر"، الخبير في القمم الدولية، "أن مجموعة السبع تريد أن ينظر إليها على أنها نادٍ مكرس لحماية الديمقراطية، وتسعى للحصول على دعم أوسع لأوكرانيا ولجهودها لمواجهة الصين".

وأشار "نايلر" إلى أن الهند "حليف عسكري" قديم لموسكو و"موقفها المتناقض من الحرب في أوكرانيا لا يتماشى مع الديمقراطيات الكبرى الأخرى"، معتبراً أن القمة فرصة "لمحاولة جذب الهند إلى قضية مجموعة السبع، حتى لو بدت المهمة معقدة".

الوحدة "الكبرى"

وفيما يتعلق بوحدة صف الدول الأعضاء (بريطانيا، كندا، فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، اليابان، والولايات المتحدة) أمام التحديات التي تهدد أمن واستقرار العالم الغربي، نقلت "رويترز" عن مسؤول أمريكي أوضح أن زعماء الدول السبع الغنية، قادرون على إظهار الوحدة في التعامل مع الصين، صاحبة ثاني أكبر اقتصاد في العالم، والتحدي الرئيسي للتفوق الأمريكي عالميًا، مضيفًا: "فيما تقوم مجموعة السبع على الإجماع، فإن الدولة المضيفة تلعب دورًا كبيرًا في وضع أجندة اجتماعات القمة، واليابانيون قلقون للغاية بشأن قضايا الأمن الاقتصادي بشكل واسع، بما في ذلك الصين".

وتابع: "أعتقد أن ما يمكنك توقعه هو أن زعماء مجموعة السبع سيوضحون بجلاء أنهم موحدون ومتحدون خلف مقاربة مشتركة، تقوم على القيم المشتركة، وفي الوقت نفسه، فإن كل دولة بالمجموعة ستكون قادرة على إدارة علاقاتها مع الصين بشكل منفصل، لكننا جميعًا موحدون خلف المبادئ التي ستوجه علاقاتنا جميعًا مع بكين".

وأشار المسؤول إلى أن هذه القضية "واحدة من أكثر القضايا تعقيدًا" على أجندة القمة، فإن الولايات المتحدة تبقى "متفائلة للغاية".

الإكراه الاقتصادي

وبرزت الخلافات بين دول المجموعة بشأن كيفية التعامل مع الصين، عقب زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى بكين الشهر الماضين بعد ما دعا الاتحاد الأوروبي عقب الزيارة، إلى تقليل الاعتماد على الولايات المتحدة، محذرًا من الانجرار إلى أزمة بشأن تايوان، المدفوعة بالموقف الأمريكي والرد الصيني "المبالغ فيه".

وقبل عامين وخلال اجتماعهم في بريطانيا، نهرَ زعماء المجموعة الصين، بشأن سجلها في مجال حقوق الإنسان.

والأسبوع الماضي، نقلت "رويترز" عن مسؤول أمريكي أوضح أن قادة دول مجموعة السبع يعتزمون أيضًا مناقشة المخاوف بشأن "الإكراه الاقتصادي" للصين في تعاملاتها الخارجية، مضيفًا أنه من المتوقع أن يشير البيان الختامي للمجموعة، إلى كيفية عمل الدول الأعضاء معًا لمواجهة "الإكراه الاقتصادي" من أي دولة.

وذكر المسؤول الأمريكي أن البيان الرئيسي للقمة سيتضمن "فصلًا محددًا" بشأن الصين، يتضمن قائمة بالمخاوف التي تشمل "الإكراه الاقتصادي، والسلوك الذي شهدناه بشكل خاص من جمهورية الصين الشعبية".

يذكر أن الصين أصدرت بيانًا، الأسبوع الماضي، لوزراء خارجية مجموعة السبع، تناول قضية مماثلة، بأنه "ملئ بالعجرفة والتحيز ضد الصين"، وقالت إنها قدمت احتجاجًا رسميًا لدى اليابان، الدولة المضيفة لاجتماعات المجموعة هذا العام.

نادي المواد الأولية

من جهه أخرى، أعلنت مجموعة السبع الكبرى بحث إنشاء "نادٍ للمواد الأولية" لتقليل الاعتماد على الصين وذلك خلال اجتماعها المقبل في اليابان.

وقال مستشار للحكومة الألمانية، أولاف شولتس، إن هذا "النادي" الذي قد يجمع أعضاء مجموعة السبع والدول الغنية بالمواد الخام، سيمنع على وجه الخصوص إرسال كل هذه المواد إلى الصين بحيث تتم معالجتها في البلدان الأصلية لإيجاد قيمة مضافة، بحسب "فرانس برس".

وسيتم التطرق إلى هذه المسألة، بحسب شولتس، خلال قمة زعماء مجموعة السبع (الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا العظمى وفرنسا وإيطاليا واليابان وكندا) التي تنظم من 19 إلى 21 مايو في هيروشيما (اليابان).

وسيحضر المستشار أولاف شولتس هذا الاجتماع، بحسب تقرير وكالة فرانس برس.