تتجه أنظار الكثيرين، وخاصة في أوكرانيا، نحو انتخابات التجديد النصفي في أمريكا، منتظرين ما ستسفر عنه، إلا أنه حتى الآن لم يتضح بعد، من الذي سيسيطر على مجلس الشيوخ الأمريكي، بينما اقترب الحزب الجمهوري من حسم معركة مجلس النواب وحسم الأغلبية فيه.
ورغم التوقعات الكبيرة لـ الجمهوريين، خرج الرئيس بايدن قائلاً: "أعتقد أنه كان يومًا جيدًا للديمقراطية ويومًا جيدًا للولايات المتحدة"، وذلك بعدما نجح معسكره في الحد من الأضرار، على الرغم من أن التوقّعات كانت تفيد بتقدّم الجمهوريين على الديمقراطيين في مجلس النواب.
وقال بايدن في مؤتمر صحفي: "أعتقد أنه كان يومًا جيدًا للديمقراطية ويومًا جيدًا للولايات المتحدة، في حين كانت توقعات الصحافة والخبراء تشير إلى موجة حمراء، لم يحصل ذلك"، في إشارة إلى اللون الذي يعتمده الحزب الجمهوري.
وفي الوقت الذي يقترب فيه الجمهوريون من حسم معركة النواب، لم تحسم بعد "معركة الشيوخ"، والتي ستحسمها نتائج ولايتي نيفادا وأريزونا، حيث يحاول شاغلو المقاعد الديمقراطيون صد منافسيهم الجمهوريين، مع وجود آلاف الأصوات غير المحسوبة التي قد يستغرق فرزها أياما.
وقالت "رويترز"، إن مصير مجلس الشيوخ ربما لن يحسم إلا مع انتخابات الإعادة، في جورجيا للمرة الثانية خلال عامين، إذ توقعت مؤسسة إديسون ريسيرش البحثية ألا يحصل المرشح الديمقراطي والسناتور الحالي رافاييل وارنوك ولا الجمهوري هيرشل واكر على نسبة 50 بالمئة اللازمة لتجنب الإعادة في السادس من ديسمبر.
وحتى الآن، يقترب الجمهوريون من نيل 218 مقعدا في مجلس النواب، وهي المقاعد اللازمة لانتزاع السيطرة عليه من الديمقراطيين، حققوا منها 208 مقاعد حتى الآن، وفقا لتوقعات إديسون ريسيرش، إلا أن تحليلا أجرته رويترز لتوقعات مراكز استطلاعات الرأي البارزة غير الحزبية يوضح أن 23 سباقا من بين 53 من السباقات الأكثر تنافسية لم تحسم بعد، مما يؤخر معرفة النتيجة النهائية بعض الوقت.
وإذا سيطر الجمهوريون على مجلس النواب، وحتى لو بأغلبية بسيطة، سيسمح لهم ذلك التضييق على الرئيس الديمقراطي جو بايدن خلال العامين المتبقيين من ولايته، إذ يمكنهم عرقلة التشريعات وإطلاق تحقيقات قد تكون مضرة سياسيا، ليصبح بايدن بمثابة "بطة عرجاء" (اصطلاح سياسي أمريكي يطلق على الرئيس عندما يفتقر إلى الدعم السياسي المطلوب لتمرير السياسات والتقدم بمشاريع قوانين).
ومع اقتراب الحسم، خرج الرئيس الأمريكي جو بايدن، وتعهد خلال مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض بالعمل مع الجمهوريين وقال إنه يتفهم أن الناخبين مصابون بخيبة أمل على الرغم من أداء الديمقراطيين التنافسي المفاجئ، قائلاً: "لقد أوضح الشعب الأمريكي، على ما أعتقد، أنه يتوقع أن يكون الجمهوريون مستعدين للعمل معي أيضا".
وتقول المؤشرات إن الجمهوريين لم يتمكنوا من تحقيق النصر الساحق، الذي تحدثوا عنه على مدار أيام، إذ تفادى الديمقراطيون الهزيمة الفادحة في انتخابات التجديد النصفي التي غالبا ما تعصف بالرئيس أيا كان الحزب الذي ينتمي إليه، وتشير النتائج إلى أن الناخبين يعاقبون بايدن بسبب الاقتصاد الذي يعاني من التضخم الحاد، بينما يعارضون أيضا مساعي الجمهوريين لحظر الإجهاض وإثارة الشكوك في عملية فرز الأصوات في البلاد.
"الولاية الحاسمة"
كان الجمهوريون يعلقون الكثير من الآمال على حسم الانتخابات في ولاية بنسلفانيا، وفوز المرشح الجمهوري الدكتور محمد أوز، إلا أن المرشح الديمقراطي جون فيترمان انتزع المقعد، ليعزز فرص حزبه في الإبقاء على السيطرة على مجلس الشيوخ.
خطط الجمهوريين
ويخطط الجمهوريون حال سيطرتهم على أي من المجلسين "النواب أو الشيوخ"، للسعي إلى خفض تكاليف برامج شبكة أمان الضمان الاجتماعي والرعاية الصحية وجعل تخفيضات ضريبية تم سنها في عام 2017 دائمة، وتمكنهم من استخدام تحديد سقف للدين الاتحادي كورقة ضغط للمطالبة بخفض شديد في الإنفاق وتقليص المساعدات لأوكرانيا.
وعادة ما يخسر الحزب الذي يشغل البيت الأبيض مقاعد في الانتخابات في منتصف فترة ولاية الرئيس الأولى التي مدتها أربع سنوات، خاصة وأن الرئيس بايدن يعاني من ضعف معدلات التأييد الشعبي، في الفترة الأخيرة، خاصة مع ارتفاع نسبة التضخم.
الرئيس السابق دونالد ترامب
لعب الرئيس الأمريكي السابق، دورًا كبيرًا في الانتخابات، وطالب مناصرو الحزب الجمهوري بـ "موجة حمراء"، وقدم دعما كبيرًا للمرشحين الجمهوريين في سباق الكونجرس مما يلمح بقوة إلى احتمال خوضه سباقًا ثالثًا على الرئاسة عام 2024، إذ تسهم انتخابات التجديد النصفي، في تحديد الرئيس القادم بشكل كبير.
وجرت انتخابات التجديد النصفي، والتي انطلقت في أمريكا يوم الثلاثاء، على 35 مقعدًا في مجلس الشيوخ وكل مقاعد مجلس النواب البالغ عددها 435 مقعدًا فضلا عن أكثر من ثلاثين سباقًا على مناصب حكام الولايات، وسط تضخم سنوي مرتفع بلغ 8.2 بالمئة، في أعلى معدل منذ 40 عامًا.