في الوقت الذي شنّت فيه روسيا موجة من الضربات الجوية بالطائرات والمُسيّرات والصواريخ على العاصمة كييف ومدن أوكرانية أخرى، عشية الاحتفال بذكرى يوم النصر، غدًا الثلاثاء، ردت أوكرانيا بأن قواتها دمرت جميع الطائرات المُسيّرة التي أطلقتها موسكو خلال الليل على أهداف مُختلفة في أنحاء البلاد، وعددها 35 طائرة من طراز شاهد إيرانية الصنع.
في هذا السياق، وصف محمود الأفندي، الباحث في الشؤون الروسية، أن العمليات العسكرية الروسية بـ"التحضيرية"، تمهيدًا للانتقام الروسي على استهداف أوكرانيا مقر الكرملين منذ أيام، مشيرًا إلى أن موسكو تمهّد بالطائرات المسيّرة والصواريخ المجنحة لاستنزاف ذخيرة الدفاع الجوى الأوكرانية.
واستشهد "الأفندي" لـ"القاهرة الإخبارية" اليوم الاثنين، بأن الهجمات الروسية غير المسبوقة على الأراضي الأوكرانية بطائرات من طراز "جيران" يبلغ ثمن الواحدة 7 آلاف دولار، بينما يصل ثمن صاروخ الدفاع الجوي الذي تمتلكه أوكرانيا من 4 إلى 5 ملايين دولار، وهو ما يبرر نصيحة مسؤولي البنتاجون لكييف بعدم استهداف الطائرات الروسية وتركها لأهدافها لعدم الإسراف في استهلاك الذخيرة محدودة العدد، لافتًا إلى أنه من غير المقبول اقتصاديًا أن تضرب طائرة بـ7 آلاف دولار بصاروخ يتجاوز الـ4 ملايين دولار.
وتوقع الخبير في الشؤون الروسية أن موسكو ستنفذ عملية الانتقام بعد انتهاء الاحتفال بعيد النصر خلال يومي 10 أو 11 مايو المقبلين، باستخدام الأسلحة الحديثة، لافتًا إلى وجود عدة سيناريوهات إما باستهداف مركز القيادة الأوكراني أو مراكز وزارة الدفاع أو البرلمان الأوكراني.
كانت روسيا اتهمت أوكرانيا في وقت سابق بالهجوم الذي استهدف الكرملين في العاصمة الروسية موسكو باستخدام طائرتي درون، وتعهدت بالرد في الوقت الذي تراه مناسبًا.
جاء الهجوم على الكرملين قبل أيام قليلة من احتفال روسيا في التاسع من مايو الجاري بذكرى عيد النصر، وهو ذكرى انتصار القوات السوفيتية على قوات ألمانيا النازية عام 1945، مشيرًا إلى أن السلطات الروسية أعلنت قبل أيام قليلة إلغاء احتفالات أعياد النصر في عدة مناطق تحسبًا لهجمات أوكرانية محتملة، إلا أن الكرملين أعلن في أعقاب الهجوم أن احتفالات عيد النصر سوف تقام هذا العام في العاصمة موسكو على الرغم من ذلك الهجوم.