نشرت الحكومة الإسرائيلية مناقصات لبناء أكثر من ألف وحدة استيطانية جديدة بالضفة الغربية المحتلة، عبر موقع إلكتروني حكومي، رغم التزامها في اجتماع في فبراير الماضي بوقف مناقشة بناء وحدات جديدة لمدة أربعة أشهر، وفقًا لوكالة "رويترز".
ومنذ الاجتماع الذي عُقد في الأردن وحضره مسؤولون أمريكيون ومصريون وأردنيون وفلسطينيون وإسرائيليون، نشرت سلطة أراضي إسرائيل على موقعها الإلكتروني مناقصات في أوقات مختلفة لبناء نحو 1248 وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية المحتلة.
وهذه المستوطنات هي: "بيتار عيليت" و"إفرات" و"كريات أربع" و"معاليه افرايم" و"كرني شمرون"، إلى جانب 89 وحدة في مستوطنة جيلو بالقدس الشرقية.
وتزعم وزارة البناء والإسكان الإسرائيلية أن جميع المناقصات التي نُشرت متوافقة مع اللوائح، وحصلت على التصاريح المطلوبة، ومنها وزير الدفاع.
شرعنة الاستيطان
وتواصل إسرائيل بناء البؤر الاستيطانية، رغم الدعوات المتكررة من المجتمع الدولي، وعلى رأسه الولايات المتحدة، لوقفها.
وأفاد تقرير صادر عن لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة بأن نحو 700 ألف مستوطن يعيشون في 279 مستوطنة في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلة، بعد أن كان عددهم 520 ألفًا في 2012.
ويقوض التوسع في بناء المستوطنات اليهودية على الأراضي المحتلة مساعي الفلسطينيين لإقامة دولة مستقلة تتوفر لها مقومات الاستمرار، فيما تؤكد معظم الدول أن التوسع الاستيطاني في أراضي الفلسطينيين غير قانوني بموجب القانون الدولي، لكن الاحتلال يصر على ابتلاع المزيد من الأراضي الفلسطينية بحجة وجود روابط دينية وتاريخية.
وتمضي الحكومة الإسرائيلية التي يهيمن عليها التيار اليميني المتطرف، بقيادة بنيامين نتنياهو، قُدما في خطط التوسع الاستيطاني منذ تشكيلها أواخر ديسمبر الماضي.
وفي سياق متصل، قالت حركة "السلام الآن" المناهضة للاستيطان، إن اللجنة المعنية بالإشراف على الخطط الاستيطانية وافقت في فبراير على الترويج لأكثر من 7 آلاف وحدة استيطانية، معظمها داخل الضفة الغربية.
محاولات تهدئة
ورغم تعثر محادثات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين منذ 2014، فإن الولايات المتحدة ساعدت في تنظيم اجتماعين في الأردن ومصر هذا العام، في محاولة لتهدئة تصاعد العنف المستمر منذ شهور.
وفي إطار الإجراءات المتفق عليها في اجتماع الأردن في فبراير، قالت إسرائيل إنها ستوقف مناقشة بناء أي مستوطنات جديدة لمدة أربعة أشهر.
وقال واصل أبو يوسف، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، لـ"رويترز": "الحكومة الإسرائيلية المتطرفة تسعى من خلال ممارسة النشاطات الاستيطانية لعدم الوصول إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس".
ويسعى الفلسطينيون إلى إقامة دولة مستقلة في الضفة الغربية وقطاع غزة عاصمتها القدس الشرقية، وهي الأراضي التي احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967.
ويعيش أكثر من ثلاثة ملايين فلسطيني في الضفة الغربية، باستثناء القدس الشرقية، وقد عانوا عقودًا من سياسة الفصل العنصري.