الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

محادثات جدة.. تمسك الطرفين بهدنة إنسانية فقط وآمال بعيدة لوقف إطلاق النار

  • مشاركة :
post-title
الأزمة السودانية- وكالات

القاهرة الإخبارية - مروة الوجيه

في الوقت الذي يجتمع فيه ممثلون عن الجيش السوداني وميليشيا الدعم السريع، في مدينة جدة بالسعودية، اليوم الأحد، لإجراء محادثات حول هدنة إنسانية، تتواصل الاشتباكات في العاصمة السودانية الخرطوم، وسط آمال منعقدة من وسطاء دوليين أن تتوقف الاشتباكات المستمرة منذ 15 أبريل الماضي.

جريفيث في جدة للمشاركة في المحادثات

وتأتي محادثات جدة، وهي أول محادثات مباشرة بين الطرفين، بعد أن تم الإعلان عن المفاوضات، ووصل مارتن جريفيث مفوض الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، اليوم الأحد، إلى مدينة جدة، للمشاركة في المحادثات، وقالت المتحدثة باسمه "إري كانيكو"، لوكالة "فرانس برس"، إن "جريفيث في جدة حاليًا، وهدف زيارته هو بحث القضايا الإنسانية المتعلقة بالسودان".

القوى المدنية في السودان تطلب مساعدة الجامعة العربية

كما صرح المتحدث باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية أن أحمد أبو الغيط تلقى خطابًا من القوى المدنية الموقعة على الاتفاق الإطاري يعرضون فيه وجهة نظرهم حول الدور المنشود من الجامعة العربية، لوقف الاشتباكات، وأوضح المتحدث أن القوى المدنية طلبت من الأمين العام التواصل الفوري مع طرفي النزاع لحثهما على وقف القتال كأولوية رئيسية، مع رفض التدخلات الخارجية التي تسهم في زيادة إشعال الحرب أو توسيع رقعتها، ودعم الانتقال لعملية سياسية تفضي إلى اتفاق جميع الأطراف على ترتيبات دستورية جديدة تنشأ بموجبها سلطة مدنية متوافق عليها، لتنفيذ برنامج إصلاحي خلال فترة انتقالية قصيرة تؤدي إلى انتخابات عامة والحصول على الدعم الإغاثي العربي لمواجهة الكارثة الإنسانية داخل وخارج الخرطوم. 

ورحبت آلية ثلاثية دولية مكونة من الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي ومنظمة الهيئة الحكومية للتنمية (إيجاد)، في بيان بالمبادرة، معربة عن آمالها في أن "تسفر المحادثات التقنية بين ممثلي الطرفين في جدة عن تفاهمات تؤدي إلى وقف شامل لإطلاق النار"، مؤكدة أن ذلك "يتيح تقديم مساعدات إنسانية عاجلة للمدنيين الذين يجب أن تظل حمايتهم مسألة ذات أهمية قصوى".

هدنة إنسانية

وفي حين يسعى الوسطاء الدوليين إلى إيجاد مسار يفضي للسلام بين طرفي النزاع السوداني، إلا إن الجانبين أوضحا أنهما سيناقشان فقط "هدنة إنسانية" ولن يتفاوضا لإنهاء الحرب، وأكد قائد ميليشيا الدعم السريع، مشاركة جماعته في المحادثات زاعمًا أنه "يأمل في أن تحقق الهدف المرجو منها، وهو فتح ممر آمن للمدنيين"، لكن ثمة أدلة على الأرض تشير إلى أن الجانبين عازفيّن عن التوصل لحل وسط يوقف إراقة الدماء.

آمال التوصل إلى اتفاق

وتعتبر خطوة المحادثات في جدة، بادرة أولى لمحاولة التهدئة بين طرفي النزاع، وقد تحمل بادرة التوصل إلى تفاهمات، ورحب وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان في تغريدة على موقع "تويتر"، السبت، بهذه الخطوة قائلًا: "نأمل أن يقود هذا الحوار إلى إنهاء الصراع وانطلاق العملية السياسية وعودة الأمن والاستقرار إلى جمهورية السودان".

وكانت واشنطن والرياض أعلنتا عن آمالهم في التوصل إلى حل لهذا النزاع، وحض الطرفين على "الانخراط الجاد" للتوصل إلى "وقف لإطلاق النار وإنهاء النزاع"، وأكد الجيش أن المباحثات ستتناول الهدنة التي تم التوصل إليها وتجديدها أكثر من مرة لكن بدون أن يتم الالتزام بها، بينما شكر قائد الدعم السريع السعودية "لاستضافتها هذه المحادثات"، وتأتي هذه المحادثات بعد سلسلة من مبادرات إقليمية عربية، وأخرى إفريقية لكنها لم تثمر عن نتيجة لوقف إطلاق النار.

استمرار جهود مصر لحل الأزمة

من جهتها، رحبت مصر ببدء المحادثات الأولية بين ممثلي الطرفين، مشيدة بجهود المملكة العربية السعودية والجهود الإقليمية والدولية التي أسهمت في تشجيع الأطراف السودانية على بدء الحوار، وأعربت القاهرة، في بيان لوزارة الخارجية، عن تطلعها بأن تسفر المحادثات عن وقف شامل ودائم لإطلاق النار، يحفظ أرواح ومقدرات الشعب السوداني، وييسر وصول المساعدات الإنسانية والإغاثية للمتضررين.

كما أعلنت الخارجية المصرية، الأحد، عن زيارة لوزير الخارجية سامح شكري إلى جنوب السودان وجمهورية تشاد، غدًا الإثنين، في إطار تحركات الإدارة المصرية للتوصل إلى حل للأزمة.

وتأتي زيارة شكري عقب اجتماع وزراء الخارجية العرب في جامعة الدول العربية، حيث حث البيان الختامي للجامعة للتكاتف العربي والعمل على التنسيق والتشاور مع دول جوار السودان حول تطورات الأزمة السودانية وتأثيراتها الإقليمية والدولية، وسبل تنسيق الجهود من أجل حل الأزمة، حفاظًا على سلامة الشعب السوداني الشقيق واستقرار دولته.