الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"فاجنر" والخروج من "باخموت".. أزمة روسية أم خدعة؟

  • مشاركة :
post-title
رئيس فاجنر

القاهرة الإخبارية - وكالات

أعلنت قوات مجموعة "فاجنر" العسكرية الروسية الخاصة، اليوم الجمعة، عن خطط للانسحاب من مدينة "باخموت" بشرق أوكرانيا، لكن كييف قالت إن مقاتلي فاجنر يعززون مواقعهم؛ لمحاولة الاستيلاء على المدينة، قبل احتفال روسيا بعيد النصر في الأسبوع المقبل، وفقًا لوكالة "رويترز".

وخرج يفجيني بريجوجين، رئيس فاجنر؛ ليهاجم وزير الدفاع الروسي، ويهدد بالانسحاب من باخموت، قائلًا إن رجاله يعانون من نقص الذخيرة، وإنه يتوقع من الجيش أن يحل محل قواته في باخموت يوم الأربعاء المقبل، وهي خطوة قد تعرض الهدف الذي طالما أولته روسيا أهمية كبيرة في محاولة تقسيم جارتها، للخطر.

وفي مقطع فيديو مصحوب بإعلان انسحاب مكتوب قال رئيس فاجنر: "لن يعاني رجالي من خسائر بلا جدوى وغير مبررة من دون ذخيرة"، موجهًا الإعلان إلى رئيس هيئة الأركان العامة الروسية، ووزارة الدفاع والرئيس فلاديمير بوتين، بصفته القائد الأعلى.

وورد في الإعلان أن "البيروقراطيين" عرقلوا الإمدادات، على الرغم من معرفة أن التوقيت المستهدف من فاجنر للاستيلاء على المدينة، هو التاسع من مايو حينما تحتفل موسكو بيوم النصر في الحرب العالمية الثانية.

وأضاف بريجوجين في المقطع "إن كنتم، بسبب غيرتكم التافهة، لا تريدون منح الشعب الروسي نصر الاستيلاء على باخموت، فتلك مشكلتكم".

وأفادت وكالة الإعلام الروسية الحكومية، في وقت لاحق بأن سيرجي شويجو، وزير الدفاع الروسي، أصدر توجيهات لأحد نائبيه لضمان حيازة القوات لجميع الأسلحة التي تحتاج إليها.

أهمية "باخموت"

وكانت معركة باخموت، التي تراها روسيا على أنها نقطة انطلاق إلى مدن أخرى، ما زالت خارج سيطرتها في منطقة دونباس الصناعية، هي المعركة الأشرس في الصراع، وخسر فيها كلا الجانبين آلاف الأرواح في حرب طاحنة على مدى أشهر.

وتراجعت القوات الأوكرانية في الأسابيع الماضية، لكنها صامدة في المدينة؛ لتكبيد الروس أكبر قدر ممكن من الخسائر قبل هجوم كييف المضاد الضخم المزمع على القوات الروسية بطول خط المواجهة الممتد لألف كيلو متر.

وورد في بيان "بريجوجين" الرسمي حول الانسحاب "بسبب قلة الذخيرة، تتزايد خسائرنا بشكل متسارع كل يوم".

وأضاف البيان "في العاشر من مايو 2023 سنكون مجبرين على نقل مواقعنا في منطقة باخموت إلى وحدات وزارة الدفاع، وسحب من تبقوا من فاجنر إلى معسكرات لوجستية لاستعادة قوتنا".

رئيس فاجنر

خدعة أم أزمة؟

لم يتضح إذا ما كان بريجوجين، وهو الذي كثيرًا ما يدلي بتعليقات متهورة، سيمضي قدمًا في الانسحاب إذا لم يحصل رجاله على الذخيرة الإضافية، أم إن خلافه مع القيادة الروسية خدعة.

وقالت مسؤولة أوكرانية كبيرة اليوم الجمعة، إن روسيا تنقل مقاتلي فاجنر من خط المواجهة إلى باخموت للاستيلاء على المدينة بحلول يوم النصر في التاسع من مايو.

وأضافت هانا ماليار، نائبة وزير الدفاع الأوكراني، للتليفزيون الأوكراني "نراهم الآن يسحبون (المقاتلين) من خط الهجوم بأكمله الذي توجد به قوات فاجنر، ويسحبون (المقاتلين) باتجاه باخموت".

وأحجم الكرملين عن التعليق على بيان بريجوجين، مع الإشارة إلى حقيقة أنه يتعلق بما تصفها بأنها "عملية عسكرية خاصة" في أوكرانيا، حيث أعلنت روسيا ضم المناطق الجنوبية والشرقية التي استولت عليها بشكل جزئي.

وتقول موسكو إن تقرب أوكرانيا من الغرب يهدد أمنها، وتقول كييف إن روسيا سلبت أراضيها.

وفي علامة أخرى على الفوضى في الجانب الروسي، انضم الكولونيل ميخائيل ميزينتسيف، نائب وزير الدفاع الروسي السابق، إلى فاجنر كنائب للرئيس، وفق ما أفادت قنوات التواصل الاجتماعي الروسية المؤيدة للحرب.

وفي وقت سابق، التقطت صور لبريجوجين محاطًا بجثث قال إنها لرجاله، وهو يصرخ بعبارات الإساءة لوزير الدفاع الروسي، سيرجي شويجو، ورئيس الأركان العامة فاليري جيراسيموف، وأمطرهما بسيل من الشتائم.

وفي تصريحات نشرتها لاحقًا خدمته الصحفية، قال بريجوجين إن شويجو وجيراسيموف يجب أن يتحملا مسؤولية "عشرات الآلاف من قتلى وجرحى فاجنر".

ودأب بريجوجين على نشر تدوينات طائشة، وسحب في الأسبوع الماضي واحدة منها وقال إنه نشرها باعتبارها "مزحة".

لكن التهديد ومقطع الفيديو سلطا الضوء على الضغط الذي تتعرض له القوات الروسية في الوقت الذي تجري فيه أوكرانيا الاستعدادات النهائية لهجوم مضاد، مدعوم بآلاف المركبات المدرعة التي تبرع بها الغرب وقوات مدربة حديثًا.

وقال يفجيني باليتسكي، حاكم منطقة زابوريجيا الأوكرانية المعين من قبل روسيا، إنه أمر بإخلاء القرى القريبة من خط المواجهة مع القوات الأوكرانية هناك. وأضاف أن القصف الأوكراني اشتد في الأيام القليلة الماضية.

ويتوقع أن يستعيد الهجوم الأوكراني المضاد على الأرجح زابوريجيا التي تسيطر موسكو على نحو 80 % منها.

وقالت كييف إن شخصين قتلا في منطقة دونيتسك في الشرق، وأصيب تسعة خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية وتضررت شبكات توزيع الكهرباء؛ بسبب القصف في دونيتسك ومنطقة خيرسون في الجنوب.

ولم تتعرض روسيا إلا للقليل من الهجمات المباشرة خلال الحرب، لكن وكالات الأنباء الروسية قالت إن هجومًا ثانيًا بطائرة مسيرة وقع على مصفاة إلسكي للنفط في الجنوب، بعد هجوم آخر في اليوم السابق، مما تسبب في اندلاع حريق لكنه لم يسفر عن وقوع إصابات، ولم يتضح على الفور من أطلقها.

ولا يعلن المسؤولون الأوكرانيون عادة مسؤوليتهم عن الهجمات المتفرقة على مستودعات الوقود في روسيا، رغم أنهم يحتفلون بها أحيانًا.

واتهمت موسكو أوكرانيا بإطلاق طائرتين مسيرتين على الكرملين في الساعات الأولى من صباح الأربعاء، في محاولة لقتل بوتين، ونفت كييف ذلك ورفضت الولايات المتحدة اتهامات الكرملين بضلوع واشنطن في الحادث ووصفتها بأنها "أكاذيب".

ويقول محللون، إنه على الرغم من عدم معرفة مصدر إطلاق الطائرات المسيرة، لكن الكرملين قد يستغل الحادث لحشد دعم السكان لسلوكه في أوكرانيا وتصعيد الصراع.