الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بعد محاولة "اغتيال" بوتين.. هل باتت موسكو ساحة سهلة للمسيرات الأوكرانية؟

  • مشاركة :
post-title
حادث الكرملين- وكالات

القاهرة الإخبارية - مروة الوجيه

توعدت روسيا السلطات الأوكرانية، باتخاذ إجراءات انتقامية ردًا على محاولة كييف استهداف مبنى الكرملين في موسكو بطائرتين مسيرتين، أمس الأربعاء، وفق تصريحات موسكو.

يأتي ذلك فيما تعالت الأصوات في روسيا بضرورة إطلاق "حرب حقيقية" ضد أوكرانيا وتصفية قيادتها، حيث نشر رئيس مجلس الدوما الروسي فياتشيسلاف فولودين عبر صفحته بموقع "تليجرام"، أن هذا الهجوم يعتبر "عملًا إرهابيًا" وأضاف: "سنطالب باستخدام أسلحة قادرة على وقف وتدمير نظام كييف الإرهابي"، مؤكدًا أن مثل هذا النظام يهدد الأمن.

أما نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي، دميتري مدفيديف، فقال إن الهجوم لا يدع لموسكو خيارًا سوى القضاء على زيلينسكي وحكومته، وأضاف عبر منشوره على "تليجرام": "بعد الهجوم الإرهابي على الكرملين، لم يتبق سوى خيار التحييد الجسدي لزيلينسكي وعصابته".

من جانبه، قال زعيم الحزب الشيوعي الروسي، غينادي زيوغانوف، إن المعلومات المتعلقة بالهجوم الإرهابي الذي وقع على الكرملين، تؤكد أن حربًا شاملة تُشن ضد روسيا.

ومع تعالي التهديدات الروسية والنفي الأوكراني من أن كييف بعيدة عن هذا الهجوم الذي وقع أمس بالقرب من الكرملين، إلا أن تطور الأحداث ينذر بدخول الحرب الأوكرانية إلى منعطف آخر، خاصة مع توارد الأنباء عن "هجوم الربيع" المحتمل من قبل الجيش الأوكراني.

اتهامات متبادلة

بدأ توتر الأوضاع في روسيا، عقب إعلان الرئاسة، الأربعاء، عن إسقاط طائرتين مسيرتين استهدفتا الكرملين فيما وصفته بمحاولة "إرهابية" لاغتيال الرئيس فلاديمير بوتين.

وقالت الرئاسة الروسية، في بيان، إن الهجوم الذي جرى، فجر الأربعاء، حاول خلاله النظام الأوكراني استهداف مقر إقامة بوتين، وإن حطام المسيرتين سقط داخل الكرملين لكن لم يصب أحدًا.

من جانبه، قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف، إن بوتين كان يعمل بمقر إقامته قرب ضواحي موسكو في "نوفو أوجاريوفو" ولم يصب بأي أذى ولم يتغير جدول أعماله، مؤكدًا خلال إفادة للصحفيين أنه سيشارك في استعراض "يوم النصر" في الحرب العالمية الثانية بالساحة الحمراء، الأسبوع المقبل، كما هو مقرر.

في المقابل نفت كييف ادعاءات موسكو وذلك في وقت أعلنت فيه استعداداتها لشن هجوم واسع النطاق لاستعادة الأراضي التي نجحت روسيا في السيطرة عليها في شرق وجنوب البلاد والمعروف بهجوم الربيع.

ومن هلسنكي علق الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، على الحادث قائلًا في تصريحات صحفية "نحن لا نهاجم بوتين أو موسكو، نحن نقاتل على أراضينا".

وبين النفي والتأكيد، جاء تعليق الخارجية الأمريكية أن موسكو لا تستطيع إثبات صحة ادعاءاتها، وقال وزير الخارجية أنتوني بلينكن إنه ينظر "بعين الريبة" لأي شيء يصدر عن الكرملين.

وردًا على سؤال عما إذا كانت الولايات المتحدة ستنتقد أوكرانيا إذا قررت بمفردها ضرب روسيا ردًا على هجمات موسكو، قال بلينكن إن هذه القرارات يجب أن تتخذها أوكرانيا بشأن كيفية الدفاع عن نفسها.

الاختراق السهل

بالنظر إلى حادث اختراق الكرملين، أحد أكثر الأماكن حساسية وتأمينًا حول العالم أو اقتراب الخطر من مقر إقامة الرئيس الروسي، أمر يثير عدة تساؤلات وشكوك حول القدرات التكنولوجية لروسيا خاصة وهل يمكن اختراقها لتصل إلى حد التهديد بإمكانية حدوث حادث اغتيال للرئيس الروسي نفسه من خلال طائرة مسيرة بهذه السهولة؟

وتحدثت تقارير غربية، عن وسائل الحماية والتأمين التي يتبعها الرئيس بوتين، حيث نشرت صحيفة "الإيكونومست" تقريرًا يوضح أن حماية الرئيس الروسي تقع على عاتق وكالة حكومية، متخصصة في تأمين مسؤولي الدولة رفيعي المستوى، وتعود جذورها إلى عام 1881، والحرس المسؤول عن الرئيس الروسي يطلق عليهم وحدة "الفرسان" وتتكون هذه الوحدة من أفراد من "خدمة الحراسة الاتحادية الروسية"، المعروفة اختصارًا بـ"FSO".

ونقلت الصحيفة البريطانية عن الكاتب الروسي روسلان سليمانوف، الذي أوضح أن هذه ليست المرة الأولى التي تنجح فيها المسيرات الأوكرانية في اختراق الأجواء الروسية منذ بداية الحرب، موضحًا " أن شكل ونمط الاستهداف والتوقيت يعكس مدى التحولات التي كشفت عنها الحرب".

وأضاف سليمانوف أنه "على مدار أشهر الحرب تنتشر تقارير شبه يومية بأن طائرات من دون طيار أوكرانية هاجمت أهدافًا روسية مختلفة، من بينها قواعد عسكرية قريبة من حدود البلدين، لكن استهداف الكرملين يعد نقطة تحول جديدة في مسار الحرب، ويكشف بصورة أو أخرى عدم مواكبة أنظمة الدفاع الجوي الروسية ووسائل التأمين والحماية للتطورات التكنولوجية الحديثة، وقدرتها على التعاطي مع وسائل الحرب الجديدة ومن بينها المسيرات"، معتبرًا أن "الحرب ستأخذ منعطفًا جديدًا بعد استهداف الكرملين، قد يكون من بينها تكثيف موسكو لإجراءاتها الانتقامية ضد أوكرانيا".

ليس الحادث الأول

من جهة أخرى نقلت "الإيكونومست" عن ديميتري بريجع، محلل سياسي روسي، أوضح أن حادث استهداف الكرملين يحمل العديد من الرسائل خاصة وأنه على الأرجح "اختراق داخلي روسي وليس من الخارج" مرجحًا أن الأيام المقبلة قد تؤكد هذه الاحتمالية، كما أن موسكو ستعمل على رد "أكثر عنفًا" في الداخل الأوكراني وهو الأمر الذي يثير توتر الغرب الآن.

ووفق بريجع "في ضوء التشديد الأمني الروسي على استخدام المسيرات في العديد من المدن الكبرى، فإن المسيرتين اللتين استهدفتا الكرملين تم إطلاقهما من ضواحي موسكو وليس من خارج البلاد"، معتبرًا أنها تأتي كذلك في ضوء الاستهداف الكثيف للداخل الروسي خلال الأيام الأخيرة، تمهيدًا للهجوم الأوكراني المعاكس الذي تخطط كييف لإطلاقه.

وخلال الأيام الأخيرة، شهدت روسيا عددًا من الحوادث الغربية، ففي منتصف الأسبوع الماضي تسببت "عبوات ناسفة" في إخراج قطاري شحن عن مساريهما بمنطقة محاذية لأوكرانيا، وهي حوادث لم يكن يبلغ عن وقوعها في روسيا قبل بدء الهجوم على كييف في 24 فبراير 2022.

والاثنين أيضًا، وعلى مسافة بعيدة من الحدود مع أوكرانيا، تضرر خط لإمداد الكهرباء قرب بلدة في جنوب سانت بطرسبرج (شمال غرب) جراء عبوة ناسفة، وفقًا لأجهزة الأمن الروسية التي فتحت تحقيقًا في "عمل تخريبي".

وليل الثلاثاء، التهم حريق مستودعًا للوقود في قرية روسية واقعة قرب شبه جزيرة القرم، وذلك قبل أن يعلن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي "أف أس بي"، الأربعاء، أنه فكك شبكة أوكرانية خططت لتنفيذ أعمال "إرهابية وتخريبية" في القرم.

ونهاية الأسبوع الماضي، تعرض مستودع نفط في شبه جزيرة القرم أيضًا لهجوم بطائرة مسيرة، فيما أسفر هجوم صاروخي على قرية روسية بمنطقة بريانسك الحدودية عن مقتل أربعة أشخاص.

واتهم الكرملين أوكرانيا أنها وراء هذه الحوادث، وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن "نظام كييف الذي يقف وراء عدد من هذه الهجمات والتفجيرات، يخطط للاستمرار في هذا المسار"، مؤكدًا أن أجهزة الأمن الروسية تقوم "بما هو ضروري" لحماية السكان.

ورغم أن أوكرانيا لم تعلن مسؤوليتها عن أي من هذه الهجمات، إلا أن تكثيفها يأتي في وقت تؤكد كييف أنها أكملت استعداداتها للهجوم المضاد الذي تتحدث عنه منذ أسابيع.